نقاط ايجابية عديدة عن الاقتصاد المصري ذكرها تقرير ممارسة الأعمال الصادر عن البنك الدولي مؤخرا.. كما أن التقرير أغفل بعض الاصلاحات التي أجريت في الاقتصاد المصري. هذا ما أكدته د.سحر نصر الخبير الاقتصادي بالبنك الدولي في حوارها مع الاسبوعي والتي أكدت أن التقرير الجديد كان بمثابة تأكيد لاستمرارية تحسن مناخ الاستثمار في مصر لاسيما أنه ركز علي تيسير الإجراءات للمستثمرين والتي بسببها حصلت مصر علي مرتبة أعلي في جذب الاستثمارات الأجنبية. وكشفت د.سحر نصر في حوارها أن التقرير أغفل عدة عوامل في إصلاح الجهاز المصرفي خاصة في قطاعي التمويل العقاري والتأمين. وكان يمكن أن تحصل مصر علي مرتبة أعلي ويتحسن ترتيبها إذا ذكرت تلك الاصلاحات. ونفت وجود أي تدخل من البنك الدولي في شئون مصر وقالت لا أعرف من أين أتي البعض بهذا الانطباع؟ كما نفت وجود برنامج إصلاح اقتصادي في تابع للبنك الدولي ينفذ في مصر وتحت اشرافه مؤكدة أن مثل هذه النوعية من البرامج كانت مطبقة من عام 1991 وانتهت منذ أكثر من 10 سنوات وأكدت الدكتورة سحر نصر أن مصر قامت بإصلاحات كثيرة خلال السنوات القليلة الماضية ومع ذلك لم تكن التقارير السابقة تشير لهذه الاصلاحات ولذلك جاء تقرير ممارسة الأعمال الصادر عن البنك الدولي مؤخرا بمثابة مفاجأة خاصة أنه اعتمد علي مؤشرات تخص مجالات متعددة مما يعد تعبيرا حقيقيا عن مدي الإصلاحات المتحققة في الاقتصاد المصري. تشجيع الحكومة وأوضحت د.سحر أن التقرير يمثل أيضا تشجيعا للحكومة لتكمل طريق الاصلاح وأن مثل هذه التقارير عموما تمثل جرس انذار للدول التي تتخلف عن الاصلاح لكي تضع نفسها علي الطريق الصحيح. واعتبرت د.سحر أن ما ذكره التقرير بأن مصر أكثر دولة حققت اصلاحات في مجال تيسير الأعمال بعد أن كانت من أكثر عشر دول تقوم بالإصلاحات في التقرير السابق يعد مؤشرا في حد ذاته علي أن عملية الاصلاح في مصر مستمرة وتتقدم للأفضل. أوضحت د.سحر أن هناك مؤشرات مثل العمالة والتي ذكر التقرير أن مصر لم تحقق انجازا كبيرا فيه لا تعتبر اخفاقا بقدر ما ترجع لعوامل اجتماعية تعاني منها الكثير من الدول. وتوقعت الخبيرة بالبنك الدولي أن تحقق مصر نفس النتيجة في تقرير العام القادم إذا استمرت علي نفس خطي الاصلاح خاصة أن هناك قوانين تم اعدادها وخطوات تم قطعها ويبقي فقط سرعة استكمالها. ولفتت الدكتورة سحر النظر إلي نقطة مهمة تدعو للمزيد من التفاؤل وهي ان التقرير باعتباره مختصا فقط بإجراءات تيسير الأعمال يغفل نقاطا مؤثرة علي مناخ الاستثمار وكان يمكن أخذها في الاعتبار ان تحصل مصر علي مرتبة أعلي في التقرير وضربت مثالا بوجود دول حصلت علي مرتبة تسبق مصر في التقرير ومع ذلك فلا يمكن للمستثمر أن يتوجه اليها لعدم تمتعها بالاستقرار السياسي ووجود اضرابات وحروب بها وهي نقطة مهمة في صالح مصر. أغفل نقاطا عديدة كما لفتت د.سحر نصر النظر إلي نقطة أخري وهي أن التقرير رغم جودته فقد أغفل نقاطا عديدة كانت يمكن أن تحسن من ترتيب مصر ومنها دور شركات التمويل العقاري وشركات التأمين في تقوية القطاع المالي وكذلك لم يشر إلي العديد من الإصلاحات التي شهدها الجهاز المصرفي والتي تساعد في إنجاز الأعمال وأيضا دور استقرار سعر الصرف في تسهيل الحصول علي العملة الصعبة، كما ركزت د.سحر نصر علي ضرورة التركيز علي ان مصر أكثر دولة حققت اصلاحات في تيسير الأعمال واعتبرت ان هذه ميزة لجذب المستثمرين لمصر اكثر من الدول التي عرفت بأنها استقرت في تحقيق هذه الاصلاحات وأرجعت ذلك الي ان المستثمر يري في الدول التي مازالت تقدم تيسيرات للمستثمرين مجالا خصبا ليضع استثماراته ليستفيد من هذه التيسيرات بعكس الدول التي انجزت هذه التيسيرات ودخلها المستثمرون وحصلوا علي مكاسبها والتي ينتظر المستثمرون فيها منافسة صعبة. نفت د.سحر نصر ان تكون هناك أية ضغوط من البنك الدولي علي مصر وأوضحت ان مصر مثل أي دولة من دول العالم لها نصيب في البنك الدولي ولابد لها من استعمال حقها في التمتع بخدماته. وأضافت ان البنك الدولي لا يضع برامج للدول، بل يساعد الدول علي تنفيذ البرامج التي تضعها الدول لنفسها باعتبار ان كل دولة اقدر علي معرفة ما يناسبها. استنكرت الانطباع السائد بأن البنك الدولي يتدخل في شئوننا وقالت لا أعرف من أين يأتي هذا الانطباع للبعض؟ كما نفت سحر نصر وجود أي ضغط من البنك الدولي للإسراع بعملية الخصخصة وأوضحت ان مشروعات البنك في مصر ليست لها أية صلة بعملية الخصخصة علي الإطلاق. وأكدت ان هذه الانطباعات ربما ترجع لسيطرة فكرة برنامج البنك الدولي للإصلاح في مصر عام 1991 والذي انتهي منذ أكثر من عشر سنوات. أوضحت د.سحر ان البنك الدولي الآن ليس لديه برنامج اصلاح اقتصادي مع مصر وهذه نقطة يغفل عنها الكثيرون. واضافت انه من خلال عملي مع البنك الدولي فان كل ما يقوم به انه يساعد الدول علي تحقيق وانجاز البرامج التي تضعها تلك الدول اعتمادا علي الخبرات الدولية التي تنقلها بين الدول وبعضها للاستفادة منها كذلك نفت د.سحر وجود أي شروط للبنك الدولي للمشروعات التي يقيمها في مصر وقالت ان مشروعات البنك تركز علي الصحة والتعليم والبنية الأساسية وهي مشروعات لا تخضع لأية شروط.