[email protected] عندما نتحدث عن تنمية صناعة مثل صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لا يمكن ان يقتصر الحديث علي البعد الوطني فقط لهذه الصناعة وتجاهل البعد الاقليمي وربما يكون السبب في ذلك أن الأسواق العربية ينظر إليها علي أساس أنها سوق واحد كبير لا توجد به الاختلافات الجوهرية والتناقضات بين أذواق واحتياجات المستخدمين مقارنة بما هو كائن بين مختلف الأسواق العالمية الأخري وبالطبع بدأت اغلب الدول العربية برامج وطنية تسعي لسد الفجوة التكنولوجية التي تتزايد باستمرار بينها وبين الدول المتقدمة إلا أن ترسيخ فكرة أننا لسنا مجرد مستخدمين للتكنولوجيا وأنه يمكن أن يكون لنا دور في عملية الإبداع والابتكار هو أمر أصبح يتطلب من القائمين علي هذه الصناعة في الدول العربية ضرورة التوقف والتأمل في اي اتجاه نحن نسير . فهل تسمح الأوضاع الحالية لأسواقنا وظروف الطلب بوجود منافسة شديدة تقضي علي الجديد لشركات البرمجيات العربية وذلك من خلال التصارع علي إنتاج برامج ان لم تكن متطابقة تماما فتكاد تكون متشابهة وتؤدي نفس الوظائف ولا يمكنها أن ترقي للمنافسة في الأسواق العالمية أم انه من المهم وجود نوع من التكامل وتنسيق الجهود بين شركات البرمجيات العربية لتدعيم مواقعها علي الساحة العربية أولا ثم العالمية في مرحلة لاحقة . نتصور أن الوقت حان لتكون هناك مظلة عربية تهدف التي تنسيق عملية التنمية لصناعة البرمجيات العربية علي أن يتمثل الدور الأساسي لهذه المظلة في تشجيع آليات التعاون والتنسيق بين الشركات العربية للبرمجيات فالتكامل لا يعني أن هناك من سيكسب وهناك من سيخسر بل أن الجميع سيكسب وتزداد فرص التعاون فالتجارب والخبرات السابقة تؤكد أن لعمل الجماعي تكون نتائجه أكثر إيجابية من العمل الفردي مهما كانت إمكانيات العمل الفردي . لا نستطيع أن نجزم أن العمل الجماعي هو احدي سمات مجتمع الأعمال العربي بل العكس هو الصحيح ولكن ما نتصوره أن العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات يمثلون عقل الأمة القادر علي التفكير المنظم ويحملون مسئولية بناء مستقبلها ويستطيعون أن يدركوا ما لم يدركه الآخرون ليكون هذا القطاع بمثابة القدوة والمثل في إطلاق العمل العربي المشترك علي ارض الواقع وليس مجرد اتفاقيات وبروتوكولات اغلبها يكون للبروبجاندا أكثر من كونه نابعا من تحقيق مصلحة حقيقية للجميع . نعتقد أنه من المهم فتح باب المناقشة بين شركات البرمجيات العربية لتحديد مستقبل التنمية في هذا القطاع والذي أصبح يمثل تحديا كبيرا فإما أن نكون أو لا نكون فالتحرك السريع لقطار التكنولوجيا لن ينتظر أحداً ولن يعطي الفرصة لمزيد من التأمل والتفكير الساكن والتناحر وإنما سيكون البقاء لمن يستطيع قراءة المستقبل بصورة جيدة وأن التعاون والتكامل - والاندماج أحيانا هو الوسيلة المثلي لتنمية القدرات التنافسية لشركات البرمجيات العربية .