في إطار جهود مستشفي سرطان الأطفال لتنمية الوعي الصحي والبيئي لم يركز الاهتمام فقط علي النواحي التشخيصية أو العلاجية علي أحسن مستوي ممكن بالمقاييس العالمية، وانما وضع برامج متكاملة لرعاية المرضي وأسرهم.. ومسألة الأسر هذه كانت ضرورية للغاية لان البيئة المخالطة للمريض لها أثر كبير في نجاح البرامج العلاجية الطبية. ويهدف مستشفي سرطان الأطفال إلي تقديم رؤية جديدة تماما في العلاج تقوم علي رعاية الأطفال صحيا ونفسيا واجتماعيا لمساعدتهم وأسرهم علي تحمل المرض من ناحية ولاشاعة نوع من الثقافة الخاصة بهذا الموضوع في المجتمع حتي يمكن استنفار كل القوي الكائنة وهي قوي جبارة لا يستهان بها، من أجل مكافحة وعلاج مرض السرطان وخاصة عند الأطفال. وتكوين الوعي العام بالمرض واساليب علاجه الحديثة والادراك بأن العلاج ليس مجرد دواء كيماوي أو علاج اشعاعي يدخل جسم المريض ويسبب له أعراضا جانبية قد تكون أشد وطأة من المرض الأصلي في مرحلة معينة من مراحل العلاج، ولكن الوعي العلاجي يسهم في اقناع الجمهور بأنه من الممكن الاقلال من فرص الاصابة بالمرض علي عكس الثقافة السائدة التي تقول بأن الوقاية صعبة من مرض السرطان نظرا لغياب معرفة أسباب محددة علي سبيل القطع للاصابة بالمرض. وربما كان المتخصصون لهم آراء في مسألة الأسباب هذه، وتتفاوت وجهات النظر ازاءها فبعضهم يري ان هناك اسبابا محددة للاصابة بالمرض والبعض يري أنها احتمالات وترجيحات لا أكثر. ومع ذلك فالاجابة عن السؤال المهم للغاية وهو هل يمكن الوقاية من مرض السرطان تأتي علي النحو التالي في اطار حملات التوعية والتثقيف التي يعد لها مستشفي أورام الأطفال. يقول المتخصصون ان هناك عوامل محددة تجعل الجسم أكثر عرضة للاصابة بالسرطان لتأثيرها المباشر علي جهاز المناعة، وبالتالي فان تجنبها يمكن ان يسهم في تقليل فرص الاصابة بالمرض، ومن أهم هذه العوامل. الوزن الزائد والاكثار من الدهون وخاصة الحيوانية، يقصد في الطعام، وكذلك نقص الألياف في الغذاء حيث يجب الحرص علي توافر ألياف في الطعام وتوجد بكثرة في الحبوب والخضراوات والفاكهة. ينصح الأطباء بعدم الافراط في تناول اللحوم الحمراء التي ثبت ان ثمة علاقة بينها وبين الاصابة بأورام الثدي والغدة الدرقية، كما ينصحون بتجنب استخدام السكر الأبيض إلي أقل حد ممكن وتجنب الأغذية المحفوظة، وشرب الشاي المغلي بإفراط والتعرض للمبيدات الحشرية والتدخين وتلوث المياه. وينصح الأطباء بعدم الافراط في الكسل والنكد أي تحميل جهاز المناعة في الجسم بما يفوق طاقته فيؤدي ذلك إلي اختلال في الخلايا والاصابة بالمرض اللعين. نتمني من الله سبحانه وتعالي ان يهيئ لنا ولكم فرص الوقاية والعلاج.