لو أنصف عباس لقدم استقالته فوراً، لقد فقد الرجل مصداقيته بعد الالتصاق الغريب بينه وبين دخلان والتمسك به رغم أخطائه وجرائمه ونزاوته العديدة ولا أعلم سبباً لهذا الالتصاق اللهم إلا اذا كان كلاهما وجهين لعملة واحدة. عملة صدئة دانت بالعمالة لإسرائيل وأمريكا وأضاعت القضية الفلسطينية وداست علي شعبها. تيار دحلان كان هو الركيزة التي اعتمدت عليها اسرائيل وأمريكا في اشاعة الانفلات الأمني في غزة توطئة لاستئصال حماس كلية. دحلان تم اعداده لتنفيذ خطة الجنرال دايتون وهي التي اعتمدت علي بناء ما سمي بحرس الرئاسة ومده بالدعم المالي والتسليحي والتدريبي من أجل نسف حماس..! وانقلب السحر علي الساحر لاشك أن عباس صدم من نتيجة المؤامرة التي تم التخطيط لها بعلم وتنسيق معه لم يتخيل أن تجهض بواسطة حماس لينقلب السحر علي الساحر، ولهذا كانت هزيمة دحلان هزيمة لعباس الذي راح يتحدث عن حماس وكيف أنها انقلبت علي الشرعية ولا أدري أين هي هذه الشرعية التي يتحدث عنها اللهم إلا اذا كان يريد ان يحصر الشرعية في الخيانة والعمالة وطبخ المؤامرات. عباس ومخطط دايتون بدلا من أن يصحح عباس المسار ويأخذ علي يد الخونة مضي في التحريض ضد حماس اذ كيف تسول لها نفسها ان تجهض المؤامرة التي استهدفت نسفها من الوجود راح عباس يعبيء الكل ضد حماس في الداخل والخارج فهو يريد لمخطط دايتون ان ينجح وهو مثابر في تنفيذ ما تريده أمريكا واسرائيل معاً من ضرورة الاطاحة بحماس، ولا غرابة فعباس محسوب علي أمريكا وإسرائيل منذ أن فرضوه علي عرفات وقلدوه منصب رئيس الوزراء الفلسطيني، يومها صال وجال وسلب كل الصلاحيات من عرفات المحاصر والذي تم اغتياله بالسم القاتل، ولم يحرك عباس ساكناً وكأنه كان أحد الضالعين في التخلص من عرفات، وكأن عرفات عقبه تمت ازاحتها ليخلو له الجو ويفعل ما يملي عليه من البيت الأبيض، ساعده في ذلك مستشارو السوء من جماعة المنتفعين أمثال ياسر عبد ربه وصائب عريقات وأحمد عبد الرحمن وعزام الأحمد ونبيل عمرو.. الخ زمرة أعانته علي أن يمضي في طريق الخيانة. عباس وحل الميليشيات الغريب انه بعد ان اجهضت حماس المؤامرة التي استهدفت الاطاحة بها، وبعد أن تم كشف المستور بالنسبة لدحلان وما قام به لم يخجل عباس ولم يتحرك لاجتثاث من عاث في الساحة فساداًَ، وانما علي العكس مضي في طريقه وأصدر قراراً بحل المليشيات والجماعات المسلحة والمعني بها في الأساس القوة التنفيذية التابعة لحماس والتي حرص بعد أن اجهضت المؤامرة علي أن يصدر قراراً فورايا بحلها، وكان بذلك يمضي في مخططه الرامي إلي استئصال المقاومة، وهو قرار تصدي له فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في تونس الذي تعهد بأن يبقي السلاح في الأيدي ما دام الاحتلال الإسرائيلي موجوداً. عباس إلي أين؟ اليوم يعاود عباس الحديث عن نشر قوات دولية في غزة وهو ما تدعمه أمريكا وإسرائيل بينما ترفضه تيارات في فتح وفصائل فلسطينية أخري مثل الجهاد وحماس التي هدد جناحها العسكري "القسام" بأنه لن يسمح بدخول أية قوات دولية وسيتعامل معها كقوة احتلال وهدد بضربها لقد سجل عباس علي نفسه فضيحة سياسية فهو علي حين يتهرب من الحوار الفلسطيني فإنه يحتمي بالغرب وكأنه يمنح الأولوية لكل ماتمليه امريكا وإسرائيل وينسي عباس انه بدعوته الي نشر قوات دولية يكون قد خرج علي التنسيق الاستراتيجي القائم بين السلطة الفلسطينية ومصر التي ترفض تمركز أي قوات دولية في القطاع فمصر تري أن الأولوية ترتكز علي التهدئة الشاملة والحوار بين الفصائل الفلسطينية وهو ما يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني وهذا ما أكده الرئيس مبارك عندما ركز علي الحوار كوسيلة للخروج من الأزمة الراهنة. ويقال بأن رفض عباس للحوار هو الذي أدي إلي تأجيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز لقائه معه والذي كان مقررا الأسبوع الماضي. من الذي أجهض السلام؟ حماس لم ترتكب إرهابا ولم تشكل خطرا علي مصر ولم تجهض مسيرة السلام من اجهض مسيرة السلام هي إسرائيل التي لم تقدم شيئا ملموسا للقضية منذ اتفاق اوسلو في سبتمبر 1993 من اجهض السلام هي سلطة محمود عباس الذي هادن امريكا واسرائيل علي حساب شعبه وصور حماس وكأنها فزاعة لا لفلسطين فحسب وإنما للمنطقة أيضا لو انصف عباس لقدم استقالته كي يريح ويستريح ويترك الفرصة لشخصية نضالية تستطيع بلورة استراتيجية شاملة للجهاد لانقاذ ما تبقي من فلسطين فعباس لم يعد يؤمن بتحرير فلسطين بعد أن سيطر عليه هاجس واحد وهو أن يكون دوما عند حسن ظن سيده في البيت الأبيض..!!