انتشرت في محافظات مصر الشمالية في الدلتا ظواهر صحية تحتاج إلي دراسة لمعرفة أسبابها فقد شاهدت علي شاشة التليفزيون أخيرا برنامجا حول قرية صغيرة اكتشف الاطباء ان فيها أكثر من 200 مصابا بفيروس سي.. ومنذ فترة كتبت عن انتشار السرطان في قري كثيرة بين الشباب في محافظة كفر الشيخ.. وتساءلت هل هناك علاقة بين انتشار هذه الامراض واستخدام انواع معينة من المبيدات.. ان انتشار فيروس "سي" كما يؤكد الاطباء يرجع إلي انتشار البلهارسيا هذه اللعنة التاريخية التي تحاصر المصريين منذ قدماء المصريين.. والغريب أن الحكومات المتعاقبة في مصر قد فشلت في مواجهة مشكلتين الاولي هي كارثة الامية والثانية هي كارثة البلهارسيا.. وكانت الامية هي السبب الرئيسي في كل ما اصاب العقل المصري من مظاهر التخلف.. وكانت البلهارسيا هي السبب في أمراض الكبد التي اجتاحت شباب مصر في السنوات الاخيرة.. والغريب في الأمر أن الأمية زادت مع التقدم في كل مظاهر الحياة في العالم وأن امراض الكبد ارتفعت مع كل مظاهر التقدم الصحي في دول العالم ولا أحد يعرف لماذا فشلت كل مشروعات الدولة، في محاربة الأمية.. ولماذا فشلت كل الجهود في علاج امراض الكبد حتي ان مصر الان تحتل أول القائمة في العالم في فيروس سي الخطير.. ان هذا الفيروس الذي يأكل أكباد شبابنا بحيث تحول إلي وباء خطير يحتاج إلي مواجهة حاسمة علي كل المستويات.. تدخل في ذلك عمليات التوعية الصحية.. والوقاية.. والعلاج خاصة ان تكاليف العلاج تمثل عبئاً كبيرا علي اجهزة الدولة ولهذا فإن أي جهود في التوعية أو الوقاية هي أول طرق العلاج.. وبعد ذلك ينبغي دراسة الظواهر الاجتماعية التي أدت إلي انتشار هذه الامراض الخطيرة.. ان حياة الفلاح المصري وظروفه الاقتصادية والفقر الذي يعيش فيه كل هذه لأسباب أدت إلي انتشار هذا المرض بحيث تحول إلي وباء يجتاح القري في شمال الدلتا ويمثل تهديدا للأسرة المصرية لم تعد قادرة علي تحمل تكاليف العلاج أمام الارتفاع الرهيب في أسعار الدواء.