ذكري هزيمة 67 جددت الحزن والألم.. الحزن، لأننا خدعنا بقيادات اطلقت الشعار تلو الاخر.. ولم تعمل بما جاء فيها، بل جعلت الشعب يعيش في غيبوبة لم يفق منها إلا بعد وقوع المحظور وانكشاف المستور. والألم، لأننا فقدنا شبابا سالت دماؤهم علي ارض سيناء التي لو أتيح لحبات الرمال فيها ان تنطق لروت للعالم لحظات استشهادهم دون قتال بعد أن وقعوا في مصيدة المقاتلات الاسرائيلية التي امطرتهم بالقنابل والصواريخ حتي لقاء ربهم.. نعم، 5 يونية ذكري حزينة منيت فيها مصر بهزيمة عسكرية عرت القيادات التي ضللت الشعب بإصدارها بيانات خادعة عن اسقاطنا للعشرات بل المئات من طائرات العدو.. ثم ظهر أن العكس هو الصحيح، فقد حطمت طائراتنا بعد اختراق مجالاتنا الجوية بسهولة ويسر وهي علي ارض المطارات بسبب الحفلات التي أقيمت للطيارين حتي الفجر. تألمت وأنا أتذكر ما حدث منذ اربعة عقود مضت تحملنا خلالها الكثير بسبب أهل الثقة الذين حولوها لمصالحهم وشهواتهم. اقول اسرائيل لم تهزمنا في 5 يونية 1967.. ولكن الهزيمة جاءت من القيادات سواء عسكرية أو سياسية ولن انسي اسبوع الهزيمة المنكرة والا التبريرات التي اطلقت، ولا مسرحية التنحي والعودة. أمنيتي قبل أن تنتهي رحلتي مع هذه الحياة ان تفتح ملفات الهزائم المتوالية التي عشناها ابتداء من هزيمة 1956 التي حولناها بالاغاني وصمود الشعب البطل في بورسعيد وكل انحاء مصر المحروسة إلي انتصار، ومرورا بهزيمة جيشنا في اليمن ودخولنا في حرب لا تعنينا، وانتهاء بكارثة 1967 التي لوثت ثوب كل مصري بدماء الشهداء الذين تم نسيانهم مع انهم ضحية ولم يتم تذكرهم أمس لولا اعادة جريدة الوفد نشرها لقرار المجلس الطارئ للجامعة العربية الذي صدر في الشهر الماضي بدعوة العالم العربي للوقوف دقيقة حدادا علي أرواح الشهداء الساعة 12 ظهرا وتنظيم مظاهرات سلمية أمام السفارات الاسرائيلية، وأيضا اصدارها ملفا عن الهزيمة التي يجب تذكرها دائما لكي لا تتكرر المأساة مرة أخري. ولولا نصر اكتوبر المجيد لبقي عار هزيمة 5 يونية معلقا في ثياب كل مصري. فتحية للرئيس انور السادات ورفاقه في هذه الذكري لتحويله الهزيمة إلي نصر، وتحية لكل الشهداء الذين سقطوا في ارض معركة مكشوفة من أي غطاء سوي اسراب المقاتلات الاسرائيلية التي كانت في نزهة وليست في حرب. *** للأسف الشديد قبل أن تلحق بنا الهزيمة العسكرية سبقتنا هزيمة أخري كانت قاسية وتمثلت في اعلامنا الذي حمل كل البيانات المضللة وغير الحقيقية وجعل المواطن المصري يلجأ إلي الاذاعات الاجنبية لمعرفة الحقائق. للتاريخ.. حتي الان لم يتم الكشف عمن كان وراء تأجيل الحفل الساهر في مطار انشاص الذي كان سيقام يوم 3 يونية 1967 إلي يوم 4 يونية وسهر فيها الطيارين حتي الفجر. *** جريدة اللايف البريطانية نشرت تحقيقا ضخما عن الطيارين وهم بلباس النوم عند خروجهم مذعورين بعد ضرب المطار الذي تحطمت فيه الطائرات.