في الوقت الذي تسعي فيه وزارة السياحة لتشجيع المستثمرين لإضافة 15 ألف غرفة فندقية سنويا للطاقة الاجمالية لاستيعاب الزيادة السنوية في عدد السائحين طبقا للبرنامج الانتخابي للرئيس مبارك إلا أن الاحصائية والظواهر اثبتت اننا شعب يهوي "البناء والتشييد والتجميل فقط" دون الاهتمام بأية اعتبارات أخري كتسويق هذا العدد من الغرف. ويبدو ان مرض التقليد أصبح ظاهرة تسيطر علي الاستثمارات "فايف ستارز" لدرجة انه هوجة توجه الاستثمارات الضخمة أصبحت تتم بدون دراسة أو عقلانية وكأن المرض الذي تفشي لم يعد يقتصر علي المشروعات الاستثمارية بل امتد الي المشاريع الكبيرة "الفاخرة" صاحبة رأس المال العالي. وأصبح التخوف حاليا أن تتكرر مأساة مشروعات مزارع الدواجن التي كانت ظاهرة في فترة من الفترات حيث اتجه العديد من المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال الصغيرة الي انشاء المزارع وادت الي جمود في الاستثمارات التي فاقت المليارات نتيجة عدم القدرة علي تسويق منتجاتها ثم تعرضت الي انهيار شبه كامل مع بدء انتشار أزمة انفلونزا الطيور. وبما ان قطاع السياحة من الممكن ان يتأثر بأية أحداث طارئة فهناك مخاوف زائدة من تكرار وقوع أية أزمة تؤثر علي هذا القطاع وخاصة الاستثمارات التي تمت بصورة عشوائية خلال الفترة الأخيرة. حيث يواجه الساحل الشمالي رغم كونه أحد أهم المقاصد الجاذبة للاستثمارات العربية والاجنبية عدة عقبات غير واضحة قد تؤدي وفقا لتقديرات الخبراء الي تقليص حجم الاستثمارات الجديدة المرشحة للتدفق باتجاه هذه المنطقة السياحية المهمة. وأهم هذه العقبات افتقاد برامج الترويج والتنشيط الي جانب نقص اعداد العمالة المدربة والقادرة علي مواجهة احتياجات التنمية السياحية في المنطقة. كما تعاني مناطق العين السخنة ومرسي علم ومرسي شجراء أيضا من ضعف كبير في الاشغالات الفندقية بسبب زيادة المعروض عن الطلب وهو ما تسبب في خسائر كبيرة لمستثمري السياحة بهذه المناطق. وتكشف الاحصائيات ان اجمالي الطاقة الفندقية بمصر والذي تجاوز 170 ألف غرفة متوسط نسب اشغالاتها لا تتجاوز 40% ترتفع إلي 60% وقت الذروة بينما تصل في بعض المناطق الي اقل من 30% في معظم الأوقات. وكشفت مذكرة تقدم بها مستثمرو شمال سيناء لوزير السياحة زهير جرانة مؤخرا تجاهل الوزارة لمنطقة شمال سيناء وعدم توجهها لجذب الاستثمارات السياحية إلي المنطقة مقارنة بالتسهيلات التي تقدمها الوزارة لمناطق البحر الأحمر وجنوب سيناء والساحل الشمالي رغم توافر كل المقومات السياحية بها. وطالب المستثمرون وزارة السياحة بإنقاذ المنطقة من الضياع وادارجها علي خريطة السياحة المصرية الدولية حتي لا يهرب المستثمرون منها ويتعرض رجال الاعمال الذين اقاموا منشآت بها لخسائر فادحة. قرار فردي من جانبه يعترف زهير جرانة وزير السياحة ان الوزارة لا تستطيع ان تمنع أي مستثمر يريد ان يتجه لأي منطقة للاستثمار بها حيث إن هذا يعد قرارا فرديا بحتا له الا ان الاستثمار العشوائي يتسبب في انخفاض في الاشغالات الفندقية وعدم قدرة المستثمرين علي الوفاء بالتزاماتهم وتعثرضهم. أضراره كثيرة ويري الخبير السياحي الهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية السابق ان الاستثمار السياحي العشوائي او التقليدي تزايد في الفترة الاخيرة وخسائره واضراره تزايدت ايضا لانه مقام لمجرد التقليد وهذا هو الخطأ الجسيم وبالتالي لابد من تحجيمه ويطالب الزيات بأن تكون هناك رؤية واضحة للتسويق وخطة مدروسة لتحديد الأهداف والبرامج التي نسير عليها في المستقبل. ويشير إلي أن وجود الاحصائيات الحقيقية الخاصة بالسياحة ضروري جدا لانها توضح للمستثمر كيف يسير في الاتجاه الصحيح بالنسبة للسياحة في العالم كما انها تظهر المشاكل الموجودة في بعض الأسواق نيتجة انخفاض الاعداد الوافدة منها.