كشف الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال انعقاد القمة الاقتصادية لمجموعة الثماني مؤخرا النقاب عن اتجاه جديد نحو موضوع ارتفاع حرارة الكرة الأرضية بسبب الانبعاثات الحرارية الناتجة عن عمل المصانع بالدول الاقتصادية الكبري مناشدا في إطار ذلك كبريات الدول الاقتصادية الأعضاء بهذه القمة للانضمام مع دولته والموافقة علي وضع هدف عالمي لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل حلول نهاية الفترة الرئاسية له. وجاءت تصريحات بوش خلال القمة التي وضعت موضوع الانبعاثات الضارة علي قمة أجندتها وأوضح بوش أن خطوته الجديدة التي صرح بها عقب رفضه سابقا لاتفاقية كيوتو لخفض هذه الانبعاثات الضارة تأتي حاليا مدفوعة باكتشافات علمية جديدة.. إلا أن بوش لم يكشف في تصريحاته عن النسبة التي تعتزم أمريكا خفضها والتي ستوقع عليها في الاتفاقية الجديدة وكذلك لم يعط برنامجا زمنيا سيتم خلاله التنفيذ، إلا أن البيت الأبيض صرح بأنه لا مجال لدخول تجارة الكربون السوق الأمريكية وذلك كاتجاه للعمل علي خفض الانبعاثات. يذكر أنه منذ أن بدأ بوش أن يعرب عن رفضه لاتفاقية كيوتو اتهمته الحملات البيئية التي تنادي بخفض الانبعاثات الكربونية بأنه يحاول بشكل تغلب عليه المصلحة الذاتية وبطرق مراوغة أن يتحايل علي هذه الاتفاقية التي تؤيدها كل الدول الأوروبية لكونها المسبب الأول في ارتفاع درجة حرارة الأرض مما يهدد بالتالي جميع الكائنات الحية علي سطحها. تلك الاتفاقية التي كانت تهدف الأممالمتحدة إلي تجديدها خلال محادثات في ديسمبر الماضي كما اتهمه اَخرون بأنه يقوم بعمل حيل لاختراق اقتراحات أوروبية جادة في هذا الشأن. وقال الرئيس الأمريكي إن الاكتشافات العلمية الحديثة ساعدت علي تعميق إدراك إدارته لهذه التغيرات المناخية وإتاحة إمكانيات جديدة للتصدي لها، وأضاف أنه بحلول نهاية العام القادم ستضع أمريكا ودول أخري هدفا ووقتا زمنيا عالميا طويل الأمد لأجل خفض هذه الانبعاثات الضارة. وقال بوش أيضا إنه سوف يدعو إلي عمل سلسلة اجتماعات متعددة الجوانب وستضم كبريات الدول الصناعية المتسببة في هذا التلوث البيئي ومن بينها الصين والهند بحثا عن اتفاقية بهدف خفض الانبعاثات الكربونية وكيفية تحقيق ذلك، وأضاف أن هذه العملية تستهدف إعداد الطريق لاتفاقية جديدة بدلا من بروتوكول كيوتو الذي رفضت واشنطن التوقيع عليه.. ووضعت له مدة صلاحية حتي حلول 2012 حيث قاومت إدارة بوش محاولات تنظيم هذه الانبعاثات. وقال مسئول كبير بإدارة بوش إن أعضاء مجموعة الثماني سيشاركون في الاتفاقية الجديدة التي ينادي بها بوش التي ستشارك بها أيضا البرازيل والمكسيك واستراليا وكوريا الجنوبية، ومن المتوقع أن يعقد أول اجتماع لها خلال الشهور القليلة القادمة. وقالت مصادر ألمانية إن حكومة برلين التي ستستضيف قمة مجموعة الثماني الأسبوع القادم وصفت هذه الخطوة بأنها خطوة إيجابية وأن بوش قد أدرك مدي الحاجة إلي اتخاذ فعل جاد بشأن موضوع التغير المناخي. ووصف توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الخطوة الأمريكية بأنها خطوة كبيرة للأمام. وخلال الشهور القليلة الماضية ناشد الاتحاد الأوروبي أعضاءه القيام بعمل حسابات تقديرية لهذه الانبعاثات وذلك من خلال الموافقة علي وضع هدف لمنع ارتفاع درجة حرارة الأرض أكثر من 2 درجة "سيلزيوس". ويذكر أنه في عام 2000 قبل انتخابات الرئاسية الأمريكية تحدث بوش عن اهتمامه بموضوع الانبعاثات الضارة وفي 11 يونية 2001 أعرب عن رفضه بشكل صريح للتوقيع علي اتفاقية كيوتو وأن دولته تدعو إلي المزيد من الأبحاث العملية بشأن التغيرات المناخية. وفي يولية 2005 خلال اجتماع قمة الثماني في جلينجليس ببريطانيا رفض بوش التوقيع علي اتفاقية تمهيدية قائلا إن التغير المناخي مشكلة ملحة تتطلب خفضا سريعا وبشكل أولي للانبعاثات الكربونية. وفي 31 يناير 2006 قال بوش إن أمريكا مدمنة للبترول وطالب بعمل المزيد من البرامج لإنتاج مصادر بديلة للطاقة وهو ما سيقلل الانبعاثات الكربونية. وفي الفترة ما بين ابريل ومايو 2007 قام مسئولون بالبيت الأبيض بتجنب مناقشة الحاجة الملحة التي تدعو إلي خفض الانبعاثات الضارة، هذه الإشارات التي جاءت في مسودة تمهيدية بهذا الشأن وضعتها قمة مجموعة الثماني. وفي 31 مايو 2007 طالب الدول الأكثر إحداثا لهذه الانبعاثات بالموافقة علي خفض انبعاثاتها الضارة بحلول نهاية 2008.