هذه هي الحلقة الاخيره من الجزء الثاني من هذه السلسلة والتي كان عنوانها الرئيسي الأدوات المالية الجديدة ، وكان هدفي الاساسي هو تزويد المستثمر الحالي والمستقبلي ببعض الأساسيات التي لابد له أن يعرفها ، وقد تكلمنا في هذا الجزء عن أكثر من أداة جديدة منها التداول الالكتروني ، الشراء بالهامش ، وتسليف الأوراق المالية ، والمالك المسجل والمالك المستفيد والحسابات المجمعة ، وربطنا بين هذه الأدوات وبعضها البعض لان هذه الأدوات لا تعمل بشكل منفردة بل يمكن استخدام بعضها مجتمعة كما أوضحنا في مقال سابق. وفي هذه الحلقة سوف يتم التحدث عن أداة متوافرة ولكنها غير معروفة بشكل واسع لكل المساهمين ، بالإضافة إلي إنها لا تتناسب مع كل المستثمرين نظرا لما تتطلبه هذه الأداة من مبالغ مالية كبيرة بالإضافة إلي مخاطر الاستثمار في الأسواق الخارجية ، والأداة هي شهادات الإيداع الدولية شهادات الإيداع الدولية ( Global Depository Receipts - GDRs) . ولتكن البداية في توضيح مفهوم شهادات الإيداع الدولية ؟ أنها عبارة عن أداة مالية قابلة للتداول في أسواق المال الدولية ، يقوم بإصدارها أحد المؤسسات أو البنوك الدولية بالدولار الأمريكي بناء علي اتفاق مع شركة مصدرة محلية مقابل إيداع أسهم تلك الشركة لدي هذا البنك الذي يسمي حينذاك ببنك الإيداع أو بنك الإصدار و من ثم فإن هذه الشهادات يتم تداولها كبديل عن الأسهم الأصلية و تتيح لحاملها الحق في الحصول علي كافة حقوق الأسهم الأصلية .وللتوضيح أكثر إليك المثال التالي إذا أرادت شركة س إصدار أسهم في السوق المصري فيتم ذلك من خلال الاكتتاب العام او الخاص ، ولكن إذا أردت هذه الشركة أن يتم التداول علي الأسهم في الأسواق الخارجية اي يتم قيدها في البورصات العالمية ، فتقوم بالاتفاق مع بنك الإيداع علي قيام الشركة بإيداع الأسهم لديه ، مقابل أن يقوم هو بإصدار شهادات الإيداع الدولية بالدولار الامريكي لكي يتم التداول عليها في الأسواق الخارجية ولا يشترط أن تكون عدد شهادات الإيداع مساوي لعدد الأسهم فيمكن أن يتم دمج الأسهم بمعني أن كل شهادة إيداع تساوي سهم أو سهمين أو أكثر ، وتحدد هذه النسبة الاتفاق بين الشركة المصدرة بنك الإيداع . وهناك نوعين من شهادات الإيداع هما شهادات الإيداع الأمريكية ( American Depository Receipts - ADRs ) وهي تلك الشهادات التي يقوم بنك أمريكي بإصدارها في أسواق المال بالولايات المتحدةالأمريكية مقابل إيداع أسهم إحدي الشركات الأجنبية لديه و يسمي هذا البنك إما بنك الإصدار أو بنك الإيداع و يتم تسجيلها من قبل لجنة البور صات و الأوراق المالية الأمريكية. والنوع الثاني هو شهادات الإيداع الدولية ( Global Depository Receipts - GDRs) وهي تلك الشهادات التي يتم إصدارها و تداولها في أكثر من سوق مالي من أسواق المال الدولية خاصة في أسواق المال الأوروبية كما يمكن تداولها وفقاً لشروط و متطلبات معينة في أسواق المال الأمريكية ومن ثم فإنها تتميز بقابليتها للتداول في أسواق المال المختلفة وإن كانت أسواق المال الأمريكية و سوق لندن يستحوذان علي نصيب الأسد من إصدارات شهادات الإيداع الدولية . يمكن لنا مما سبق أن نستنتج أن هناك خمسة أطراف أساسية لها علاقة بشهادات الإيداع و هي الشركة المصدرة ، الوكيل المحلي لبنك الإيداع ، بنك الإيداع بالخارج ، البنك المدير للإصدار ، المستثمرون. إما مزايا إصدار شهادات الإيداع بالنسبة للشركات المصدرة فهي توسيع قاعدة المساهمين ، ضمان وسيلة مرنة للتمويل في المستقبل ، توفير درجة سيولة أعلي من وسائل التمويل الأخري ، تعد فرصة جيدة لعرض نشاط الشركة في الأسواق الدولية مما يعود بالفائدة علي أعمال الشركة، تعد وسيلة فعالة لنشر المعلومات و البيانات الخاصة بالشركة في الأسواق الدولية. في حين ان المزايا التي تعود علي المستثمر أنها أداة يتم التداول عليها بحرية في أسواق المال ، كما أنها تصدر و يحدد سعرها و تجري توزيعات الأرباح المقررة لها بالدولار الأمريكي و هو ما يؤدي إلي حماية المستثمرين من مخاطر تقلبات أسعار العملات ، بالإضافة إلي كونها تعد وسيلة ملائمة للاستثمار في أسواق المال الجديدة. ويمكن للعميل الاستفادة من فروق الأسعار - في حالة وجود هذه الفروق - حيث يمكنه الشراء في السوق المحلي والبيع في السوق الخارجي عن طريق التحويل ، أو الشراء من الخارج والبيع في الداخل وتسمي هذه العملية arbitrage ويوجد حاليا عدد 10 ورقة مالية يتم تداولهم كشهادات إيداع وهم البنك التجاري الدولي مصر ، المجموعة المالية هيرميس القابضة ، العز لصناعة حديد التسلح ، اوراسكوم للإنشاء والصناعة ، البويات والصناعات الكيماوية باكين ، السويس للاسمنت ، المصرية للاتصالات ، اوراسكوم تيليكوم القابضة ، القابضة للاستثمارات المالية - لكح جروب ويتم تداول هذه الشهادة بنسبة