قد يبدو العنوان غريباً بعض الشي عن موضوع هذه الحلقات ، ولكن مع الانتهاء من قراء هذا المقال ستعرف ماذا نقصد ، وسوف نقسم هذه الحلقة إلي جزئيين رئيسيين ، في الجزء الأول سوف نجيب عن ما هي مميزات التحليل الفني عن باقي أنواع التحليل الأخري المختلفة ؟ ، في حين سوف يكون محور الحديث في الجزء الثاني عن نظرية داو (1) يمتاز التحليل الفني بعده ميزات تجعله متفرداً عن غيره من أنواع التحليل المختلفة ، وأول هذه المميزات إمكانية تطبيقه في اي سوق Marketحيث يعتبر هو الأداة الفعالة في الأسواق الحاضرة والأسواق المستقبلية ( لم يبدأ العمل في مصر بالأسواق المستقبلية ، ولكنها موجودة في الخارج ، ومن أشهر هذه البورصات بورصة شيكاغو التجاريةChicago Mercantile Exchange CME ، وبورصة نيويورك التجاريةMercantile Exchange (NYMEX) New York) ، وليس فقط في تلك الأسواق بل يمكن استخدمه في أسواق مثل العملات ، البترول . وبجانب هذه الميزة يوجد ميزة أخري لا تقل أهمية عن الأولي إن لم تكن تزيد ، وهي التوقيت حيث يعتبر التوقيت عنصراً حاسماً في اتخاذ القرار الاستثماري ، وان كان هذا القرار هام في الأسواق الحاضرة فهو خطير في الأسواق المستقبلية لان القرار الخاطئ معناه خسائر بالغة ويرجع ذلك إلي استخدام الشراء والبيع بالهامش Margin ( لمزيد من المعلومات حول الشراء بالهامش راجع المقالات تحت عنوان الأدوات المالية الجديدة ) . في حين أن الميزة الثالثة التي يتمتع بها التحليل هي التطبيق علي فترات زمنية مختلفة ، حيث يمكن للمحل الفني استخدام التغيرات التي تحدث خلال اليوم الواحد لأغراض التداول اليومي أو في الأجل القصير ، أو المتوسط ، علاوة علي الأجل الطويل وقد اثبت التحليل الفني جدواه عند تطبيقه في التنبؤ علي المدي الطويل وذلك باستخدام الرسوم البيانية الأسبوعية ، والشهرية التي تعود لعدد من السنوات الماضية . (2) تعتبر نظرية داو هي حجز الزاوية في التحليل الفني والتي يقوم علي أساسها التحليل الفني حتي اليوم ، وقد كانت البداية عندما أسس كلا من تشارلز داو Charles Dow وادوارد جونز Edward Jones شركة Dow & Jones Company وذلك في عام 1882 ، وفي الثالث من يوليو 1884 نشر داو أول معدل لحركة سوق الأسهم والذي يتألف من أسعار إغلاق إحدي عشر سهماً منها تسعة شركات خاصة بالسكك الحديدية ، وشركتين صناعيتين وكان الجميع حينذاك يرون انه مؤشر جيد لقياس قوة الاقتصاد الامريكي ، وفي عام 1897 حدد داو مؤشرين فقط لقياس الاقتصاد الامريكي حيث انشأ مؤشر صناعي مكون من 12 سهم ، ومؤشر مكون من 20 سهم لشركات السكك الحديدية وفي عام 1928 تزايدت الأسهم في المؤشر الصناعي لتكون 30 سهم وهو عدد الأسهم الموجودة حتي يومنا هذا. وتقوم نظرية داو علي مجموعة من القواعد الأساسية ، وقد تطرقنا في الحلقة السابقة لأول هذه القواعد وهي أن السوق يسير في اتجاهات اي انه لا يتحرك في اتجاهات عشوائية وإنما في اتجاهات قد تكون قصيرة ، متوسطة ، أو طويلة الأجل ، وهذه الاتجاهات إما في حركة صعود ، حركة هبوط ، أو في حركة عرضية . وثاني هذه القواعد انه داخل كل حركة من هذه الحركات يوجد مراحل في التداول ، حيث يمر الاتجاه الواحد بمراحل مختلفة ، إما المرحلة الأولي فهي مرحلة التجميع Accumulation phase وهي المرحلة التي تعقب اتجاه الهبوط وهي فترة يري فيها المستثمر الذكي أن الإخبار السيئة التي أدت لهبوط سعر السهم قد انعكست بصورة كافية علي سعر السهم ، فيسارع بالشراء قبل الآخرين الذين ما يزالون متخوفين من الشراء ومن الأخبار المعلنة . والمرحلة الثانية وهي مرحلة ارتفاع الأسعار وهي المرحلة التالية للتجميع وفيها ترتفع الأسعار بانتظام حيث ينبه الافراد لبدأ الصعود فيسارعوا إلي شراء السهم . والمرحلة الثالثة وهي التوزيع أو التصريف Distribution phase وهي التي يري فيها المستثمر الذكي أن الوقت قد حان لنزول أسعار الأسهم وذلك من خلال ما يراه من صعود للسوق ، وأرقام مبالغ فيها ، وزيادة عدد حمله الأسهم ، بالإضافة إلي الأخبار التي يتم الإعلان عنها في الصحف عن استمرارية صعود السوق الي أرقام مبالغ فيها وهنا يبدأ من قام بتجميع السهم في أول مرحلة في بيعه . إما القاعدة الثالثة التي تقوم عليها نظرية داو وهي حجم التداول volume حيث أن الحجم يؤكد اتجاه السعر ، وقد اعتبر داو أن حجم التداول عامل ثانوي ولكن في نفس الوقت اعتبره عامل هام لتأكيد اتجاه السعر، اي انه في حالة الصعود للسهم أو السوق يتبع ذلك حجم تداول عالي وذلك في حالة ارتفاع الأسعار ، وينخفض حجم التداول في حالة انخفاض الأسعار ، في حين انه في حالة الهبوط للسهم أو السوق يزيد حجم التداول عندما تنخفض الأسعار ، ويقل حجم التداول عندما ترتفع الأسعار . والقاعدة الأخير الذي سوف نكتفي بها هنا فهي أن هناك افتراضية الاستمرار في نفس خط الاتجاه حتي يعطي إشارات مؤكده علي انعكاسه ويقوم هذا الافتراض علي الاعتقاد الذي يقول أن اتجاه الحركة يميل إلي الاستمرار في نفس الاتجاه إلي أن تأتي قوة خارجية تغير هذا الاتجاه ، ويوجد عدد من الأدوات التي توضح هذه الإشارات العكسية منها نقاط الدعمSupport والمقاومةResistance ، وخطوط الاتجاه Trend line ، والمتوسطات المتحركة Moving Averages . [email protected]