منذ ثلاثين عاما كنا نلتقي في مناسبات عديدة ... علي نجم .. ومصطفي رشدي .. وجمال الناظر وقد رحل الثلاثة في عام واحد وقد جمعت بينهم لغة الارقام والبنوك والربح والخسائر كنا نتحاور في القضايا الاقتصادية مع بداية سياسة الانفتاح الاقتصادي في منتصف السبعينيات .. كان الرئيس السادات قد بدأ مرحلة جديدة من خلال مجموعة من عقول مصر كان في مقدمتها د. عبد المنعم القيسوني .. ود.عبدالعزيز حجازي ود. حامد السايح ود.شريف لطفي ود.وجيه شندي وغيرهم وكانت نقطة البداية هي انشاء المصرف الدولي العربي برئاسة د. القيسوني .. ثم جاء د. عبدالعزيز حجازي نائبا لرئيس الوزراء في وزارة رأسها الرئيس السادات بنفسه وكان معه في بداية هذا المشوار د. شريف لطفي اول وزير للتعاون الاقتصادي .. وكان علي نجم من فرسان هذه الفترة كان متحمسا للانفتاح الاقتصادي ولكن بشروط وكان يخشي من عودة اشباح السيطرة الاجنبية علي الاقتصاد المصري مرة اخري ولهذا كان يرفض بيع البنوك المصرية واعترض بشدة علي بيع بنك الاسكندرية للايطاليين .. ورغم انه واحد من فرسان سياسة الانفتاح الاقتصادي الا انه تصدي بشرف لتجربة شركات توظيف الاموال وكان اول من دق ناقوس الخطر لهذه الكارثة .. ولم يكن علي نجم يضع حسابات لمنصب او مكان، كان قدرا علي ان يقول رأيه وما يؤمن به حتي لو تعارض مع سياسة الدولة وقد حدث ذلك اكثر من مرة فقد كشف شركات توظيف الاموال قبل ان تتضح حقيقتها وتورطها مع اجهزة الدولة .. وقد رفض اكثر من مرة فكرة تعويم الجنيه المصري لأن خسائرها اكبر بكثير من فوائدها .. وفي الفترة الاخيرة لم يتردد في اعلان رفضه لمسلسل البيع الذي حدث في اصول الدولة المصرية سواء في البنوك او الشركات والمصانع المهمة. كان علي نجم لا يفكر بعواطفه ولكن كان يحتكم دائما للمنطق والحسابات الا في شيء واحد كان دائما يفكر فيه بقلبه وهو استقلال الارادة المصرية .. ولهذا كان حزينا عندما باع البنك المركزي بنك الاسكندرية وكان يعتبر المليارات التي اخذتها الحكومة سعرا بخسا ولهذا نبه بشدة الي وقف هذا التوجه ونجح في ذلك بدرجة ما .. وقد مات علي نجم وهو في طريقه ليعارض بيع الاراضي المصرية في لقاء مع الصديق مجدي مهنا .. وحتي اخر لحظة كان هذا المصري الشريف يدافع عن كل القيم الجميلة التي تصون كرامة هذا الوطن.