قفز إلي ذهني حكاية راعي الغنم والذئب الذي استمرأ الكذب.. وأخذ يصيح طالبا النجدة لإنقاذ غنمه من الذئب.. وعندما أسرع أهالي القرية لنجدته انفجر ضاحكا ومستهزئا من أهالي القرية الذين أغاظهم.. وبعد أيام كرر لعبته باعطائهم المقلب للمرة الثانية وسخر الراعي من سذاجتهم. ومرت الأيام.. وفجأة هجم الذئب علي الغنم.. فصاح الراعي مستنجدا بالأهالي.. لكن لا حياة لمن تنادي.. ولم ينجده أحد لتكرار كذبه فأكل الذئب كل الغنم. تذكرت هذه القصة وأنا اترقب الاجتماعات التي ستعقد بين فتح وحماس وأيضا فصائل أخري من أجل إنهاء الاقتتال بين قابيل الفلسطيني.. وهابيل الفلسطيني. تذكرت مؤتمر مكة الذي أسعدت نتائجه كل عربي ومسلم بل وكل انسان محب للسلام.. تذكرت القسم الذي تغني به كل مسئول في الفصيلين المتناحرين بحماية الدم الفلسطيني. تذكرت ما قلته لياسر عرفات في عام 1972 من أن قادة المنظمات والفصائل يريدون بقاء الحال علي ما هو عليه لأن انتهاء المواجهة مع إسرائيل ستحرمهم من عيشة الملوك والرؤساء العرب بحكم ان كل رئيس منظمة له اتباعه ونفوذه ولا يريد أن يترك هذه المميزات مع انه لا يتحمل أية مسئولية تجاه الشعب مثل الملوك والرؤساء. الايام اثبتت أن فتح غير مصدقة ان البساط سحب من تحتها.. وبالتالي التخلي عن أمام الأمور.. وأن حماس في ذهول الان لأنها لم تكن تتوقع انتقال السلطة لها.. ومن خلال هذه الايقاعات تتم تغذية النعرات بين الفصيلين لاستمرار حالة التوتر.. بل بدعم من اطراف خارجية. أيها الفلسطينيون الشرفاء. أفيقوا من الوقوع في براثن المغرضين.. أوقفوا التناحر والاقتتال.. احموا دماء ابنائكم التي استبحتموها.. وحدوا صفوفكم من أجل فلسطين. فعدوكم لا يرحم المتفرقين. لا ترفعوا شعار: "انكم اتفقتم علي ألا تتفقوا". أخيرا.. نقول لكما لا تحرقوا السلام بإغراق آخر السفن لديكم.