لا تتعجل، ولا تسىء الظن، فلا الأهلى ولا الإسماعيلى هو الذئب ولا أحدهما هو الحمل، لكننى أبدأ بالحديث عن المباراة، فأقوى وأصعب مباريات كرة القدم هى تلك التى تشهد صراعا بين طرفيها من أجل الفوز، وليس صراعا من أجل عدم الخسارة. وهذا يعنى أن الفرق الكبرى تمزج بين الدفاع والهجوم.. وقد كانت العديد من مباريات الأهلى والإسماعيلى قمة فى مستواها لأنها اتسمت بتلك القاعدة: دافع بقوة وبصلابة وهاجم بسرعة وبشراسة . لكن هناك العديد من الفروق الجوهرية بين الفريقين اللذين يتنازعان اليوم من أجل الفوز، بعد تعادل الأهلى مع هارتلاند النيجيرى وبعد خسارة الإسماعيلى أمام شبيبة القبائل الجزائرى، ومن أسف أن أكرر ذلك، إسوة بنغمة إعلامية مكررة، ورتيبة، وهى أن الفريقين يسعيان للفوز. إنه شىء مضحك أن نرى ذلك فى الأهلى والإسماعيلى، فكيف لايسعى فريقان كبيران للفوز.. وهل هناك شىء آخر يسعيان له فى الظروف التى يمران بها بالبطولة؟! الأهلى فريق يمتلك قوة ذهنية بالغة، وعنده كرة جماعية أيضا، وخط وسطه هو عموده الفقرى والأساسى. إنه الخط الذى يهاجم ويدافع، ويبنى الهجمات، ويفسد هجمات المنافس. وهو خط يضبط إيقاع الفريق.. وسوف يقع الصدام بين وسط الأهلى وبين وسط الإسماعيلى، فالفريقان يدركان أن تلك المنطقة هى مفتاح السيطرة الذى يفتح أبواب الفوز. والأهلى لايخسر بسهولة، ولاييأس بسهولة. يمتلك الإسماعيلى مهارة بدنية رائعة، مواهبه منتشرة وموزعة وموجودة فى كل الخطوط. مهما كان الفريق فى حالة غير طبيعية، فإنه يعود إلى حالته حين يواجه الأهلى.. والدراويش يلعب بأقدام لاعبيه وهم يستخدمون مهاراتهم الفردية كأهم الحلول، والجديد اليوم بالنسبة للفريق أنه سيلعب بمهاجمين، قد يكون أحدهما أحمد على والثانى جدوين.. فأخيرا عزز الفريق خط هجومه وهو ظل بلاخط ثابت وقوى فى المقدمة منذ سنوات بسبب الإصابات وبسبب ضيق ذات اليد. الفريقان يلعبان بطريقة واحدة. لكن طرق اللعب تبقى مجرد أرقام فى لحظات توقف اللعب. حيث تتبعثر تلك الأرقام ويجب أن تتبعثر فى أثناء اللعب.. الأهلى ينوع خطوط هجومه وجبهاته وقادة تلك الجبهات، وأقوى مافى الإسماعيلى النزعة الهجومية لخط وسطه، وهى نزعة مسلحة بكل المهارات. ماهو موضوع الذئب والحمل؟ قبل أيام كانت مانشيتات كل الصحف وعناوين كل البرامج الرياضية أن استاد القاهرة يرفض استضافة، مباراة الأهلى والإسماعيلى وكان التهديد عنيفا، وكان رد الأهلى بالمثل شديدا.. وكانت أزمة، وهى على أى حال خفيفة، بجوار قضية جدو، الذى يقال عنه إنه سوف يذبح ثم يسلخ ثم يحرم من الميراث. المهم أن المباراة ستقام بالاستاد، وأن قصة الراعى الذى يصرخ محذرا الأهلى من أن الذئب سيأكل الغنم، تتكرر بصور مختلفة فى ملاعبنا وفى إعلامنا، بلا ملل وبلا كلل.. ففى كل فترة يعلن ناد أو شخص مسئول أن الاستاد لن يستضيف مباراة. ثم يستضيفها. أو أن المباراة لن تذاع ثم تذاع.. وتلك موضوعات يجب أن تبحث على طاولات الاجتماعات، وليس فى الصحف، وفى البرامج.. وأصحاب تلك العروض اللطيفة يفعلون ذلك بهدف جذب الرأى العام أو إلهاء الرأى العام.. ومن مظاهر الحرب على الرأى العام تلك الحملات الإعلامية الصادرة من معسكرى الأهلى والزمالك فى موضوع جدو.. تهديد ووعيد وتشويه.. لكن فى النهاية ياحضرات..الرأى العام الطيب الذكى لم يعد يصدق قصة الذئب الذى سيأكل الغنم.. متى يأكل الذئب الحمل؟!