البنك الدولي مؤسسة توأمة لصندوق النقد الدولي. وقد انبثقت الهيئتان عن اتفاقات بريتون وودز (الولاياتالمتحدة) في 1944 التي كانت تهدف الي ضمان استقرار النظام المالي الدولي وتفادي تكرار ازمة 1929. ويتمتع الاعضاء ال185 في البنك الدولي بصلاحيات تعيين خليفة بول وولفويتز، لكن في الواقع الولاياتالمتحدة هي صاحبة هذا القرار وذلك بناء علي قاعدة غير مكتوبة تم الاتفاق عليها منذ انشاء البنك ومازالت قائمة، تعين الدول الاوروبية المدير العام لصندوق النقد الدولي وهو بالتالي اوروبي في حين تعين الولاياتالمتحدة رئيس البنك الدولي وهو امريكي. ولم تنتهك هذه القاعدة منذ انشاء المؤسستين فور انتهاء الحرب العالمية الثانية. وتعد الولاياتالمتحدة المساهم الاكبر في البنك الدولي مع 38ر16 % من حقوق التصويت امام اليابان (86.7%) والمانيا (4،49%) وفرنسا وبريطانيا (49.4% لكل منهما). وبحسب قرار انشائه يفترض ان يكون البنك الدولي، واسمه الرسمي البنك الدولي لاعادة الاعمار والتنمية، رأس الحربة في مكافحة الفقر في العالم لكن منتقدوه يدينون بطأه الاداري. ولتحقيق هدفه الاول وهو خفض الفقر في عالم يعيش فيه حوالي مليار شخص بأقل من دولار واحد في اليوم، قدم البنك الدولي العام الماضي 20.1 مليار دولار لتمويل 245 مشروعا في العالم. وتسدد القروض التي يوزعها البنك الدولي ويوافق عليها الاعضاء ال24 في مجلس ادارته الذين يمثلون الدول الاعضاء ال 185 خلال ثلاثين او اربعين سنة مع فترة سماح من عشرة اعوام ومن دون فوائد. وقدم البنك منذ تأسيسه قروضا وهبات تبلغ قيمتها 161 مليار دولار، بوتيرة ما بين سبعة وتسعة مليارات دولار سنويا، ذهب حوالي خمسون بالمئة منها لافريقيا.وتأتي امواله من الدول الاربع الاكثر ثراء وتساهم فيها كل اربعة اعوام. وللفترة 2008-2011، يملك البنك 33 مليار دولار. ويقدم في المعدل حوالي 11 مليار دولار من القروض ايضا سنويا لدول نامية اقل فقرا بمعدل فوائد تفضيلي وفترات تسديد تمتد بين 15 وعشرين عاما. وبالتعاون مع صندوق النقد الدولي، اطلق البنك الدولي ايضا مبادرة لتخفيف ديون الدول الاكثر فقرا بطريقة تسمح لها بتخصيص اموال لقطاعي الصحة والتربية كان يفترض ان تخصص لتسديد ديون الدولة. وبواسطة الوكالات الدولية والشراكات، يشجع البنك الدولي مشاريع القطاع الخاص في الدول الفقيرة. غير أن البنك الدولي هدف دائم لانتقادات الحركات المناهضة للعولمة التي تتهمه بزيادة ديون الدول الاكثر فقرا عبر اقراضهم الاموال بدلا من منحهم إياها.