تقرير محمد الشرقاوي: فتحت استقالة بول وولفويتز من رئاسة البنك الدولي أبواب معركة جديدة ضد الولاياتالمتحدة بسبب استمرارها في احتكار صلاحية تعيين رئيس البنك كما شكلت تحديا لم يسبق له مثيل للقيادة الامريكية للنظام المالي العالمي بعد أن اثارت دعوات من بعض الاوروبيين الي أن يتولي اوروبي منصب رئيس البنك الدولي. وجري العرف بين أوروبا والولاياتالمتحدة، أكبر مساهم في البنك، علي قيام واشنطن بتعيين رئيس البنك الدولي، منذ أن قادت تأسيسه مع صندوق النقد الدولي قبل أكثر من 60 عاما، علي أن يكون رئيس صندوق النقد الدولي أوروبيا. ومع اندلاع قضية وولفويتز علت اصوات عديدة بين المنظمات غير الحكومية وايضا لدي بعض الدول الاعضاء للمطالبة بالتخلي عن هذه القاعدة غير المكتوبة. ودعا العاملون بالبنك وجماعات مكافحة الفقر لاسلوب اختيار يستند الي الكفاءة وليس الجنسية. واعتبر وزير التنمية والتعاون الهولندي برت كوندرز ان معايير النوعية يجب ان تغلب علي معايير الجنسية في اختيار الرئيس المقبل للبنك الدولي. لكن بعض المراقبين يرون أن هذه الدعوات سوف تؤدي علي الارجح الي مطالبة الأمريكيين بتراجع الاوروبيين عن تقليد اختيار رئيس صندوق النقد الدولي، الامر الذي لن يستسيغه الاوروبيون. وأشاروا الي أن دول مجموعة الدول الصناعية الكبري الثماني تركت الحرية للولايات المحتدة لاختيار من سيخلف وولفويتز خشية منها من نشوب نزاع تكون الخسارة فيه للاوروبيين بقدر الاميريكيين. وقبل ان يتولي وولفويتز منصبه عام 2005 كانت دول أوروبية بارزة قد بدأت نشاطها باتجاه التخلي عن التقليد القاضي باختيار الولاياتالمتحدة رئيسا للبنك الدولي. غير أن مسئولي ادارة بوش اعتبروا ان الزعامة الأمريكية للبنك ضرورية للحفاظ علي التأثير علي سياساته وأولوياته، بما في ذلك تحدي برامج البنك والدول التي تتلقي التمويل. ويتناول هذا الملف أبرز المرشحين لخلافة وولفويتز واهم التجاوزات التي حدثت خلال رئاسته للبنك الدولي والتي لم تقتصر علي محاباة صديقته شاها رضا، وطريقة اختيار الرئيس الجديد للبنك، اضافة الي سيرة ذاتية لوولفويتز المستقيل.