لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن أكون عضوا عاملاً في نادي الزمالك أنا وأسرتي، أو أن أهتم بمشاكل النادي العريق، ولاسيما في المرحلة الحالية التي يمر بها بحالة انعدام وزن. ففي خلال السنوات الأربع الماضية ترددت كثيراً أنا وعائلتي الصغيرة علي النادي خاصة في أيام الأجازات وعاصرت الانتخابات الأخيرة للنادي، والذي فاز بها المستشار مرتضي منصور بمقعد الرئاسة، وتابعت أيضا المجلسين المعينين السابق والحالي، وعرفت عن قرب حقيقة تفشي الصراعات المشتعلة أحيانا والمفتعلة أحيانا أخري بين الأعضاء الكبار بالنادي والتي تمحورت حول المناصب القيادية في النادي خاصة الرئاسة والعضوية. وإذا جاز لعضو مستجد ومحايد مثلي أن يكتب مذكراته وبشكل استثنائي عن الفترة القصيرة لعضويته في النادي، فيمكنني القول بأن مشكلة نادي الزمالك في اعضائه، أو بالأحري في كبار الأعضاء المنتمين له، سواء أصحاب التاريخ الطويل فيه أو أصحاب المال به. فالأعضاء الكبار يعتبرون أنهم أصحاب نادي الزمالك وما عدا ذلك فهم دخلاء أحيانا وخونة أحيانا أخري، كما أن رجال الأعمال في النادي يتعاملون مع "الزمالك" علي أنهم ملاكه، وأصحاب فضل علي اللاعبين بل والاعضاء، لانهم يساهمون في الانشاءات الخاصة داخل النادي، فتلك حديقة ألعاب هدية من العضو فلان ومبني آخر أطلق عليه اسم عضو كبير آخر، وملعب يحمل اسم رمز تاريخي من رموز النادي، كما أن رجال الأعمال بالنادي يساهمون في صفقات شراء اللاعبين. وهناك رجل أعمال اعضاء بالنادي يقومون بشراء لاعبين أو المساهمة في إتمام صفقة لاعبين آخرين أو دفع مبالغ ترضية من "تحت التربيزة" لكثير منهم من أجل تجديد عقودهم وعدم رحيلهم إلي أندية أخري. ورجال الأعمال الزملكاوية يساهمون في صفقات اللاعبين طمعا في كرسي الرئاسة أو العضوية، كما أن جزءاً من انتماء هؤلاء اللاعبين يكون لرجل الأعمال أحيانا لا للنادي، وهنا مكمن الخطورة. ومن بين السلبيات التي رصدتها أن بعض اعضاء النادي العريق الذين يحسبون أن عضويتهم "عريقة" في النادي وإن دماءهم زملكاوية.. يتهمون بعض الأعضاء الجدد بأنهم دخلاء وأهلاوية، وبطريقة لا تخلو من "العنصرية" الرياضية. وأنا علي سبيل المثال أعترف بأنني أحب لعب فريق كرة القدم بالأهلي وكنت علي خلاف دائم مع شقيقتي الزملكاوي وخالي الحاج عبد الحليم عبد المعز الزملكاوي الصميم بسبب ذلك ولكن منذ أن حصلت علي عضويتي بنادي الزمالك أصبحت منتميا له، وواحداً من أفراد أسرته، خاصة أن النادي في مرحلة حاليا تقتضي أن يكون جميع الأعضاء مخلصين له سواء أصحاب التاريخ أو ذوي المال أو حتي الأعضاء الجدد الذين يستفيدون من خدماته ويمرح أبناؤهم بين جدرانه، ولا داعي للتشكيك، في هويتهم وانتمائهم لوطنهم الثاني الزمالك. * الأزمة الحالية في الزمالك كشفت عن معادن أصيلة بالنادي عرفتها عن قرب، والتي تعمل من أجل رفعة شأنه بعيدا عن المصالح.. من بينهم صديقي الكاتب الصحفي خالد جبر ورجل الأعمال المخلص هاني العتال، فالأول يريد أن يعيد الوجه الحضاري للزمالك ولا يكون مجرد نشاط رياضي فقط بل يكون هناك اهتمام بالنشاط الاجتماعي والثقافي، والثاني يسعي جاهداً ان يصبح النادي صرحا اقتصاديا يصرف علي الانشطة لا أن يصرف رجال الأعمال عليه. * 3 سنوات سجناً لمرتضي منصور منتهي الظلم لأنه ليس فاسداً وليست له علاقة بالعبارة السلام 98. * هل يعقل أن يحتفل النادي الأهلي بمئويته ويحتفل في المقابل نادي الزمالك بافتتاح حديقة صغيرة.