من المفترض أن ينتهي المشروع القومي لتنمية سيناء في أكتوبر 2017 أي بعد مرور حوالي 10 سنوات من الآن، ولكن ما تم تنفيذه خلال الفترة الماضية أي منذ الموافقة الوزارية علي المشروع في أكتوبر 1994 وإعادة رسم استراتيجية التنمية بها في سبتمبر 2000.. لم يصل إلي حوالي 10% ولم ينجح إلا في جذب 5% من استثمارات محلية.. فالمشروع القومي والذي خصصت 70% من استثماراته لرجال الأعمال وكان من المأمول أن يقوم بتوطين أكثر من 3 ملايين مواطن، ولكن الذي تم حتي الآن حوالي 300 ألف نسمة أي عشر السكان.. ونحن في عام 2007 ولاسيما أن إيجاد مجتمع عمراني في سيناء يعد من أهم أولويات أمننا القومي. كما أن هناك تأخيراً في استكمال ترعة السلام خاصة مرحلتها الأخيرة والمعدة لري أهم المناطق خصوبة في سيناء والمعول عليها إقامة مجتمع زراعي صناعي هناك، ولاسيما أن المراحل الأولي من تنفيذ الترعة كانت مخصصة لغسل ملوحة التربة في سهل الطينة. المستثمرون والخبراء طالبوا بوضع تسهيلات في تخصيص وتملك الأراضي والتوسع في مشروعات ال B.O.T والتركيز علي المشروعات الصناعية بالإضافة إلي استكمال المشروعات الناقصة، وبث الحماس في نفوس رجال الأعمال للاستثمار في أرض الفيروز. في البداية يؤكد د. حسن راتب رئيس جمعية مستثمري سيناء ورئيس إحدي شركات الأسمنت بالمحافظة وأول من استثمر بسيناء أن الدولة في إطار المشروع القومي لتنمية سيناء قامت بتنفيذ مجموعة من المشروعات العملاقة لإقامة البنية الأساسية اللازمة لجذب ثلاثة ملايين مواطن من أبناء الوادي إلي سيناء من خلال إيجاد فرص عمل واعدة في أرض الفيروز وذلك منذ بدء الخطة الخمسية الأولي في عام 1997 وانطلق العمل علي امتداد مئات الكيلو مترات وتم عمل شبكة من الطرق وتغطية معظم سيناء بشبكات الضغط العالي ومحطات الكهرباء العملاقة وتم تنفيذ كوبري مبارك السلام وتمديد خطوط الغاز الطبيعي وإعادة انشاء خط السكة الحديد وقبل كل هذا جري العمل علي قدم وساق في العمود الفقري للمشروع القومي وهو ترعة السلام التي تضخ ثلاثة مليارات متر مكعب سنويا وتم تنفيذ جميع أعمال المشروع حتي وصلت الترعة إلي منطقة بئر العبد وهي المرحلة ما قبل الأخيرة في المشروع، مشيرا إلي أن المشروع قد تم تنفيذه بنسبة لا تتجاوز 10%. وأضاف راتب انه بعد ان انفقنا المليارات علي كل هذه المشروعات العملاقة نجد أننا مازلنا بعيدين عن الهدف فلم تقم المجتمعات العمرانية الجديدة ولم تنجح سيناء في جذب الاستثمارات بعد كل هذا الجهد إلا حوالي 5% من المستهدف من استثمارات القطاع الخاص أو من أبناء الوادي، مؤكداً أن السبب الرئيسي هو الداء الكبير الذي لا نعاني منه في سيناء فقط بل يمتد ليشمل العديد من مشروعاتنا الكبري، فالبداية لدينا دائما عملاقة وطموحة إلي أبعد الحدود، ولكن ما أن يتغير وجه المسئول حتي يتخذ قرارا ببدايات عملاقة جديدة تنسب إلي شخصه وعادة لا يمهله الزمن أن يري ثمارها حتي يأتي من بعده فيقوم بإهدار وإهمال كل ما تم من جهد ومال ليبدأ هو الآخر بدايات أخري جديدة لندور في حلقات مفرغة من المشروعات الناقصة التي أنفقنا عليها المليارات. وأشار حسن راتب إلي أن توقف مد خط السكة الحديد إلي العريش ورفح لمدة تزيد علي أربع سنوات بعد اتمام كوبري الفردان وإقامة محطات سكك حديدية فاخرة ولكن مهجورة في القنطرة ورمانة وبئر العبد وغيرها وأدي ذلك إلي سرقة القضبان وفلنكات السكة الحديد بل ومواد تشطيب محطات القطارات. النقل الثقيل وإذا أضفنا إلي ذلك منع مرور سيارات النقل الثقيل سواء علي كوبري السلام أو حتي كوبري الفردان والكلام للدكتور راتب لعلمنا أن تنمية شمال سيناء تختنق بسبب مرور جميع المواد الاستراتيجية من معدية وحيدة في منطقة الفردان ويلزم لعبورها من 48 إلي 72 ساعة للانتظار في معظم الأحيان فالتنمية لا تقوم علي نقل الأفراد قدر ما تقوم علي النقل الثقيل لمدخلات ومخرجات الإنتاج. وينوه راتب إلي ان ترعة السلام التي تضخ إلي سيناء كمية ضخمة من المياه منذ أكثر من خمس سنوات ولكن مازالت تستخدم تلك المياه لغسيل ملوحة التربة في منطقة سهل الطينة ومازلنا نتردد في تنفيذ المرحلة الأخيرة التي تصل إلي الأراضي الخصبة عالية الجودة في وادي العريش والسر والقواريد التي يمكن أن تقوم عليها المجتمعات الزراعية والصناعات القائمة علي الإنتاج الزراعي بدلا من اكتفائنا بقطرات المطر التي تأتي عاما وتنقطع أعواماً فنحصل منها علي أفضل ما ننتجه من فواكه سيناء ذات السمعة العالمية دون استخدام أي مخصبات للتربة أو مبيدات والقابلة للتصدير بأضعاف القيمة لأنها زراعات عضوية أصبحت مشهورة عالميا.