بعد النزاعات التجارية الشرسة الواحدة تلو الواحدة بين الصين والولاياتالمتحدة بسبب العجز التجاري الضخم في الميزان التجاري بين البلدين والمسجل لصالح الصين فضلا عن الخلاف حول قيمة اليوان العملة الصينية التي تدعم صادرات بكين بالاضافة الي ملف طويل من الخلافات والاتهامات بالاغراق للصين بدأ رجال اعمال صينيون يعيدون النظر في الاسواق الامريكية التي يقولون عنها انها فقدت بريقها للشركات الصينية الكبري رغم انها ماتزال من اهم الاسواق. وتنتج الصين كل شيء تقريبا من الملابس والمنسوجات لسيارات المنفعة الرياضية ويقول هؤلاء ان اكثر الاسواق تناميا حاليا بالنسبة للصين هي اوروبا وافريقيا والشرق الاوسط وامريكا الجنوبية وانحاء اخري من آسيا وبمعني آخر وبصورة علمية اي مكان آخر غير الولاياتالمتحدة. وينتقد الصينيون السياسة الامريكية المعادية لهم تجاريا مشيرين الي ضعف نمو الاقتصاد الامريكي وزيادة السياسات الحمائية. ولاتزال الحكومة الامريكية تحاول حماية اسواقها لحماية منتجاتها بعكس اوروبا التي لاتزال اسواقها مفتوحة علي مصراعيها وهو ما يؤكده رئيس الدولية لمجموعة "هوباو" الصينية التي تصنع الملابس وتتوسع بقوة في مبيعاتها لاسواق اوروبا الشرقية. وساعد اليورو القوي علي زيادة الصادرات الي الاتحاد الاوروبي لتفوق صادراتها لهذه الاسواق مثيلاتها في الاسواق الامريكية لاول مرة وذلك في فبراير الماضي. وقال مصنع لمعدات يستخدم في الانشاءات ان مبيعاته الامريكية ثابتة لا تشهد تطورا في حين توسعت مبيعاته في افريقيا واوروبا والشرق الاوسط كما تتزايد الصادرات وخصوصا لاستراليا. ويلقي مدير احدي الشركات الصينية باللوم علي تراجع الدولار رغم ان الحكومة الصينية رفعت سعر صرف اليوان بنسبة 2.1% مقابل الدولار في يولية 2005 ثم عادت ورفعته بنسبة 5% في اغسطس من العام الماضي ويعقب قائلا ان المشكلة عويصة. وتعتبر الصادرات الصينية للولايات المتحدة كبيرة للغاية وكما هو معروف بالاضافة الي كونها تتزايد باستمرار بصورة جعلت منها محور اهتمام للكونجرس الامريكي "الديمقراطي" وهو ما يرجح ان الاحتكاك الصيني الامريكي سيتواصل ومن المحتمل ان يدخل مراحل اسوأ في الشهور القادمة. وكانت الصين قد تجاوزت كندا لتصبح اكبر مصدر للولايات المتحدة في الشهرين الاولين من العام الحالي.