الدكتور فتحي عبد الفتاح واحد من أبرز كتاب "العالم اليوم".. ومن أهم صحفيي وكتاب جريدتي "الجمهورية" و"المساء" علي مدي العقود الأخيرة.. وهو أيضاً من كتاب مصر ومثقفيها اللامعين.. ومؤلف كتب تعدّ من العلامات البارزة في التأريخ للتطور الاقتصادي والاجتماعي للريف المصري.. وهي كتب استحق عنها جائزة التفوق، إحدي جوائز الدولة المرموقة. وكاتبنا الكبير من أكثر مثقفينا حيوية وقدرة علي العطاء في العديد من المواقع التي شغلها في بلاط صاحبة الجلالة وفي خدمة الثقافة والدراسات الاجتماعية والفكرية، من رئاسة مركز دراسات الجمهورية إلي رئاسة تحرير "كتاب الجمهورية".. ثم مجلة "المحيط الثقافي" التي تصدرها وزارة الثقافة، والتي استقر به المطاف فيها خلال السنوات الأخيرة. كاتبنا الكبير يتنقل هذه الأيام بين منزله وبين المستشفي لتلقي العلاج الكيميائي بعد أن اكتشف الأطباء إصباته بالمرض اللعين، الذي يواجهه فتحي عبد الفتاح بشجاعة تثير الإعجاب. ويرسل من سرير المرض مقالاته إلي "العالم اليوم" بنفس الانضباط المعروف عنه.. وبنفس العمق في الكتابة رغم ثقل المرض والعلاج الكيميائي. نعم.. يقاوم كاتبنا المرض اللعين بالكتابة! والكتابة لأمثال فتحي عبد الفتاح تعني ضرورة القراءة والمتابعة.. فهو يقدم تحليلات سياسية جدية وليست خواطر أو انطباعات من ذلك النوع يملأ صحفنا ولا يكلف أصحابه عناء التفكير. إرادة فتحي عبدالفتاح الصلبة لا تسمح له بأن يترك قلمه طالما كانت يده قادرة علي الامساك به.. وهي صلابة ليست غريبة علي رجل ناضل من أجل مواقفه في أحلك الظروف ودفع ثمنا فادحا لها سنوات من زهرة شبابه في المعتقلات وحينما أصيبت عينه اصابة خطيرة بسبب التعذيب الوحشي وطلب منه الجلادون أن يكتب استنكارا لأفكاره واسترحاما للحاكم وقتها حتي ينتقلوه إلي المستشفي للعلاج فرفض فتحي عبدالفتاح باباء.. وفقد عينه.. لكنه احتفظ بشرفه كإنسان ومناضل ثم خرج من السجن بعد سنوات ليستكمل دراسته وليصبح صحفيا وكاتبا مرموقا. رجل مثل هذا يمكنك أن تتفق معه أو تختلف ما شاء لك الاتفاق أو الاختلاف لكنك لا تملك إلا أن تحترمه فليسوا كثيرين في الدنيا أولئك الذين يستطيعون أن يدفعوا مثل هذا الثمن الفادح لأفكارهم ومواقفهم. والآن يخضع د.فتحي عبدالفتاح للعلاج الكيميائي في انتظار جراحة كبري وتلتف حوله قلوب زملائه وأصدقائه ومحبيه داعية له بالشفاء. وتبقي كلمة أخيرة: إن العملية الكبري - التي ينبغي إجراؤها - للدكتور فتحي عبد الفتاح تتكلف مبلغاً كبيراً، ستتحمل مؤسسة دار التحرير جزءاً منه، ويظل مطلوباً توفير بقية المبلغ، ومواجهة احتمال السفر لاجراء العملية في الخارج. ** وإذا كان فتحي عبد الفتاح كاتبا وصحفياً كبيرا خدم وطنه طويلاً.. وحصل علي إحدي جوائز الدولة المرموقة، ويرأس تحرير مجلة ثقافية مهمة.. فلا نظننا نطلب الكثير إذا طلبنا أن تتكفل الدولة بنفقات علاجه. والنداء موجه لوزير الثقافة فاروق حسني ووزير الصحة د.حاتم الجبلي.. ومن خلالهما لرئيس الوزراء ورئيس الجمهورية. ولن نقول إن فتحي عبد الفتاح ليس أقل من (فلان) أو (ترتان).. لكننا نقول ان رسالة الدولة لأبناء الوطن المخلصين من أمثال د.فتحي عبد الفتاح يجب أن تكون محددة: لن نتخلي عنكم وقت المحنة.. وكما قمتم بواجبكم نحو وطنكم، فإن الوطن سيقوم بواجبه نحوكم. ومن قلوب كل الأصدقاء والزملاء نقول لكاتبنا الكبير: فتحي عبد الفتاح سلامتك.