حكايات مسافر

حوار فوق السحاب مع الوزير عمر سليمان

ألتقيت لاول مرة مع الوزير عمر سليمان منذ اكثر من عشر سنوات وكان اللقاء فوق السحاب ايضا في رحلة العودة من باريس حيث كان بصحبة رئيس اركان القوات المسلحة المصرية في ذلك الوقت وكان الوزير عمر سليمان يشغل منصب مدير المخابرات الحربية ودار حوار بيننا جميعا شارك فيه نقيب المحامين الراحل احمد الخواجة الذي كان معنا علي الطائرة.
وشاءت الصدفة منذ ايام قليلة ان اجلس خلف الوزير عمر سليمان في رحلة الذهاب الي باريس وانا في طريقي لحضور بورصة برلين السياحية.. وكان طبيعيا ان اتقدم لمصافحته واذكره باللقاء الأول في نفس المكان من الطائرة..
وجدته اكثر شبابا وحيوية وتساءلت هل العمل الشاق يعيد الشباب؟ ام انه الانجاز الكبير الذي يحققه هذا الرجل علي المستوي الوطني.. ام ثقة الرئيس به بتكليفه بملفات عديدة.. ولكني ايقنت أنها جميعا!
من هنا بدأت بالسؤال.. سيادة الوزير.. اصبح اسم عمر سليمان علي المستوي المحلي والعالمي مقرونا بالقضية الفلسطينية الاسرائيلية والفلسطينية الفلسطينية.. الا يحتاج جهاز المخابرات في مصر كل هذا الوقت ولماذا مصر وحدها؟
قال الوزير بكل الوفاء.. منذ ان بدأ الرئيس السادات محادثات السلام مع اسرائيل وضع نصب عينيه القضية الفلسطينية وسعي بكل الجهد في العمل علي حلها وعندما تولي الرئيس مبارك رأي السير في نفس الاتجاه التزاما من مصر بالمساعدة في حل المشكلة ولذلك نبذل جهودا مضنية من اجل تحقيق هذا الهدف.
اما لماذا مصر؟ لان فلسطين وليبيا والسودان هي العمق الاستراتيجي لمصر ويهمنا استقرارها والمساعدة في حل اي مشكلة تواجهها ولذلك كلفني الرئيس مبارك بملفات الدول الثلاث مع التنسيق مع وزارة الخارجية مع العلم اننا لا نأخذ وقتا علي حساب وقت اخر.
اذن كم ساعة تعمل في اليوم؟
ابتسم الرجل وقال من الساعة السادسة صباحا حتي الحادية عشرة مساء.. وكما تعلم الرئيس مبارك يبدأ العمل من الساعة السابعة صباحا اذن لابد ان اكون جاهزا من السادسة صباحا للرد علي أي سؤال من الرئيس عند السابعة.
*ومتي تتحدث مع العائلة؟
من الحادية عشرة مساء الي الثانية عشرة في منتصف الليل حيث اتناول خلال هذه الساعة علبة زبادي او ثمرة فاكهة واذهب للنوم.
*خلال 18 ساعة العمل الا تأخذ راحة؟
عندما كنت رئيسا للمخابرات الحربية وافقت لمساعدي بساعة واحدة يمارسون خلالها الرياضة ومنذ ذلك الوقت حرصت علي الحصول علي نفس الحق واستمر هذا الوضع حتي الان خاصة اننا نملك في الجهاز مركزا رياضيا متقدما جدا شجعني علي الاستمرار.
*هل تحب السينما؟
نعم ولكن اخر فيلم شاهدته كان "خلي بالك من زوزو" ومن يومها لم اجد الوقت لمشاهدة افلام اخري.
*سيادة الوزير رحلة امريكا الاخيرة هل حققت نتائج ملموسة؟
زيارة امريكا كانت ضرورية جدا في هذا الوقت بالذات.. هناك 200 عضو جديد من الديمقراطين في الكونجرس وكان لزاما علينا ان نلتقي بهم وكان علينا ايضا تدعيم العلاقات الثنائية والعمل علي استقرارها واستمرارها في كل المجالات.
وهنا تقدمت اليه بمقال كتبته منذ عدة اسابيع تحت عنوان "مع الرئيس كلينتون علي مقهي في الشانزلزيه وبعد ان قرأ المقال ابتسم وقال اوعدك عندما يجيء وقت التقاعد سوف اجلس علي مقهي في الشانزليزيه وسوف اذهب الي شرم الشيخ والغردقة ومرسي علم مستمتعا وليس زيارة عمل وسوف اشاهد الافلام التي سمعت عنها.
قلت للوزير.. هل يمكنني نشر مقتطفات من هذا الحوار.
اجاب بابتسامة رقيقة.. اوي اوي وسوف اترك الامر لاختيارك.