أكثر من قضية ستكون محل بحث القادة العرب في قمة الرياض 28/29 مارس الحالي.. فلسطين في الصدارة والعراق في ظل الكارثة التي جلبها الاحتلال اليه وكيف يمكن الخروج منها.. لبنان والتجاذب والصراع بين فريق الموالاة وفريق المعارضة.. السودان حيث تطفو مشكلة دارفور.. الصومال الذي دخل معتركا خطيرا لعبت فيه امريكا الدور المحرك وقامت اثيوبيا بمهمة الحرب بالوكالة.. تداعيات ازمة الملف النووي الايراني علي دول المنطقة خاصة دول الخليج. قمة غير عادية ما يأمله الكثيرون ان تنجح قمة الرياض في ايجاد الحلول المناسبة لكل هذه القضايا والا تقع القمة في دائرة الفشل الذي منيت به اجتماعات القمم العربية علي مدي اكثر من ستة عقود.. ولعل ما يعزز الثقة في قمة الرياض الاتصالات المكثفة والجهود التي بذلت قبل عقدها في محاولة لانجاح الاجتماع لاسيما ان عقد القمة يأتي بعد نجاح السعودية في التوصل الي اتفاق مكة الذي جمع بين فتح وحماس وادي الي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.. وكذلك لان الاجتماع يأتي بعد محاولات السعودية الدخول علي الخط في الازمة التي تعاني منها لبنان ومحاولتها لفض الخلاف القائم بين مجموعة 14 آذار والمعارضة. المأمول من القمة ويثور السؤال هل يمكن لقمة الرياض العربية ان تنجح في تحقيق انجازات كثيرا ما تاق العالم العربي لتحقيقها؟ هل يمكن ان تكون منطلقا لتوحيد المواقف العربية وان تكون بوتقة لحل قضايا المنطقة عربيا بعيدا عن التدخل الدولي والمنهج الامريكي في فرض الوصاية؟ لاشك ان الفترة الراهنة حساسة وخطيرة نظرا للتطورات والمستجدات علي الساحة ومن ثم يتعين لانجاح القمة العربية تضافر جهود الدول المشاركة من خلال الاتفاق علي مسارات الحل بالنسبة لكل القضايا.. الآمال تتطلع الي عدم الالتفاف علي المبادرة العربية التي تمت المصادقة عليها في قمة بيروت سنة 2002 بحيث لا يطرأ عليها أي تعديل يسقط عنها حق العودة للفلسطينيين الذي يعتبر خطا احمر لا يمكن تجاوزه.. ومن ثم يتعين التأكيد علي رفض كل اشكال التوطين الفلسطيني، فاسرائيل تتطلع الي اسقاط حق العودة لترسيخ مبدأ توطين الفلسطينيين في الدول التي يقيمون فيها حاليا ويأتي في مقدمتها سوريا ولبنان والاردن. قضايا أخري أمام القمة علي قمة الرياض ان تعلن صراحة وقوفها المطلق مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ودعمها ماديا ومعنويا وان يعلن تشكيل وفد يمثل مؤتمر القمة يجوب دول العالم لكسر الحصار الامريكي الظالم. يجب الاتفاق في القمة علي كيفية اخراج العراق من محنته ومطالبة الاحتلال بوضع جدول زمني للانسحاب واعلان دعم الدول العربية للعراقيين بمختلف اطيافهم السياسية في بناء عراق جديد بعيد عن الطائفية المذهبية واعلان استعداد العرب لمساعدة العراق امنيا وسياسيا واقتصاديا اثناء الفترة الانتقالية.. يجب علي القمة ان تتخذ قرارات عملية تخرج لبنان والسودان والصومال من قبضة الابتزاز الامريكي بحيث يتم تفعيل النظام الاقليمي العربي القومي بعد ان طال أمد استباحته، يجب المطالبة باخلاء منطقة الشرق الاوسط من السلاح النووي وفي الوقت نفسه تنمية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في الدول العربية بوصفها حقا كفلته معاهدة حظر الانتشار النووي، يجب التأكيد علي رفض استخدام الاسلوب العسكري في معالجة الملف النووي الايراني ومنع الدخول في مواجهة عبثية مع طهران والحث علي ضرورة معالجة الملف سياسيا من خلال الحوار فلا يمكن للغرب ان يصعد الامور مع ايران رغم ان برنامجها النووي - حتي الان - لم يخرج عن الاطار السلمي في الوقت الذي تترك فيه اسرائيل دون ان تمس رغم ما تمتلكه من ترسانة نووية قدرها البعض فيما بين 200 - 400 رأس نووي!! قطع الطريق علي أمريكا بات يتعين علي القيادات حشد الجهد العربي كله لقطع الطريق علي امريكا والحيلولة دونها ودون التدخل في الشأن الداخلي لدول المنطقة لاسيما في ظل سعي ادارة بوش مع الصهيونية لتنفيذ مخطط جهنمي يستهدف اعادة ترتيب خريطة المنطقة عن طريق تقسيم دولها وتفتيتها بما يخدم مصالح امريكا ومصالح اسرائيل.. هناك نقطة مهمة كذلك لا يجب اغفالها تتعلق بدعم المقاومة في فلسطين والعراق وجنوب لبنان والتأكيد علي انها حق مشروع ضد الاحتلال كفلته القوانين الدولية وميثاق الاممالمتحدة وان لا علاقة لها بالارهاب، فحزب الله مقاومة مشروعة وكذا حماس والجهاد والمقاومة وبالتالي يجب مطالبة امريكا بمعالجة اسباب الارهاب واهمها اليأس والاحباط من جراء الاحتلال، وعليها ان تفهم ان المقاومة في العراق وفلسطين والجنوب اللبناني ليست احداثا عابرة وانما مؤشرات لما بعدها. آن الآوان لان يتبني عالمنا العربي الممانعة كسلاح ردع ضد المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة بحيث يقضي علي حالة الانكسار والاستسلام والامتثال شبه الاعمي للقطب الاحادي، ليت اجتماع الرياض يكون قمة لا نقمة فهذا ما يطمح اليه الانسان في الوطن العربي.