بعد غياب دام نحو 15 عاماً عادت العصابات الاجرامية الدولية تهدد سوق بطاقات الدفع الاليكتروني مجدداً، فقد تعرضت السوق لهجمة جديدة من قبل المافيا الدولية التي تستهدف السطور علي أموال البنوك والمتعاملين معها خاصة عملاء البطاقات، وكانت مصر قد تعرضت لهجمة شرسة من قبل العصابات النيجيرية في بداية التسعينيات من القرن الماضي ازعجت البنوك والعاملين فيها والذين أعتبروا أن هذه الهجمات قد تدفع بعض البنوك إلي الأحجام عن اصدار بطاقات بلاستيكية في سوق ناشيء لم يعرف بعد ثقافة البطاقات. وساعد محدودية سوق البطاقات وعزوف الكثيرين من التعامل بها ويقظة الأجهزة الأمنية إلي صد الهجمة الأولي من قبل العصابات الأفريقية التي سعت إلي ارباك سوق البطاقات من خلال حيازة بطاقات مزورة واستخدامها في عمليات البيع والشراء من المحلات التجارية والفنادق والأماكن السياحية. ومرت الهجمة الأولي بسلام ولم تلحق أذي كثيراً بحائزي البطاقات البلاستيكية في ذلك الوقت، خاصة وأن سوق البطاقات كان لا يزال بكراًَ في بداية التسعينيات ولم يتجاوز عدد المتعاملين بها بضعة آلاف موزعين ما بين بطاقات فيزاً وماستر كارد وأمريكان أكسبريس، كما أن عدد البنوك المصدرة للبطاقات كان لا يتجاوز أصابع اليدين وكان في مقدمتها بنوك مصر والأهلي المصري ومصر العربي الأفريقي الدولي والذي اشتراه في وقت لاحق بنك، ABC (البحرين)، وكذا المصرف العربي الدولي الذي كان يصدر بطاقات لصالح عدة بنوك. وعلي مدي السنوات الخمس عشرة الماضية تعرضت سوق البطاقات لعمليات نصب واحتيال من قبل عصابات دولية، ولكن الملاحظ أنها كانت حالات فردية يقوم بها بعض الأشخاص أو المجموعات الأجنبية التي تستعين بعناصر مصرية في عملية تزوير البطاقات أو السطو علي الأرقام السرية للبطاقات الصادرة عن البنوك. شكل جديد ورغم تعدد هذه الحوادث ووقوعها من آن لآخر إلا أنها تظل حالات فردية ولم تكن جماعية أو شبه جماعية كما حدث خلال الأيام القليلة الماضية ففي أقل من شهر رصدت أجهزة الأمن ومباحث الأموال العامة بالتعاون مع مسئولي البطاقات بالبنوك والجهات العالمية المصدرة للبطاقات هجمة شرسة من قبل العصابات الدولية علي سوق البطاقات المصري وتم بالفعل القاء القبض علي عدة عصابات دولية خلال فترة زمنية محدودة والجديد في الأمر أن أفراد العصابات لا ينتمون إلي جنسية محددة وتختلف أساليبهم من عملية لأخري كما أنهم يجمعون بين عدة جرائم في آن واحد فإلي جانب تزوير البطاقات وسرقة الأرقام السرية وحمل سلاح فانهم يقومون بترويج عملات مزورة سواء أجنبية كالدولار أو محلية كالجنيه. وطبقا للمعلومات التي رصدتها الأجهزة الأمنية خاصة إدارة مكافحة التزييف والتزوير بالتعاون مع إدارة بطاقات الائتمان بالبنوك فإن الهجمة الجديدة تختلف عن الهجمة السابقة في عدة أمور تتعلق بالجنسيات التي ينتمي إليها أفراد العصابة والأدوات المستخدمة في عملية السطو علي أموال حائزي البطاقات والمناطق المستهدفة من قبل هذه العصابات كما لاحظت هذه الأجهزة زيادة ملحوظة في استهداف ماكينات الصارف الآلي ATM المنتشرة في مناطق عديدة بالجمهورية ولم يكن السوق قد عرفها في هجمة بداية التسعينيات من القرن الماضي. اختلافات وإذا تطرقنا للاختلافات بين الهجمة الحالية والهجمة السابقة فإننا نلحظ أن الهجمة الحالية تتسم بانها أكثر تطورا خاصة علي مستوي التقنية المستخدمة في عملية التزوير والمناطق المستهدفة وتبرز هذه الاختلافات في النقاط التالية: الجنسيات في الهجمة الأولي كان الأمر يقتصر علي العصابات الأفريقية خاصة القادمة من نيجيريا إلا أننا نلحظ تعدد الجنسيات في الهجمات الحالية فقبل أيام ألقت مباحث الأموال العامة القبض علي ستة أشخاص سيريلانكي الجنسية يحملون جوازات سفر بريطانية أثناء محاولة الاستيلاء علي مبالغ مالية من ماكينات الصرف الآلي التابعة للبنوك بمنطقة الدقي وتبين لأجهزة الأمن في وقت لاحق ان هؤلاء السيريلانكيين يترددون علي مصر ويقومون باستخدام كميات كبيرة من البطاقات المزورة من ماكينات الصرف الآلي وتحويل تلك العائدات لشركاء لهم بالخارج.