نشرت الصحف الاسبوع الماضي ان وزيرة باكستانية قُتلت برصاص اصولي مناهض لمشاركة المرأة في الحياة السياسية وهذا خبر مفجع، مفجع بحق الاسلام قبل ان يكون بحق النساء، لكن من يبث هذه الروح المتعصبة التي ترفض اختلاف الآراء ولا تكتفي بالرفض بل تلجأ الي قتل من يخالفها؟ لا ادري هل هناك حقا من لا يفهم الاسلام الي هذه الدرجة والاسلام واضح وضوح الشمس ام ان من يقومون بهذه الاعمال اناس مدسوسون أم مضللون؟! وكل هذه الابتلاءات تصب علي جسد الاسلام كأنما لم تكفه كل الابتلاءات الخارجية. وكما آلمني وصفني هذا الخبر، صعقني خبر اخر عن استاذ الجامعة المصري الذي بدأ درسه باسم امريكا العظمي وحدثهم ان ديانته هي الامريكية وانه يتمني لوكان عبدا لامريكا. فهل هذا ايضا ممن باعوا انفسهم للشيطان ام ممن وصلوا الي درجة من اليأس جعلتهم يعشقون "خناقهم" كما يقولون في الامثال؟! اننا جميعا لابد ان نكون حذرين من كل اشكال التطرف لانها في النهاية تصب في خانة واحدة تستفز المشاعر وتثير العنف والنقمة فهذا الاستاذ الذي يعشق امريكا.. الم يتذكر ان الحرية لا تعني ايذاء الاخرين واستفزاز مشاعرهم واهانة عقائدهم وهو الاستاذ الذي جاء ليبني العقول والارواح وكان يفترض به ان يبحث عن كل ما يجمع لا عما يفرق حتي وان كان معجبا بالتجربة الامريكية مع اختلافنا الكلي معها؟! وكذلك الحال مع المتطرف الاول الذي لم يجد الا القتل وسيلة يعبر بها عن اعتراضه علي اشراك المرأة في العمل السياسي، من دون ان يستشير مختلف الآراء ويتأكد من حقيقة الاسلام كدين يحرم قتل النفس التي حرم الله قتلها ويجعل من قتل مسلما متعمدا خالدا في نار جهنم فهل نحن بحاجة الي مزيد من التوعية ام المواجهة لمن يعيثون في الارض فسادا باسم الدين او باسم الاعجاب بأمريكا؟!.