للحوار مع الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات دائما مذاق خاص تغلب عليه نفحات المستقبل ممزوج برؤية محلية للتطوير ومراعاة الظروف والأوضاع الداخلية مضافا إليه تطلع دائم لوضع مصر في مكانتها الطبيعية والتي تليق بها والعمل علي تعظيم الاستفادة من التقنيات الحديثة وذلك وفقا لمتطلبات عملية التنمية للسوق وإرضاء المستخدم النهائي. وفي الحقيقة كانت الرغبة في لقاء الدكتور كامل منذ نهاية عام 2006 لاسيما بعد النجاح الكبير الذي شهده قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعومات وتحقيقه قفزة كبيرة سواء في زيادة مساهمته في الناتج المحلي الاجمالي أو مجال جذب الاستثمارات الأجنبية - أسهمت صناعة الاتصالات في زيادة الدخل القومي بنحو 18 مليار جنيه خلال الفترة من 1998 - 2004 علي حين أضاف قطاع الاتصالات 22.8 مليار جنيه خلال العام المالي 2005/2006 بطرح شريحة من الشركة المصرية للاتصالات وعائدات ترخيص الشبكة الثالثة للمحمول - إلا أنني فضلت الانتظار إلي أن تتضح الصورة بشكل أفضل خلال العام الحالي وهل كان هذا النجاح مجرد قفزة لن تتكرر في المستقبل أم أنه تتويج وحصاد لعمل استمر لعدة سنوات. وبالفعل تم الحوار واستعرض الوزير أكثر القضايا والملفات إثارة في الفترة الأخيرة إذ أدلي ل "العالم اليوم" بالكثير من التصريحات الخاصة التي نستعرضها في السطور التالية: * ما تفسيرك للنجاح الذي شهده قطاع الاتصالات خلال العام الماضي ؟ - لست مع القائلين بان ما حدث مجرد طفرة لن تتكرر وصدفة غير متوقعة فما شهده هذا القطاع من نجاح كبير في جذب الاستثمارات الأجنبية ما هو إلا حصاد وجني لجهود شاقة ومستمرة للقطاع ككل علي مدار السنوات السبع الماضية حيث تم توفير بنية تكنولوجية علي أعلي مستوي وإعداد وتأهيل جيل من الكوادر البشرية المحلية المتخصصة علي أعلي مستوي بجانب توفير البنية القانونية والتشريعية المناسبة والمشجعة في نفس الوقت مع وضع الهيكل التنظيمي للسوق والحفاظ علي مصالح جميع الأطراف. موضحا أن ارتفاع قيمة رخصة الشبكة الثالثة للتليفون المحمول وحصيلة بيع 20 % من أسهم الشركة المصرية للاتصالات إنما يرجع بصورة كبيرة إلي المناخ الايجابي الذي أصبح متوفرا وفرص النمو المتاحة بالسوق المحلي إذ من المتوقع أن يصل إجمالي عدد المستخدمين لخدمات التليفون المحمول إلي 35 مليون مستخدم خلال السنوات الثلاث القادمة. رسالة رئيسية * هل تتوقع استمرار هذا النجاح في عام 2007 ؟ وما الدروس المستفادة؟ - بالتأكيد ليس من المتوقع جذب نفس حجم الاستثمارات الأجنبية - والتي تجاوزت 6 مليارات دولار إلا أن المؤشرات الأولية تؤكد أنه سيكون هناك استثمارات جديدة وبدأت بالفعل من خلال ما قامت بدفعه شركة فودافون " 3.4 مليار جنيه" للحصول علي تراخيص تقديم خدمات الجيل الثالث. أما عن الدروس المستفادة فإننا يمكننا القول إن الرسالة الرئيسية من تجربة تحرير قطاع الاتصالات أن تنفيذ برنامج الخصخصة بتدرج يؤتي بثماره لجميع الأطراف وبما في ذلك الخزانة العامة للدولة وايجاد فرص عمل جديدة. خطط مستقبلية * ماذا تطويه خططكم في العام الحالي بالنسبة لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؟ - بالنسبة لقطاع الاتصالات نسعي في الحقيقة إلي زيادة الكثافة التليفونية - للتليفون الثابت - من 7 % من إجمالي عدد السكان في الوقت الحالي إلي 10 % مركزين علي المناطق الريفية وبالنسبة لخدمات التليفون المحمول زيادة كثافة المستخدمين لتصل إلي 40 % بدلا من 20 % في الوقت الحالي والسوق المحلي مؤهل بالفعل لتحقيق هذه الطفرات. أما بالنسبة لقطاع تكنولوجيا المعلومات نهدف إلي الاستمرار في تحقيق نسبة نمو تتجاوز 25 % وتنمية الصادرات لنحو 1.2 مليار دولار في عام 2010.