استغلال الاطفال استغلالا تجاريا او جنسيا ومعاملتهم بالعنف من اهم المشكلات التي تواجه المجتمعات النامية.. وقد تفشت ظاهرة العنف مع الاطفال واستغلالهم اسوأ استغلال في كثير من المجتمعات التي تعاني ظروفا اقتصادية واجتماعية وسياسية غير مواتية مما يؤدي الي انتشار الفقر والجهل وانهيار الاسر وافتقاد المأوي وبالتالي يصبح الاطفال سلعة للبيع او الشراء والاستغلال نظرا لافتقادهم للقدرة علي حماية انفسهم وعدم وجود منظمات قوية تدافع عن حقوقهم. وخطورة هذه المشكلة تكمن في ان الاطفال يمثلون عصب المجتمع في المستقبل وطريقة معاملتهم والظروف التي يعيشون فيها هي التي تحدد ملامح صفاتهم وسلوكهم حينما يكبرون ويواجهون المجتمع بقوة كرجال صالحين او كمجرمين عتاة او كاصحاب سلوك منحرف اخلاقيا او جنسيا او ما شابه ذلك. ونظرا لان مجتمعات عديدة ينتشر فيها الفقر والمرض او تتفشي الحروب المحلية فان الاطفال يضيعون وقد يلجأ الآباء او الامهات الي بيع اطفالهم للحصول علي دخل كما تسرق عصابات تجارة الاعضاء الاطفال وتحولهم الي قطع غيار فضلا عن استخدامهم في اعمال الدعارة والاعلان عن ذلك علي شبكة المعلومات الدولية. وربما كانت هذه المعلومات وغيرها من مظاهر انحراف الاطفال واستخدام العنف معهم وتسخيرهم لاعمال اجرامية او تشغيلهم في اعمال تافهة تؤدي الي تحطيم شخصياتهم وتحويلها الي شخصيات مريضة هو ما ازعج المجتمع المصري من ظاهرة اطفال الشوارع التي فجرها اكتشاف قضية الاعتداء علي الاطفال والقائهم من فوق القطارات. المجتمع في مصر متماسك للغاية ويحافظ الاهل في معظم الحالات علي اطفالهم بكل قوة ولكن لابد من المحافظة عليهم في كل الاحوال وانتباه المجتمع ومنظماته المدنية والدولة بكل هيئاتها ومؤسساتها الي ان الوقاية خير من العلاج وخاصة في التعامل مع قضية خطيرة مثل اساءة عاملة الاطفال واستغلالهم بطريقة وحشية في اعمال غير قانونية فضلا عن انها تضرهم ضررا بالغا صحيا ونفسيا وسلوكيا. التنبيه لخطورة الظاهرة في وقت مبكر يوقظ مؤسسات المجتمع المدني والاجهزة المعنية لمتابعة خط العنف ضد الاطفال بكل دقة حتي لايفلت الزمام ويصاب رصيد الوطن من المواطنين وهم الاطفال بأمراض خطيرة اجتماعية او سلوكية. ان رعاية الاطفال وحمايتهم هي بحق - كما قالت السيدة سوزان مبارك، مسئولية وطنية في المقام الاول.