سمير فرج رئيس المدينة حدد مشاكل التنمية بها

البطالة والمياه الجوفية تهددان التنمية في الأقصر

واجهت خطة تنمية مدينة الاقصر والتي سوف تنتهي في عام 2030 العديد من العقبات التي رواها الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلي لمدينة الاقصر في حواره مع "الاسبوعي" علي هامش الزيارة التي قام بها الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار الاسبوع الماضي لمدينتي الاقصر واسوان.. حيث اكد فرج ان البطالة والمياه الجوفية وعدم وجود مشروعات ومناطق استثمارية مثلت عقبات كبيرة في تنفيذ المرحلة الأولي والتي شهدت العديد من المشروعات في مقدمتها الانتهاء من تنفيذ مشروع مدينة الطارف الجديدة التي تم انشاؤها لنقل اكثر من 12 الف مواطن يقيمون فوق المقابر الاثرية للبر الغربي ويمثلون سكان نجوع تقع علي مساحة 8 كيلو مترات طوليا وهي مدينة مكتملة المعالم وتتكون من 700 وحدة سكنية بالاضافة الي 3 آلاف قطعة ارض تم توصيل المرافق اليها.
وتستعد المدينة في المرحلة الثانية -كما يقول فرج- لاكبر مشروعين في تاريخها وهما مشروع طريق الكباش وتبلغ تكلفته 240 مليون جنيه ومرسي الاقصر السياحي البالغ تكلفته المبدئية مليار دولار طبقا لتقديرات الهيئة العامة للاستثمار كأكبر مشروع تنموي في الصعيد بعد مشروع توشكي كما بدأت الهيئة الترويج ايضا ل170 فدانا في المنطقة الصناعية شمال الاقصر.
وفيما يلي نص الحوار..
* نود أن نتعرف عما تم في تنفيذ خطة تنمية الأقصر؟
** ظلت خطة التنمية حبيسة الادراج حتي عام 2004 وتحديدا خلال زيارة الدكتور احمد نظيف رئيس الوزراء منذ 3 سنوات حيث تم عرض الخطة التي اعتمدت في بنائها علي الدراسة التي قام بها المركز الانمائي للأمم المتحدة U.N.D.P وتركزت علي احتياجات المواطن الاقصري من "كهرباء، مياه، صرف صحي، مواصلات، اسكان، تعليم.. وتدعيم جميع اوجه النشاط السياحي والحفاظ علي الآثار وتنمية المناطق الاثرية مع ضرورة فتح آفاق جديدة للاستثمارات وتنمية السياحة الرياضية داخليا وخارجيا وقد تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الاولي منها.
* ما أهم العقبات التي واجهتموها عند بدء التنفيذ؟
** عند البدء في تنفيذ الخطة تم وضع حلول للمشكلات الرئيسية التي تواجهها المدينة في المرحلة الأولي من خطوات تنفيذ الخطة وقد ارتكزت هذه المشكلات في ثلاثة محاور اساسية هي البطالة وعدم وجود مشروعات ومناطق استثمار والمياه الجوفية وتأثيرها علي الآثار ومساكن الاهالي.
وبالنسبة للمشكلة الأولي الخاصة بالبطالة فلها في الاقصر طابع خاص فعلي الرغم من كون مدينة الاقصر مدينة سياحية وما يعرف عن السياحة من احتياجاتها الدائمة والمتزايدة للعمالة فأبناء الاقصر يعانون من ارتفاع نسبة البطالة بينهم وعند البحث في أسباب المشكلة تم التوصل الي نتيجة مهمة هي وجود خلل في العرض والطلب في سوق العمل فالمؤهلات التي تحتاج اليها الشركات السياحية العالمية التي تمتلك معظم أوجه النشاط السياحي بالاقصر لا تتوافر لدي العديد من ابناء المدينة مما يضطر اصحاب هذه الشركات الي استيراد هذه العمالة من خارج المدينة لذلك تم اعداد برنامج التدريب التحويلي بالتعاون مع وزارة الانتاج الحربي لتدريب الشباب علي أعمال فنية من الخزف والديكور والنحت والتركيبات الكهربائية والخدمات السياحية وانشاء معامل للغات والحساب الآلي وتم عقد العديد من الاتفاقيات مع سفراء انجلترا والمانيا والصين واليابان لبناء مراكز ثقافية ومعامل تدريب علي اللغات تابعة لتلك السفارات بالاضافة الي تطوير المركز الفرنسي والمركز الايطالي لرفع كفاءة ابناء الاقصر المتدربين في هذه المراكز.
* وما المشاكل الأخري التي واجهتموها؟
** المشكلة الثانية كانت عدم وجود مشروعات ومناطق استثمار بالاقصر والتي تعتمد علي السياحة فقط في مواردها لذلك كان لابد من فتح محاور جديدة للاستثمار فتم الاعداد لانشاء منطقة صناعية جديدة في مدينة طيبة مجهزة بجميع الخدمات تحتوي علي مصنع للصناعات النظيفة صديقة البيئة مثل "الالبان، العصائر... الخ" والتي ستقوم بخدمة المجال السياحي بشكل كبير لتوفير جميع احتياجات الفنادق من منتجات غذائية بدلا من شرائها من المحافظات الاخري وكذلك توفير فرص عمل للشباب بالاضافة الي صقل جميع الجهود من اجل تنمية مشروعات انتاج المحاصيل التصديرية فحاليا تقوم الاقصر بتصدير العنب الي دول اوروبا مغلفا ومجهزا مباشرة ليباع في المحال العالمية خاصة بعد ان تم تخصيص المطار القديم بالاقصر للمحاصيل التصديرية.
وبالنسبة لمشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية فقد تم الانتهاء من مشروع سويدي امريكي لخفض منسوب المياه الجوفية في معبدي الاقصر والكرنك بتكلفة 50 مليون جنيه منها 40 مليون جنيه معونة امريكية و10 ملايين من الحكومة.
* ما أهم المشروعات التي تم الانتهاء منها؟
** جاءت مشروعات حماية المناطق الاثرية الخاصة بالمدينة وتطويرها في المقام الأول نظرا لاهمية مدينة الاقصر التاريخية واهم هذه المشروعات مشروع نقل سكان المقابر وبناء قرية القرنة الجديدة فمنذ أكثر من 200 عام وسكان مدينة القرنة مقيمون فوق المقابر الاثرية بالبر الغربي ويرفضون الرحيل حتي المحاولات التي قام بها عميد المهندسين حسن فتحي لنقلهم الي قرية حسن فتحي التي قام ببنائها منذ 50 عاما باءت بالفشل ولكن تم اخيرا الانتهاء من تنفيذ مشروع مدينة الطارف الجديدة التي تم انشاؤها لنقل اكثر من 12 الف مواطن يقيمون فوق المقابر الاثرية للبر الغربي.
وهو المشروع الذي تكلف 180 مليون جنيه اضافة الي ان العمل يجري حاليا في تنفيذ 42 مشروعا لتطوير مدينة الاقصر بتكلفة 805 ملايين جنيه.
* وماذا عن المنطقة الصناعية ومرسي الاقصر؟
** بدأت وزارة الاستثمار في اعداد خريطة كاملة للاستثمار في الصعيد ومن بينها مدينة الاقصر والتي تمتلك مدينة صناعية مكتملة البنية الاساسية علي مساحة 170 فدانا في الشمال وبدأت في الترويج لها مع المشروع الكبير وهو مرسي الاقصر والذي يعد اكبر مشروع يقام في صعيد مصر حديثا بعد مشروع توشكي وتبلغ التكلفة الاستثمارية له والتي تم تقديرها المبدئي من قبل الهيئة العامة للاستثمار بنحو مليار دولار وتتضمن المرحلة الثانية ايضا اعادة فتح طريق الكباش وهو المشروع الذي ستتحول به الاقصر الي اكبر متحف عالمي مفتوح.