ماذا في جعبة هيلاري كلينتون الاقتصادية لحل مشكلات الاقتصاد الأمريكي؟ سؤال يردده الشارع الأمريكي بعد إعلان سيدة البيت الأبيض السابقة ترشيح نفسها للانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة في 2008. والمعروف عن المواطن الأمريكي جهله بالسياسة الخارجية علاوة علي أنه يعطي الأولوية دائما للخيار الاقتصادي والماضي يؤكد ذلك حيث فشل بوش الأب الرئيس الأمريكي السابق وهو جمهوري في الفوز في انتخابات الرئاسة مرة أخري عام 2002 علي الرغم من النجاحات السياسية والعسكرية التي حققها في حرب الخليج الأولي، وجاء بيل كلينتون من بعده ليستغل الجانب الاقتصادي في الفوز مداعبا المواطن الأمريكي بحلم العمل والقضاء علي البطالة.. ويبدو أن التاريخ سيعيد نفسه هذه المرة إذ اختارت الزوجة هيلاري والسناتور حاليا الملف الاقتصادي ليكون الورقة الأولي في حملتها الانتخابية بالرغم من سخونة الملف العراقي، لكن هيلاري أيضا ستركز علي الخسائر الاقتصادية في حرب العراق التي كلفت الميزانية الأمريكية أكثر من 300 مليار دولار ناهيك عن الخسائر في أرواح الجنود. ويشير استطلاع للرأي نشرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية نقلا عن مركز "جالوب" الأمريكي لاستطلاعات الرأي إلي أن شعبية هيلاري هي الأعلي بين المرشحين بنسبة 29% و18% للمرشح باراك أوباما ثم 15% للمرشح جون إدواردز وذلك بسبب تركيز هيلاري علي الملف الاقتصادي وعزمها الاستعانة بزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون في الملف الاقتصادي ودعم حملتها الانتخابية وينطلق الحل الاقتصادي في رأي هيلاري من تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي حتي يمكن إيجاد فرص عمل جديدة لمواجهة البطالة التي زادت علي 27% كما زاد العجز في الميزان التجاري الأمريكي علي 270 مليار دولار بسبب تفوق الصادرات الصينية علي الأمريكية وزاد غزو المنتجات الصينية للسوق الأمريكي. ورغم محاولات جون سنو وزير الخزانة الأمريكي التفاوض مع السلطات الصينية لخفض عملة الصين "اليوان" حتي يعطي الفرصة لمنافسة المنتجات الأمريكية إلا أن الصين رفضت بالطبع، وقالت إنها "تحمي اقتصادها". ورقة أخري تختزلها هيلاري وهي إخفاق جورج بوش في التصدي لكارثة إعصار كاترينا وتعتزم هيلاري تحقيق مكاسب للمتضررين من الإعصار بإعادة بناء منازلهم وتعويضهم التعويض المادي اللازم لاستعادة المعيشة والسكن.. والطريف أن أبرز المتضررين من كاترينا الممثل الشهير براد بيت الذي فقد منزله في ولاية ألينوي بسبب الإعصار ولاشك أن دعوة براد بيت للحديث أثناء الحملة أو الإعلان عن تعويضه عن المنزل يلعب دورا في جذب المؤيدين. والواقع يشير إلي أن السيدة هيلاري تحمل في جعبتها الكثير من الأوراق الاقتصادية لمداعبة الناخب الأمريكي وجذب أصواته.. ومن هذه الأوراق البطالة وإيجاد الفرص، ثم رفع الفائدة بعد السياسة النقدية الفاشلة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي التي نتج عنها تذبذب الدولار وعدم استقراره، ثم الميزانية الضائعة في العراق وهي الورقة الأقوي خاصة بعد الهجوم من جانب الديمقراطيين علي سياسة بوش في العراق.