ماذا يسمي الرئيس الأمريكي ما يحدث في العراق؟ إنها مجازر بمعني الكلمة!! انفلات أمني بكل المعايير مع وجود قوات أمن عراقية و150 ألف جندي من قوات التحالف بأسلحتهم ومدرعاتهم وذخائرهم والمقاتلات والمروحيات.. وأيضا حكومة كل قدراتها تمثلت في تنفيذ أحكام بالإعدام في رموز الحكم السابق. فهل التعزيزات الأمريكية التي بدأت في الوصول إلي المسرح الدموي ستوقف الهجمات والتفجيرات التي لا يعرف أحد متي ستنتهي؟ الواقع يقول إن الانفلات الأمني في العراق لا نهاية له.. فهذا البلد يعيش فوق بركان الطائفية التي مزقت أوصاله. إن المذبحة التي راح ضحيتها مائة قتيل و250 جريحا معظمهم من الطلاب الذين اختلطت دماؤهم بأوراق المحاضرات والمذاكرات. الواقع يقول إن الحكومة العراقية عاجزة تماما عن حماية الشعب الذي يعاني من المسلسل الدموي الذي حصد في عام 2006 أكثر من 34 ألف قتيل و36 ألف مصاب معظمهم بعاهات مستديمة طبقا لتقرير صادر عن الأممالمتحدة، بينما التقديرات الخاصة تقول إن الضحايا أكثر من مليون قتيل بكثير. المتهم الأول في نظر الحكومة هم الإرهابيون والصداميون الذين تفوقوا علي جنود الامبراطورية البوشية التي سقطت في مستنقع من الوحل ولا تعرف كيف ستخرج منه لأنها لا تمتلك طوقا للنجاة.. بل ليس لدي ساكن البيت الأبيض سوي إطلاق التصريحات التي كان أحدثها أنه يتعين علي واشنطن التعامل مع العنف في العراق وإلا سيخرج عن نطاق السيطرة! وأضاف أن سفك الدماء سيزداد إذا لم تتدخل الولاياتالمتحدة. ولا ندري ما هو هذا التدخل في بلد تحتله أمريكا بجنودها وهل الوضع الاَن داخل نطاق السيطرة؟ وأيضا نسأل الجالس خلف المكتب البيضاوي: هل العنف أفقدك السيطرة علي تصريحاتك؟ وهل الخطة الأمنية التي تم وضعها ستوقف حمامات الدم التي تم إعدادها وبدأ في تنفيذها؟ المالكي في مهب الريح هل سيستمر بوش في تقديم الدعم لحكومة المالكي؟ أشك في ذلك فتصريحات الرئيس الأمريكي بأن طريقة إعدام صدام وأخيه برزان التكريتي الذي انفصل رأسه عن جسده أثناء تنفيذ الحكم قوي الشكوك في أداء حكومة المالكي، وصعبت عليه إقناع الشعب الأمريكي بتقديم الدعم لإدارته للاستمرار بتنفيذ المخططات الأمريكية في العراق. وهذه التصريحات تعني أن حكومة المالكي أصبحت في مهب الريح. السفير الأمريكي ببغداد أعلن أن الاستراتيجية الجديدة لبوش ستوقف أعمال العنف حتي يستقر العراق وينعم أبناؤه بالأمن!! لكن الواضح أن أول الغيث حمامات من الدماء.