سياسية الولاياتالمتحدة في الشرق الاوسط نموذجية للعجز المتزايد عن الفهم وتصحيح المواقف.. حتي الغضب الذي يعم العالم بأسره في جميع المناطق والاقاليم ومن مختلف الدول الصديقة للولايات المتحدة والمناوئة لها لم ينجح في لفت نظر الادارة الي سوء موقفها وان كان قد فعل فانه لم يفلح في توجيهها الي اتخاذ مواقف اكثر ملاءمة لمصالح الولاياتالمتحدة من ناحية ولمرأب الصدع في علاقاتها الخارجية من ناحية اخري. قلنا ان جولة رايس لم تسفر عن شئ ملموس.. وحسب كل ماسمعناه من تصريحات وتحليلات حول الزيارة فانها لم تعرض جديدا وانما تحدثت كما كانت تتحدث في السابق ولم تقدم علنا سوي فكرة الدولة الفلسطينية بحدود مؤقتة وهي الفكرة المرفوضة من قبل والتي من شأنها ان تزيد من الصراع الداخلي بين الفلسطينيين حول جدوي الوثوق بأن السياسة الامريكية يمكن ان تقدم قوة دفع لانهاء الصراع في المنطقة. والغريب في الامر ان الطريق واضح وخريطته لاتخطئها العين وهي ان القضية هي قضية احتلال ارض الفلسطينيين ومحاولة هضمها في المعدة الاسرائيلية. وساير الفلسطينيون المجتمع الدولي وقبل معظهم بالمبادرة العربية التي طرحتها السعودية في قمة بيروت قبل اربع سنوات وتقضي بقبول اسرائيل عضوا في المنطقة مقابل انهاء احتلال الاراضي المحتلة في حرب يونية 67 وهذا في الحقيقة اكثر ما يمكن فرضه علي الفلسطينية الذين تعرضوا لاحتلال استيطاني ادي الي انشاء دولة اسرائيل في الاساس منذ عام 1948. حتي حركة حماس التي ترفض الاعتراف باسرائيل اعلن امينها العام خالد مشعل ان مسألة الاعتراف ليست هي القضية او النقطة المحورية لان اسرائيل موجودة بالفعل ولن يغير اعتراف حماس او عدم اعترافها من الامر الواقع في شئ. وذهب مراقبون الي ان هذا التصريح من المسئول الاول في حركة حماس يعتبر بمثابة اعتراف ضمني بالامر الواقع وعدم المنازعة فيه. علي اية حال لم تفعل الادارة الامريكية شيئا لحل المشكلة المزمنة ولاتزال تصر علي فصل اجزاء الموقف في المنطقة عن بعضها البعض، ولاتزال رايس تقول ان حل المشكلة الفلسطينية منفصل عن الموقف في العراق والامر ليس كذلك ولاتزال تهدد وتتوعد ايران بأسلوب استفزازي وقد نصحت بعدم اللجوء الي ذلك ولاتزال تهدد باستخدام القوة وسط معارضة امريكية داخلية لهذه السياسة.. لم يتغير شيء اذن حتي الآن.. ونأمل ان يتغير.