في عام 1991 وتحديداً في شهر نوفمبر التحقت بجريدة "العالم اليوم".. أي بعد صدورها بأسابيع قليلة، وقتها كنت خارجاً لتوي من كلية الاعلام، وفي هذا الشهر اعتبرت أن هذه هي بدايتي الصحفية رغم أنني تدربت في مجلة روز اليوسف لمدة عامين خلال دراستي الجامعية. في هذا الوقت تفتحت عيناي علي أساتذة كبار وزملاء أعزاء.. عبد القادر شهيب ومحمد حسن الألفي وعبد العظيم الباسل وفاطمة إحسان وعزت بدوي ونور الهدي زكي وسعيد غزلان وكفاح أحمد وغيرهم.. كنت أتعامل مع كل هؤلاء بنظرة التلميذ للأساتذة، كنت أهابهم، ونجح واحد من بين هؤلاء في :كسر الرهبة والخوف بداخلي.. مد لي يد المساعدة والعون.. أشعرني بالقدرة علي الكتابة دون خوف.. علمني كيف أتعامل مع المصادر وأتغلب علي الصعوبات التي تواجهني.. اقترب مني وأحسسني أنه صديقي رغم أنه يكبرني بأكثر من 10 سنوات.. كان هذا الشخص هو سعيد غزلان الذي أحببته لأن الابتسامة لم تفارق شفتيه حتي في أصعب اللحظات عندما كان يقترب مني وأشاهده أمام عيني أشعر بالراحة النفسية.. وعندما كان عندما يدخل مكاناً يدخل عليه البهجة والسرور. ومرت الأيام والسنوات سراعاً حتي تعرض سعيد غزلان لأزمة صحية حادة، ساعتها اقتربت منه أكثر من أي وقت مضي لأني شعرت أني سأفقد شخصاً عزيزاً علي.. رحم الله سعيد غزلان رحمة واسعة.. لقد مات في يوم مبارك هو يوم الجمعة.. وفي يوم مفضل عند الله عز وجل هو وقفة عيد الأضحي المبارك ويشهد الله أني لم أر شخصاً يحظي بهذا الدعاء من المصلين كما حظي سعيد غزلان.