الاسواق العربية سجلت تراجعا ملحوظا خلال عام 2006 بعد الارتفاعات القياسية التي سجلتها خلال عام ،2005 علي الرغم من الأداء القوي الذي تشهده الاقتصادات العربية حاليا إلا أن حالة عدم الاستقرار التي أصابت أسواق منطقة الشرق الأوسط تأثرا بالتوترات السياسية خاصة مع تصاعد العنف في العراق واندلاع حرب لبنان بالاضافة إلي تصاعد المشكلة الايرانية النووية أدت إلي تراجع حاد في أداء البورصات العربية ولم تنجح سوي أربع بورصات عربية فقط في تحقيق ارتفاعات خلال العام بينما منيت باقي البورصات بخسائر فادحة. رأس المال العربي أدي هذا التراجع إلي انخفاض رأس المال السوقي للبورصات العربية بنحو 34% محققا حوالي 861 مليار دولار نهاية 2006 مقارنة مع 1.3 تريليون دولار بنهاية ديسمبر 2005. انخفض إجمالي الشركة المقيدة بالبورصات العربية من 1665 شركة نهاية ديسمبر 2005 إلي 1607 نهاية 2006 لانخفاض الشركات المقيدة في البورصات المصرية التي تمثل نحو 40% من إجمالي عدد الشركات المقيدة بالبورصات العربية. تعتبر البورصات الخليجية أكثر الاسواق العربية تأثرا علي الرغم من جهود الاصلاح والتطوير التي قامت بها خلال عام ،2006 إلا أن حالة عدم الاستقرار السياسي التي تشهدها منطقة الخليج ألقت بظلالها علي تلك الاسواق. فتراجعت بشكل مكثف بنسب تصل إلي 53% انخفض إجمالي رأس المال السوقي لدول مجلس التعاون الخليجي (GCC) 35% إلي 714 مليار دولار مقارنة مع 1.1 تريليون دولار نهاية عام 2005. استهلت بورصات دول مجلس التعاون الخليجي (GCC) بصفة خاصة والبورصات العربية بصفة عامة العام السابق بنمو قوي كاستمرار للأداء القياسي الذي شهدته خلال 2005 إلا أن موجة من التراجع والهبوط الحاد اجتاحت البورصات الخليجية خلال شهر مارس وهو ما أثر بدوره سلبيا علي أغلب البورصات العربية حيث لجأ المستثمرون الخليجيون إلي تسييل استثماراتهم في الاسواق العربية الأخري مما أثر سلبا علي تلك الأسواق. واصلت غالبية البورصات العربية تراجعها وخصوصا مع قيام البنك الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة 0.25% ليصل إلي 5.25% مما أسهم بقوة في تراجع حاد للأسواق العربية والناشئة علي حد سواء خلال مايو 2006. بلغت ذروة التراجع مع بدء حرب لبنان التي أسهمت بشكل ملحوظ في تراجع حاد للبورصات العربية نظرا للترابط والتأثير المتبادل فيما بينها. تماسك البورصة المصرية استطاعت البورصة المصرية التماسك وامتصاص تلك الصدمات واستعادت توازنها مرة أخري خلال النصف الثاني من العام الحالي متفوقة في ذلك علي جميع الاسواق الخليجية التي حققت هبوطا حادا باستثناء بورصة عمان التي شهدت صعودا 15%. نجحت البورصة المصرية في تعويض خسائرها التي تكبدتها في النصف الأول من 2006 وتحقيق أعلي عائد خلال النصف الثاني لتنهي العام محققة ارتفاعا 10%. قفز مؤشر البورصة المصرية بنسبة تزيد علي 45% خلال النصف الثاني من 2006 بينما حققت بقية الاسواق أداء منخفضا خلال النصف الثاني من عام 2006 وصلت في بعض الأحيان لخسارة تزيد علي 40% في البورصة السعودية. جاء سوق مسقط كثاني أفضل أداء بعد البورصة المصرية بفارق كبير. لم يحقق سوي عائد بنحو 15% وتعتبر مصر صاحبة أفضل أداء للأسوق العربية خلال النصف الثاني من العام الحالي مدفوعة في ذلك بالاصلاحات الاقتصادية والسياسية والنشاط المكثف لبرنامج الخصخصة بالاضافة إلي جذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية بعد التراجع الذي شهدته الاسواق الخليجية والعمق الذي تتميز به البورصة المصرية التي تستحوذ علي أكبر عدد من الشركات المقيدة وسط جميع البورصات العربية موزعة علي قطاعات مختلفة مع التطوير الدائم وتقديم آليات وأدوات مالية جديدة من شأنها أن تزيد مع كفاءة وسيولة السوق المصري.