تؤكد التوقعات أن الموسم السياحي الشتوي سيكون المؤشر الحقيقي عما إذا كانت السياحة المصرية قد تعافت من التداعيات السلبية للأحداث الإرهابية الأخيرة بدءاً من أحداث شرم الشيخ ومرورا بأحداث طابا والأزهر وعبد المنعم رياض وانتهاء بدهب وأحداث الحرب علي لبنان، خاصة وان كل الخبراء يؤكدون ان موسم الذروة غالبا ما يكون في فصل الشتاء. "الأسبوعي" ترصد توقعات المسئولين والخبراء حول الموسم الشتوي.. ومدي تعافي السياحة المصرية.. فبالرغم من أن المؤشرات تكشف أن هناك تراجعا في تدفقات بعض الأسواق التقليدية التي كانت علي قوائم الدول المصدرة للسياحة إلي مصر. وهو ما كشفه زهير جرانة وزير السياحة مؤكدا ان معدل التراجع في السوق الإيطالي قد انحسر عند 6% فقط بعد التحذيرات التي أطلقتها الخارجية الإيطالية ضد دول الشرق الأوسط ومن ضمنها مصر. يأتي ذلك في ظل تأكيد وزارة السياحة ان التدفقات الإيطالية كانت تحتل المرتبة الأولي في الدول المصدرة للسياحة الوافدة لدرجة ان اعداد السائحين الإيطاليين إلي مصر تجاوز مليون سائح عام 2004. إلا أنه تراجع خلال العام الحالي إلي 600 ألف سائح فقط. ويتوقع الخبراء السياحيون "المتفائلون" ان يشهد الموسم السياحي الشتوي في مصر هذا العام بدءا من هذا الشهر وفي ظل الاحتفالات بأعياد الميلاد والكريسماس حالة من الانتعاش سواء في مناطق البحر الأحمر أو شرم الشيخ وداخل القاهرة الكبري بعد الطلبات الكثيرة من جانب منظمي الرحلات الأجنبية وخصوصا في مناطق شرم الشيخ والغردقة ومرسي علم والساحل الشمالي. بينما يري بعضهم ان الانخفاضات في نسبة الإشغالات مازالت مستمرة في بعض المناطق مثل مرسي علم وبعض فنادق شرم الشيخ وكذلك الفنادق العائمة إلا انهم أبدوا بعض التفاؤل لعودة التدفقات لطبيعتها في النصف الثاني من الموسم الشتوي. الدكتور خالد المناوي رئيس غرفة شركات السياحة من المتفائلين بأن الموسم السياحي الشتوي سيكون من المواسم الجيدة في التدفقات السياحية الوافدة إلي مصر. مشيرا إلي ان الدليل علي ذلك هو زيادة الطلب علي مصر وهو ما ظهر واضحا في ارتفاع معدل الحجوزات من عدة أسواق أهمها الإنجليزي والروسي، مشيرا إلي الصحوة التي بدأت مؤخرا في السوق السياحي الإيطالي، أحد أهم أكبر الأسواق المصدرة للسياحة إلي مصر، والذي يعتقد المناوي انه سيظل من أهم الأسواق بالنسبة للسياحة المصرية خصوصا انه بدأ يعود إلي معدلاته الطبيعية بعد الجهود من جانب الحكومة المصرية سواء وزارتي الخارجية أو السياحة في رفع الحظر المفروض علي الإيطاليين من زيارة مصر ودول الشرق الأوسط. ويضيف ان السوق الإنجليزي واعد وهو ما ظهر واضحا في بورصة لندن الأخيرة وكذلك نظرا لارتفاع سعر الجنيه الاسترليني. العودة إلي المعدلات ويتوقع د. عاطف عبد اللطيف عضو غرفة شركات السياحة ان تعدي نسبة الاشغالات الفندقية في شرم الشيخ خلال الشهر المقبل إلي أكثر من 90% بعد ان انخفضت إلي أقل من 70% خلال شهور يوليو وأغسطس وسبتمبر الماضية، مشيرا إلي ان معدلات الاشغالات الفندقية في منطقة سيناء بدأت تتحسن بسبب حالة الاستقرار التي تسود المنطقة خلال الفترة الحالية. تفاؤل المستثمرين ويضيف عبد اللطيف ان معظم المستثمرين متفائلون بأن يكون الموسم السياحي الشتوي الحالي هو بداية عودة التدفقات لطبيعتها تعويضا للخسائر التي لحقت بالمستثمرين خلال الفترة الماضية بسبب الأحداث الإرهابية الأخيرة. ويتفق مع الآراء السابقة هشام علي رئيس جمعية مستثمري جنوبسيناء للتنمية السياحية متوقعا ان تتجاوز نسبة الاشغالات الفندقية في شرم الشيخ أكثر من 90% بعد الانفراجة التي حدثت مؤخرا في أهم الأسواق المصدرة للسياحة إلي مدينة السلام وأهمها إيطاليا وألمانيا وزيادة التدفقات من السياحة الإنجليزية للمنطقة خصوصا بعد زيادة عدد منظمي الرحلات "التور أوبرتيور" من السوق الإنجليزي. أسواق آسيا أما المهندس شريف سالم عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة فيري أن السوق السياحية المصرية سوف تشهد تدفقات سياحية خلال الفترة المقبلة وبداية من الموسم السياحي الشتوي من الأسواق الواعدة الجديدة كالصين وكازاخستان.. بالإضافة إلي دول الكومنولوث والأسواق التقليدية الأخري. ويشير سالم إلي انه يتم حاليا تنشيط الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس مبارك الأخيرة للصين والتي من المتوقع ان تساهم في زيادة التدفقات الصينية إلي مصر خلال الفترة المقبلة.