من الحلول العملية التي قد تساعد علي حل مشكلة أولاد الشوارع حاليا ومستقبلا، هي إقامة مشروعات صغيرة تستوعبهم من خلال مراكز تدريب خاصة يساهم في إقامة بنيتها الاساسية رجال الأعمال بالتعاون مع الحكومة ولا مانع من أن تمول من الخارج بدلا من أن تذهب أموال المعونات المخصصة "لحماية" المشردين في جيوب بعض القائمين علي الجمعيات الأهلية التي تعمل "صوريا" في هذا الغرض. وبالطبع من الممكن أن تكون تلك المراكز التدريبية مجهزة لإقامة هؤلاء الاطفال من أجل أن يتعلموا فيها الحرف المختلفة كالنجارة والسباكة والبناء والنقاشة وأعمال الكهرباء وغيرها من الحرف التي يحتاجها السوق المصري وهناك نقص في "الصنايعية"، بجانب محو أمية هؤلاء الاطفال، ولا مانع من أن تتاح الفرصة لمن يرغب من هؤلاء الاطفال في استكمال تعليمه. وبالطبع كنا نتمني أن تقوم بهذا الدور وبشكل واقعي المؤسسات العقابية الخاصة بالأطفال والتي تسمي "الأحداث" أو الاصلاحية ولكن تلك المؤسسات تحولت بالفعل دون قصد إلي مفرخة أو حضانات للمجرمين الصغار والتي يتعلم فيها الاطفال الصغار الذين تضطرهم ظروفهم لأسباب عديدة للإقامة فيها كل فنون الاجرام، ويختزنون داخلهم قسوة المعاملة سواء من القائمين علي الاصلاحية أو من الاطفال الكبار وبالتالي "يتكيفون" علي الأوضاع داخلها وعندما يخرج للشارع مرة أخري يتحول إلي مشروع مجرم ولاسيما أن أسرهم في الغالب لا تتقبلهم والمجتمع يرفضهم ولا سبيل أمامهم إلا الشارع وممارسة كل فنون الاجرام حتي يعيشوا. ومن هنا لابد من استيعاب خريجي الاصلاحية في مشروعات منتجة بل وتدريب الاطفال المشردين في تلك المشروعات قبل أن يصطادهم أمثال التوربيني وبقو وحناطة "لتعليمهم" وتحويلهم إلي مجرمين حقيقيين. ولا مانع من أن يقوم الصندوق الاجتماعي للتنمية برئاسة الصديق هاني سيف النصر بتمويل مشروعات صغيرة تتناسب مع هؤلاء الصبية المشردين أو خريجي "الاصلاحية"، ولاسيما ان الصندوق يهتم بتمويل مشروعات الشباب "العاطل"، ولكن هناك من هم أهم من هؤلاء العاطلين أيضا وهم المشردون والذين قد يتحولون إلي قنابل موقوتة، ولاسيما أن بعض هؤلاء قد يكون مصابا بالايدز فتصبح الخسائر والأضرار بالجملة. واذكر أن هناك دراسة أعدها الزميل والكاتب الصحفي فهمي عنبة نائب رئيس تحرير الجمهورية منذ سنوات حول سبل استيعاب هؤلاء المشردين في مشروعات قومية، ويقيمون اقامة كاملة داخل معسكرات عمل كي يتعلموا الحرف المختلفة، وذلك بالتوافق مع مشروع "مبارك كول" والذي لا نعرف مصيره الآن ونتمني أن تنفذ توصيات دراسة عنبة في وقت ما. ان استيعاب اطفال الشوارع بعد أن توحشوا في مشروعات انتاجية.. تمول من القطاع الخاص والصندوق الاجتماعي أو حتي من منح خارجية قد يخفف من حدة مشكلة هؤلاء المشردين والذين تحولوا إلي سبة في جبين مجتمعنا المصري ولا داعي من أن نضحك علي أنفسنا ونترك الأمر للجمعيات الأهلية والتي تتربح أحيانا من وراء المشردين بل ويزداد القائمون عليها وجاهة "اجتماعية" علي حساب براءة ودماء ومستقبل هؤلاء الأطفال البؤساء. ولا مانع أيضا من أن يقبضوا من الخارج علي شرفهم. [email protected]