في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار السلع الغذائية اصبح البحث عن البدائل امرا في غاية الاهمية خاصة ان اعباء الاسرة المصرية تتزايد يوما بعد الآخر ولكن مع البحث عن البديل اكتشف المستهلك ندرته وارتفاع تكلفته مما وضع الاسرة في مأزق واصبحت تتساءل: ما البديل الذي يمكن الاعتماد عليه وفي نفس الوقت يكون معتدلا في التكلفة.. خبراء التغذية يجيبون عن هذا التساؤل في هذه السطور.. د. عبد الهادي عباس استاذ التغذية ورئيس المركز القومي لتكنولوجيا معلومات التغذية يؤكد انه في الوقت الحالي اصبح من الصعب الحصول علي بدائل غذائية لسلع اساسية مرتفعة الثمن والسبب بسيط وهو ان ارتفاع الاسعار اصبح موجودا باستمرار علي الرغم من الارتفاع الكبير في اسعار اللحوم والدواجن الا ان الاقبال عليها لم يقل ومع عرض السلع البديلة لها كالفول والعدس سوف نجد ان هذه السلع ايضا اصبحت مرتفعة الثمن فاذا اقترحت علي رجل الشارع مثلا ان يحصل علي "بيضة" يوميا كنوع من البروتين الذي يعوضه عن تناول اللحوم سوف نصدم بان اسعار البيض ايضا قد ارتفعت بالشكل الذي اصبح من الصعب الحصول عليه كذلك طبق السلطة والذي ينصح به خبراء التغذية بصورة يومية اصبح يتكلف مالا يقل عن خمسة جنيهات اي انه يحتاج الي ميزانية خاصة. ويضيف ان غلاء الاسعار يعتبر دائرة متكاملة ليست متعلقة بالطعام فقط فمعظم السلع الضرورية للانسان يرتفع سعرها يوما بعد الآخر ولهذا فالحل الوحيد هو ان يلجأ الفرد الي ضرورة التقليل من الكميات التي يتناولها يوميا فنحن كشعب نأكل أكثر من احتياجاتنا وهذه عادات سيئة وحان الوقت للقضاء عليها وقد يكون غلاء الاسعار فرصة حتي يراجع كل فرد نفسه قبل ان يقدم علي شراء السلع بشكل عشوائي ومبالغ فيه. د.دينا شهاب استاذة التغذية بالمعهد القومي للتغذية تشير الي انه في ظل الارتفاع الجنوني للاسعار بالنسبة للسلع الغذائية الاساسية يجب البحث عن البدائل التي تعطي نفس القيمة الغذائية فمع الارتفاع الهائل لاسعار اللحوم والدواجن يمكننا الحصول علي نفس القيمة الغذائية من خلال الحصول علي وجبة متكاملة تجمع بين الحبوب والبقوليات كسندوتش الفول وكذلك الخضراوات والتي تعتبر بديلا جيدا عن الفواكه خاصة ان هناك بعض الخضراوات مازالت تحتفظ باسعارها المعتدلة فالخضراوات تحتوي علي نسبة كبيرة من المعادن التي يحتاجها جسم الانسان. وتنوه الي ان خبراء التغذية يجب ان يكون لهم دور اكثر ايجابية من خلال توعية المستهلكين الي ضرورة ترشيد الاستهلاك الي جانب لفت النظر الي البدائل المقترحة التي تعطي نفس القيمة الغذائية مع ضرورة التأكيد علي الحد من الاسراف. د.أمينة عبد المطلب استشاري التغذية بالمعهد القومي للتغذية تشير الي ان تحقيق التوازن الغذائي أمر ضروري من اجل بناء جسم سليم فحتي مع ارتفاع الاسعار ومحاولة استبدال انواع البروتينيات غالية الثمن بمنتجات اخري اقل سعرا يجب ايضا مراعاة التكامل البروتيني في هذه السلع البديلة. وتضيف بانه يجب الحرص علي تناول ما هو متاح من الخضراوات من خلال تناول طبق السلطة بصورة يومية ونظرا للارتفاع الكبير لاسعار الطماطم يمكننا الاكتفاء بأربعة ألوان فقط في هذا الطبق بدلا من خمسة فقد يتكون الطبق من الخص والجزر والثوم كبديل للبصل والبقدونس او الجرجير كذلك يمكن اضافة حبات من الرمان الطازج فهو يساعد علي رفع القيمة الغذائية بالاضافة إلي انه يساعد في تقوية مناعة جسم الانسان وكذلك استخدام البنجر بدلا من الطماطم فهو يعطي نفس القيمة الغذائية كذلك يمكننا الاعتماد علي الأسماك في امداد الجسم بنسبة البروتين التي يحتاج إليها حيث تتوافر حاليا في الأسواق أنواع من الاسماك رخيصة الثمن وعالية القيمة الغذائية مثل أنواع أسماك المكريل - السردين ، التونة. وتنوه إلي ضرورة العودة للطبيعة فهناك وجبات بسيطة كانت تعتمد عليها الأسر المصرية قديما فإلي جانب كونها قليلة التكلفة إلا أنها تتمتع بقيمة غذائية عالية مثل طبق العدس الأصفر مع الأرز ووجبة "البصارة" فهي تحتوي علي بقوليات وخضراوات أيضا تناول العسل الأسود مع الطحينة وجبة مفيدة جداً للأطفال خاصة في فصل الشتاء فهي تقوي جهاز المناعة لديهم وفي النهاية فالمسألة بسيطة ولكنها تحتاج إلي اعادة النظر في السلوك الغذائي للمواطن المصري بصفة عامة. د.محمد عمرو حسين استشاري التغذية وعميد المعهد القومي للتغذية سابقا يشير إلي أن ارتفاع الأسعار أصبح واقعاً من الصعب مواجهته فهو يتضمن معظم السلع الأساسية ولذلك فالمستهلك سوف يضطر للتعامل مع هذا الوضع القائم حيث ان البديل غير متوافر ويشير إلي انه قديما عندما كنا نواجه مثل هذه المشكلة كان دائما الحل عندما ترتفع أسعار اللحوم ان نقترح البديل وهو البقول ولكن ماذا نفعل الآن وأسعار البقول اصبحت مرتفعة جدا حتي ان معظم هذه البقول يتم استيرادها من الخارج. ويشير إلي أن الحل الوحيد هو أن يتجه كل فرد إلي زيادة دخله فلا يوجد حل بديل مثلما لا توجد سلعة بديلة فمعظم الناس يتجه الآن إلي زيادة دخله بحيث أصبح من الصعب ان تجد شخصا يعمل في وظيفة واحدة ومع كل هذا المجهود يحتاج إلي الحصول علي وجبة غذائية متكاملة وهذا يعود بنا إلي نقطة البداية وهي ان المكونات الاساسية التي يحتاجها جسم الانسان لا يوجد لها بدائل وان وجدت فهي لا تقل كثيرا في أسعارها عن السلع الأساسية. وينوه إلي ضرورة الاقتصاد في تناول الغذاء حتي يزيد الانتاج فليس بالضرورة الحصول علي كميات كبيرة كما يمكننا الاكتفاء ببعض الاشياء البسيطة والتي تحتوي في نفس الوقت علي قيمة غذائية. د.صلاح مقلد استاذ الاقتصاد الزراعي جامعة عين شمس يشير إلي أن المشكلة تكمن في أن مرونة الطلب والعرض علي هذه السلع يعني انه بالنسبة للطلب يوجد صعوبة بالغة في كيفية ايجاد بدائل لهذه السلع لانها تمثل سلعا ضرورية ومهمة لا يمكننا الاستغناء عنها وهذا يؤكد مدي صعوبة اقتراح البديل فالمستهلك مضطر إلي شراء هذه السلع مهما بلغت الأسعار ذروتها. ويؤكد ضرورة ان نلبي احتياجاتنا بالمعروض حاليا حتي يمكننا عمل اكتفاء ذاتي بالاضافة إلي ضرورة السعي من أجل زيادة الانتاج من اللحوم والخضر حتي تقل الأسعار لتتناسب مع محدودي الدخل والذين تبلغ نسبتهم 70% من الشعب المصري، كما يدعو إلي الرجوع إلي الطبيعة من خلال عمل اكتفاء ذاتي داخل كل أسرة مصرية وخاصة في الريف ويؤكد ان الدور الرئيسي لخبراء التغذية يتمثل في توعية المستهلك وتعريفه بالحد الأدني الذي يجب ان يحصل عليه الفرد كحد أدني للمعيشة وذلك من خلال التعريف بأهم السلع التي يحتاجها جسم الانسان ومدي ما تحمله هذه السلع من قيمة غذائية متكاملة.