التحليل الفني أصبح قضية خلال الفترة الماضية في السوق المحلي، والأسباب كثيرة، ولكن بعيداً عن الأسباب مازالت ردود الأفعال حول المقالات التي نشرت في "العالم اليوم" عن التحليل الفني تتواصل، مع اختلاف في المواقف تجاهها، فأغلب المستثمرين في السوق أيدوا فكرة وجود مشكلات تواجه التحليل الفني في مصر، وكذلك بعض من كبار الخبراء في السوق لن أذكر أسماءهم، وهي أسماء كبيرة لا يستطيع الصغار من "الخبراء الجدد" ان يصلوا لقدراتهم. آخر ردود الأفعال هو رد لأحد المحللين الفنيين الكبار علي صفحة كاملة، انتقد فيها المقالات، وجاء رده علي بعض النقاط موضوعياً، والبعض الآخر يفتقد تماما للموضوعية ويتسم بالسذاجة وكأن المقالات كانت هجوما علي أشخاص وليست نقدا لفكر وطرق في التحليل والتوجيه غير ان أهم ما استوقفني في رد المحلل الفني الكبير هو عدة نقاط أهمها أن فكرة عدم صلاحية التحليل الفني في مصر هو كلام هواة، وان البعض يصفق للتحليل الفني في الصعود ونهاجمه أثناء الهبوط. كما أن بعض الأكاديميين المحترفين في الولاياتالمتحدةالأمريكية ينتقد التحليل الفني من زاوية عدم صلاحية البيانات التاريخية في توقع اتجاهات السوق المستقبلية. وسنبدأ بالنقطة الأخيرة، والفارق الهائل بين السوقين المصري والأمريكي، فأولا لا يمكن مقارنة حجم السوق والبورصة المصرية مع أي من البورصات الأمريكية، لأن القيمة السوقية للبورصة المصرية ببساطة لا توازي تقريبا حجم شركة كبيرة واحدة في السوق الأمريكي، ومهما بلغت قوة شركات السمسرة في السوق الأمريكي فإنها لا تستطيع توجيه سوق يصل حجمه إلي تريليونات الدولارات، ناهيك عن الوقوع تحت مقصلة الرقابة الأمريكية وبالتالي فما ينتقده الخبراء الأمريكان من الممكن ان نختلف عنه في مصر، أما الزاوية الاخري التي ينتقدها "الهواة" من أمثالنا والتي اعترض عليها "كبير" خبراء التحليل الفني فهي فكرة صغر حجم السوق، وهيمنة الشركات الكبيرة، وانتشار المعلومات الداخلية ووصولها للكبار ومنهم بنوك الاستثمار المهيمنة، وبعض كبار المستثمرين واذا وضعنا حجم السوق الصغير جدا في الاعتبار مع تعملق بعض بنوك الاستثمار فإن التأثير يكون طاغياً. ورغم ذلك فإن الظروف الموضوعية فعليا قد تكون جاهزة لحدوث عملية تصحيح أو صعود للسوق، ولكن حجم هذا التصحيح أو الصعود يتأثر بتوجهات و"مصالح" وأكرر مصالح الكبار، وبالتالي فإن فكرة توجيه التحليل الفني للأسواق في مصر هي مسألة واردة مع توافر ظروف لذلك منها أولاً سيطرة 3 أو 4 شركات علي السوق ثانيا نقص الوعي لدي المستثمرين وانتشار الشائعات والتوصيات انتشار النار في الهشيم، وثالثا ان المصالح قد تكون واردة ورابعاً ان التوصيات العنية في سوق غير "كفء" هي توصيات غير "كفء" لأنها غير مبنية علي أسس صحيحة، وهناك أسباب اخري كثيرة. أما التحليل الفني الذي ننشره فإنه بعض الأحيان يكون اعلان مدفوع الأجر تتحمله شركة الوساطة، وننشر "لوجو" الشركة داخل التحليل الفني، أما توقعات السوق الأسبوعين ننشرها لأكثر من محلل فني وأحب أن أؤكد ان التحليل الفني وجد دعما من خلال "العالم اليوم" وكنا ننشر أكثر من تقرير لاكثر من محلل عن شركة واحدة وبالتالي فنحن لانصفق للتحليل الفني في الصعود ولا نهاجمه في الهبوط، ولكن التحليل الفني في سوقنا المحلي "مغرض" ويحتاج لرقابة أكثر. أما النقطة غير الموضوعية "الساذجة" في نقد المحلل الفني فهو قوله انه اذا كان للمحللين عصا سحرية تحرك السوق فلماذا لا تتعاقد الحكومة مع افضلهم لاصدار تقارير ايجابية لرفع الأسعار؟ والنكتة في هذه المقولة ان أي حدث لابد ان تتوافر له ظروفه الموضوعية، وكل سوق له ظروفه فما يمكن حدوثه في مصر قد يكون مستحيلا في الاسواق الكبري مثل لندن ونيويورك وباريس وطوكيو وحتي بعض الاسواق الناشئة التي تضخمت بشدة وعلينا ان نعرف ونعي ايضا ان الصعود له نهاية، والهبوط يرتبط غالبا بظروف موضوعية في الاقتصاد ولكن توجيهه وزيادة حدته قد تتأثر بالاحتكارات والهيمنة والمصالح. والتعليق الأخير اذا كان عدد الحاصلين علي دورات تحليل فني من الجمعية يصل الي 180 محللاً فنياً وهناك 100 عضو فلماذا يقتصر عدد المؤهلين علي التحليل علي 12 عضواً وهل هذه الدورات "فشنك" و"سبوبة" فقط والبحث عن دور في السوق ام انها تؤهل المحللين الفنيين فعليا والحقيقة ان هذه بعض النقاط التي وجب الرد عليها وهناك البعض الآخر لا يستحق الرد!! [email protected]