مسح عن سوق العمل أعده منتدي البحوث الاقتصادية يكشف:

ارتفاع الأجور.. وتحيز ضد المرأة.. وزيادة معدلات الهجرة الداخلية

أظهرت نتائج مسح حول سوق العمل أعده منتدي البحوث الاقتصادية بالتعاون مع مجلس السكان والجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء عن أن البطالة في مصر شهدت انخفاضا ملحوظا، حيث انخفض معدل البطالة من 11.7% في عام 1998 إلي 8.3% في عام 2006. وبالرغم من عدم امكانية المقارنة بطريقة مباشرة بين نتائج المسح في عام 2006 لما كان عليه الوضع في عام ،1988 فإنه باستخدام كل التعاريف الخاصة بالبطالة المتعارف عليها فإن انخفاض معدل البطالة في عام 2006 مقارنة بعام 1998 يظل قائما. وكانت قوة العمل قد بلغت في عام 1998 حوالي 17 مليون عامل وفقا لتعريف السوق أو 21 مليون عامل إذا أخذنا في الاعتبار التعريف الموسع لقوة العمل. أما في عام 2006 فقد وصلت قوة العمل إلي حوالي 22 مليون عامل، 26.8 مليون إذا اعتمدنا علي التعريف الموسع لقوة العمل وذلك كما جاء في المسح وبالرغم من أن معدل البطالة للإناث مازال يفوق معدل البطالة بين الذكور، فإن المسح أظهر واقعا في غاية الأهمية إلا وهو تساوي معدل انخفاض البطالة بالنسبة للذكور والإناث منذ عام 1998 وحتي 2006.
وتضمن المسح محاور رئيسية تناولت ديناميكيات العمالة والبطالة والأجور والشباب والانتقال من الدراسة للعمل، والهجرة والتعليم والقطاع غير الرسمي والمشروعات الصغيرة والنوع الاجتماعي وبلغ حجم العينة في 2006 8371 أسرة مقابل 3701 كان قد تم حصرهم في عام 1998. وجاءت نتائج المسح لتكشف الستار عن مفاجآت كثيرة من شأنها الاسهام في تعميق فهمنا لهذه الديناميكيات وصياغة أفضل للسياسات الاقتصادية والبرامج المختلفة.
وفسر د. راجي أسعد المدير التنفيذي لمجلس السكان تراجع البطالة بقوله إن الشريحة العمرية التي تراوح بين 15 19 سنة كانت أكبر في عام 1998 وهي الشريحة التي يسجل فيها أعلي معدل بطالة عادة بسبب ظاهرة البحث عن عمل للمرة الأولي بعدالتخرج. أما السبب الثاني فهو ان الشريحة العريضة من الإناث اللاتي كن يبحثن عن عمل في القطاع الحكومي في عام 1998 قد خرجن الآن من قوة العمل بسبب عدم حصولهن علي تلك الفرصة.
أما التوزيع الجغرافي لمعدل البطالة بين المحافظات فيعد من أكبر مفاجآت المسح ففي القاهرة الكبري شهد معدل البطالة في عام 2006 زيادة طفيفة مقارنة بمعدل 1998 ليصبح أعلي من المتوسط القومي، بينما كان الانخفاض الأكبر في معدلات البطالة من نصيب ريف محافظات الصعيد، يتبعه ريف محافظات الوجه البحري، حيث انخفض معدل البطالة فيهما بنسبة 45% و39% علي التوالي. وعلي الرغم من انخفاض معدل البطالة في مدن الوجه البحري مقارنة بعام ،1998 إلا أنه يعد أعلي معدل تم رصده خلال المسح، مسجلاً 13.2% في 2006 مقارنة ب 14.5% في 1998.
أما بالنسبة للتوزيع العمري للبطالة فلم يختلف بشكل كبير بين الفترتين، ويظهر المسح أن معدل البطالة في الشريحة العمرية 15 24 سنة هو الأعلي بين الفئات العمرية كلها، ويبلغ ذروته في سن العشرين لينخفض بطريقة ملحوظة بدءاً من سن 25 سنة لكل الفئات، باستثناء الإناث في الحضر في الفئة العمرية 25 29 سنة.
ويعد نمط البطالة مقارنة بمستوي التعليم من أكثر نتائج البحث إثارة للاهتمام، ففي عام 1998 تم رصد أعلي معدل بطالة بين فئة خريجي المدارس الثانوية الفنية، وكان أقل ارتفاعاً بين خريجي الجامعات والمعاهد، بينما كان أعلي معدل بطالة في عام 2006 من نصيب خريجي الجامعات، حيث تعتبر فئة خريجي الجامعات هي الفئة الوحيدة التي شهدت ارتفاعاً في معدلات البطالة بين عامي 1998 و 2006. وبالنسبة للانتقال من الدراسة إلي العمل، فإن سوق العمل المصري يواجه تحدا كبيرا لتوفير فرص عمل للفئة العمرية ما بين 20 24 والتي ارتفعت أعدادها الآن بشكل ملحوظ ووصلت إلي ذروتها، كما تدل نتائج المسح علي ان سوق العمل يشهد تحيزا لصالح الذكور من الشباب والذين تزداد فرص حصولهم علي عمل فور التخرج مقارنة بالإناث.
وبالنسبة لمعدلات التشغيل، فقد ارتفعت نسبة عمالة الرجال في سن العمل بشكل ملحوظ من 68% عام 1998 إلي 74.6% عام 2006. أما معدل عمالة النساء، فقد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً استكمالاً للاتجاه الصاعد في معدل النمو السنوي للعمالة من الإناث في الفترة عام 1988 1998. كما شهدت العمالة النسائية معدل نمو أعلي من معدل نمو العمالة بين الرجال، والذي بلغ 7.6% للنساء مقابل 3.9% للرجال.