[email protected] تلعب الشركات الصغيرة والمتوسطة دورا هاما في مجال تنمية وتوطين صناعة البرمجيات العالمية حيث تتميز هذه الصناعة بمحدودية متطلباتها لرأس المال بقدر ما تعتمد علي الاستثمار في العقول والكفاءات البشرية القادرة علي تعظيم القيمة المضافة وإنتاج برامج وحلول قادرة علي تلبية احتياجات الأفراد ومؤسسات الأعمال المستخدمة للحاسب الآلي. وفي إطار الاهتمام بالصناعات الصغيرة أكد ستيف بالمر الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت العالمية أن مايكروسوفت ستدعم شركات التكنولوجيا الصغيرة والمتوسطة من خلال مشاركتها في مبادرة الشركات الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات SECC" بهدف دعم وتنمية صناعة تطوير البرمجيات المحلية ورفع مستوي المعايير والمنهجية في هذا المجال وذلك من خلال توفير أدوات تطوير مايكروسوفت لخمسين مؤسسة صغيرة ومتوسطة تعمل في مجال تطوير البرمجيات. وستقوم مبادرة مايكروسوفت بتوفير أحدث منتجات وبرامج التطوير الموجهة لفرق العمل، وبالإضافة إلي أدوات البرمجيات سيتم توفير التدريب التقني علي استخدام هذه الأدوات والمنهجيات في العمل علي يد خبراء مايكروسوفت وشركائها المحليين كما سيتم توفير التدريب الاداري لكوادر هذه الشركات علي احدث طرق التسويق والإدارة بحيث يمكن ترويج منتجاتها علي المستوي العالمي. ونتصور أننا في حاجة ماسة لدعم دور الشركات الصغيرة والمتوسطة في مجال التنمية التكنولوجية وذلك من خلال تعظيم الاستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال - لاسيما التجربة الهندية والايطالية- وتنظيم سلسلة من الندوات التدريبية حول كيفية إنشاء المشروع الصغير وأفضل الوسائل التنظيمية لإدارته حيث من الواضح أن هناك العديد من الجهات الحكومية التي تؤمن بدور وأهمية تدعيم المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلا أننا لأسباب لا نعرفها لا يترجم هذا الإيمان الشفهي إلي أعمال فعلية ملموسة يشعر بها العاملون في مجال البرمجيات. فهناك آلاف الشباب الذين تم تأهيلهم وتدريب من خلال برامج التدريب التكنولوجي التي تقوم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ولديهم الأفكار والطموح الذي يتحطم علي صخرة نقص الإمكانيات المالية البسيطة والتي تتجاوز تقريبا عشرين أو ثلاثين ألف جميه تمثل مطلبا أساسيا حتي يمكن لهؤلاء الشباب شق طريقهم في سوق البرمجيات وليس ملايين الجنيهات كما يحصل عليها البعض ! نريد أن تأخذ المرحلة القادمة منحني التنفيذ الفعلي لدعم الصناعات الصغيرة في مجال البرمجيات وألا يقتصر الأمر علي مجرد استيراد بعض الخبراء لالقاء محاضرة وانتهي الموضوع دون ان يستفيد شبابنا اي شئ بل نريد أن يساهم كل من الصندوق الاجتماعي والاتحاد التعاوني وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات في إقامة عدد من الحضانات ولتكن حضانة واحدة علي مستوي كل محافظة تضم 10 مشروعات للشباب ويكون هناك اتفاق مسبق مع بعض شركات التكنولوجيا العالمية بحيث تعمل مشروعات الحضانات لصالح مشروعات إنتاجية معينة تستفيد منها الشركات العالمية سواء علي المستوي المحلي أو علي المستوي العالمي. ويمكن أن تستفيد هذه الشركات العالمية بطريقتين الأولي أنها ستبيع منتجاتها التكنولوجية اللازمة لاقامة المشروعات الجديدة بتلك الحضانات كذلك يمكنها الحصول علي احتياجاتها من مشروعات الحضانات بأسعار منخفضة مقارنة بالأسعار العالمية بحيث تكون هذه الحضانات بمثابة مراكز تطوير لمنتجاتها بدون أن تتحمل اي تكاليف أو أعباء وفي نفس الوقت تضمن مشروعات الحضانات استمرار نشاطها كذلك سوف يضمن الصندوق الاجتماعي استرداد أمواله بدون وجود نوع من المخاطر العالية وبالتالي فالجميع سيكون مستفيدا .