حقا.. كانت حرب اكتوبر 73 مفترق طرق بالنسبة لمصر والمنطقة العربية ولا خلاف علي ان هذه الحرب التي خاضتها مصر وسوريا في ان واحد استطاعت ان تهز المؤسسة العسكرية الاسرائيلية هزا فلجأت اسرائيل الي طلب العون المباشر من الولاياتالمتحدةالامريكية لتعويض الخسائر الفادحة في المعدات وخاصة الدبابات والطائرات حتي تتمكن من التوصل الي وقف اطلاق النار دون ان تسقط في منطقة الانهيار بوضوح ولكن الحرب الحقت بها الانهيار فعلا اذا استبعدنا الدعم المباشر من الولاياتالمتحدةالامريكية. وهنا وبعد مرور كل تلك السنين علي الحرب وبروز نتائجها السياسية والاقتصادية علي الساحة الاقليمية والدولية فضلا عن الساحة الداخلية في مصر فان التاريخ لابد ان يتوقف طويلا وبكل تقدير عند قرار الرئيس الراحل انور السادات بعدم الوقوع في فخ استمرار الصدام العسكري في وجود الدعم الامريكي المباشر ربما لجأ الرئيس السادات الي اقرار عملية تطوير الهجوم شرقا لتخفيف الضغط علي الجبهة السورية في الاسبوع الثاني من الحرب ولكنه كان قررا سياسيا ضروريا في ذلك الوقت رغم معارضة لبعض القادة الميدانيين واختلاف وجهات نظر المحللين له. ونذكر ان في الايام التالية لسقوط خط بارليف وتدمير معظم القوات الاسرائيلية علي الضفة الشرقية للقناة ركزت اسرائيل هجماتها علي الجبهة السورية بقصد الضغط للوصول الي مشارف دمشق لتحقيق توازن مع خسارتها علي الجبهة المصرية. ونذكر ان الرئيس السوري حافظ الاسد طلب من الرئيس السادات في ذلك الوقت وكانا شريكين في قرار شن الحرب ان يطور الهجوم علي جبهة قناة السويس لتضطر اسرائيل الي سحب جزء من قواتها علي الجبهة السورية وهو الامر الذي لم يكن مخططا له من قبل وفعلها السادات وترتب علي تطوير الهجوم وجود ثغرات بين الجيشين الثاني والثالث الميدانيين شمال السويس وجنوب الاسماعيلية في منطقة الدفرسوار استطاعات قوة اسرائيلية محدودة ان تنفذ منها الي الضفة الغربية ولم تستطع ان تتقدم شمالا الي الاسماعيلية فاتجهت جنوبا الي السويس ولم تستطيع ودخولها فانحصرت في مساحة محدودة من الارض غير قابلة للمناورة. واستغل الرئيس السادات وجود تلك القوات الاسرائيلية ليفرض وضعا سياسيا كان يطمح اليه منذ البداية وهو الوصول الي طريق مفتوح للتفاوض غير مصبوغ بالغطرسة الاسرائيلية المعتادة المتباهية بأنها قوة عسكرية لاتقهر. كان السادات يعلم ان الاستمرار في الحرب غير ممكن بسبب الظروف السياسية الدولية والقدرات التسليحية واستهلاك السلاح في المعارك بصورة يصعب استعواضها الا من دول منتجة للسلاح.. اسباب كثيرة واقعية دعت القيادة السياسية المصرية في ذلك الوقت الي اعتبار العمل العسكري مفتاحا لتحرير الارض وليس الوسيلة الوحيدة لهذا العمل الوطني المجيد.. ولنا عودة.