شهدت الفترة الماضية قيام العديد من البنوك بتأسيس صناديق استثمار جديدة علي أساس أنها احدي الأدوات التي تستطيع اجتذاب المزيد من العملاء والملاحظ أن إدارة تلك الصناديق غالبا يعهد بها لشركات غير البنوك المصدرة للصناديق ومن أهم تلك الشركات التي تقوم بإدارة الصناديق شركة هيرمس للأوراق المالية التي تدير 10 صناديق لبنوك مصر القاهرة، الاسكندرية، المصري الأمريكي (كريدي اجريكول) فيصل الاسلامي المصري الخليجي، الوطني المصري، الأهلي سوسيتيه جنرال (ثمار) الذي تم اطلاقه بداية الاسبوع الحالي. هذا الوضع يطرح تساؤلات حول هل هناك امكانية لتحقق التنافسية في ظل وجود إدارة واضحة لعدد من الصناديق وما هي المؤهلات التي تتيح لشركة واحدة إدارة كل هذه الصناديق، ولماذا لا تدير البنوك صناديقها بنفسها؟ منافسة قوية يقول د.عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار أن سوق صناديق الاستثمار يشهد منافسة قوية بين شركات إدارة الصناديق ولا تستطيع أن تقول إن هيرمس تحتكر هذا المجال لأنها تدير حوالي 8 صناديق من بين 30 صندوقا مطروحة في السوق ولكن لا أحد ينكر أنها شركة جيدة وصاحبة أداء جيد في السوق. ويشير عصام إلي أن اختيار شركة الإدارة يرجع في أحيان كثيرة إلي حملة الوثائق فمن حقهم طلب تغيير مدير الاستثمار 10،3 ما وجدوا أن مستوي ادانة ضعيفا مقارنة بمديرين آخرين. وحول مدي وجود منافسة حقيقية بين الصناديق في ظل قيام شركة واحدة بإدارة أكثر من صندوق لأكثر من بنك فيقول إن الشركة تدير الصناديق بنفس المنطق وبنفس الفكر ولكن هذا يختلف في حالة عما إذا كانت أهداف الصناديق مختلفة فهناك صناديق متوازنة وصناديق أسهم وصناديق (Mini Merkek) وصناديق مغلقة ولكنه يعود ويؤكد أن أداء الصندوق يتوقف علي مدير الاستثمار وشركة الإدارة. وعندما سألناه لماذا يسند البنك الأهلي إدارة الصندوق الثالث لشركة (اتش سي) بالرغم من امتلاكه لشركة لإدارة الصناديق قال د.عصام إن هذا لا علاقة له بمستوي أو مهارة شركة عن الأخري فالقصة كلها تتعلق بأن أصحاب الفكرة والممولين للصندوق حددوا شركة الإدارة وطلبوا من البنك أن يكون شريكاً في هذا الصندوق فشركة الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار تدير كل أنواع الصناديق للبنك الأهلي والقاهرة وشركات التأمين وشركة (hc) تدير أربعة صناديق لصالح البنك الاصلي وقريبا ستدير الصندوق الخامس للبنك. أما عادل كامل مدير استثماربشركة "اتش سي" لإدارة صناديق الاستثمار فقال بالنسبة لقيام شركة واحدة لإدارة أكثر من صندوق فإن هذا لا خوف منه وذلك لأن الصناديق مختلفة من حيث النوع وتكون الإدارة مشتركة لكل الصناديق ذات النوعية المشتركة وتوضع خطة واحدة بنفس النوعية فعندما تقرر الشركة شراء سهم معين فيتم شراؤه في نفس الوقت لكل الصناديق المتشابهة، فلا يوجد صندوق مميز أو أولوية لاحدهم علي الآخر. وعن العوامل التي يتوقف عليها أداء الصندوق يشير عادل إلي أن هناك عوامل تتعلق بمدير الاستثمار وأخري خارجية مثل نسبة الاستردادات من الصندوق ونسبة الاكتتاب للمؤسسات والافراد ونوعية المستثمرون بالاضافة إلي السياسة التي يتبعها المدير فمثلا عندما يكون المستثمرين أكثر من المؤسسات فهذا يحقق استقرارا أكثر من الأفراد. ويشدد عادل كامل علي أهمية اسم المؤسسة المصدرة للصندوق لأنها تؤثر في شكل وأداء الصندوق في السوق فالبنك المصدر عندما يعطي الاهتمام والرعاية للصندوق وقدرته علي تغطية قيمة الاستردادات وهذه القدرات تختلف من بنك لآخر وتؤثر علي أدائها. وحول امكانية قيام البنوك بإدارة صناديقها بنفسها. يقول لا يوجد ما يمنع من قيام البنوك بالإدارة ولكن في هذه الحالة يكون لشركات إدارة الصناديق الحق في اصدار صناديق باسمائها وبالنسبة لقيام الشركة بإدارة أكثر من صندوق مثل (HC) التي تدير 6 صناديق فكيف تقوم بذلك؟ يقول عادل كامل إن إدارة الصندوق تسند إلي شخص ينتمي إلي إدارة الشركة والتي تصب وتعمل في النهاية وفقا لسياسة الشركة. إدارة الصندوق في حين يوضح أحمد عطا مدير استثمار بشركة القاهرة لإدارة صناديق الاستثمار بأن أداء إدارة الصندوق يختلف حسب طبيعة الصندوق ومستوي المخاطرة والتسويق الذي يحققه البنك المصدر له من خلال كثرة فروعه وتتفاوت المخاطر عما إذا كان الصندوق (أسهم) فتكون مخاطرته أعلي أو بين الاسهم وأدوات العائد الثابت (مخاطرة أقل). أما الدكتور خليل نجيم العضو المنتدب لشركة القاهرة لإدارة الصناديق والرئيس التنفيذي للشركة. * فيقول إنه ليس من الغريب أو المستحيل أن تدير شركة واحدة عددا كبيرا من الصناديق فهذا يحدث في جميع أنحاء العالم فهناك شركة (الوفاء) وهي شركة عالمية في إدارة صناديق الاستثمار تدير صناديق بقيمة 700 مليار دولار ويتم الترويج لهذه الصناديق من خلال البنوك حيث إن قيام البنك بالتسويق لصندوقه يساعد كثيرا علي نجاحه. أما هاني حلمي رئيس شركة (الشروق) لتداول الأوراق المالية فيؤكد أن الخوف الحقيقي من سيطرة عدد قليل من الشركات علي معظم الصناديق في السوق في حالة اتباعها أسلوبا واحدا في الإدارة لذا لابد من دخول شركات جديدة للسوق تتجه نحو اتخاذ قرارات لصالح المستثمرين أما بالنسبة لهيرمس فقال إنها شركة معروفة بالكفاءات التي لديها سمعتها وأدائها وأسعارها في عمولة أداء الصناديق وكلها أسباب ساعدتها كثيرا علي جذب عدد كبير من الصناديق في السوق. ويؤكد هاني أن الدور الأكبر في أداء الصندوق يقع علي شركة الإدارة وليس الجهة المصدرة. ويوضح عبدالرحمن صلاح الدين رئيس شركة كابتكس كورب القابضة لإدارة الأوراق المالية أنه من الطبيعي أن يكون لكل بنك مصدر لصندوق أن يراقب أداء شركة الإدارة وتقوم بمحاسبة المدير وهذا من المفروض أن يدون داخل العقود المبرمة بين البنك وشركة الإدارة. ويشير عبدالرحمن إلي أن أداء الصندوق يختلف حسب رأسماله وقوته أما شركة هيرمس فترجع شهرتها إلي (الشطارة) في جذب العملاء وخاصة في التسويق لاجتذاب الصناديق وكفاءة إدارة العلاقات العامة.