تحقيق - محمود مقلد - مني البديوي علي مدار السنوات الماضية كانت يد الحكومة مهيمنة علي اتحادات الغرف التجارية والصناعية وذلك من خلال قيام الحكومة بتعيين رئيس الاتحاد وعدداً غير قليل من أعضاء مجلس الادارة، وهو الأمر الذي كان ينزع صفة "الأهلية" عن نشاطات الغرف التجارية والصناعية التي كثيراً ما طالبت برفع أية وصاية حكومية عن نشاطاتها. ومؤخراً أعلن المهندس رشيد محمد رشيد ان الحكومة ستكتفي بدعم ومساندة الاتحادات بعيداً عن السيطرة والمحاسبة وهو الأمر الذي وجد ترحيباً كبيراً من معظم قيادات الغرف التجارية والصناعية. في التحقيق التالي ننشر جميع الآراء التي تناولت هذه القضية ونبدأ بآراء أعضاء الغرف التجارية واتحاد الصناعات. أرحب بالفصل في البداية يؤكد جلال الزوربا رئيس اتحاد الصناعات انه يرحب برغبة المهندس رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة في فصل الغرف الصناعية والتجارية عن الحكومة مشيرا إلي أن اتحاد الصناعات بدأ في اعداد مشروع قانون جديد للانتخابات الداخلية يتماشي مع المتغيرات الحالية موضحا ان الوقت مناسب جدا ليدير القطاع الخاص شئونه بعيدا عن توجهات الحكومة وسيطرتها. مطالبنا الصناع بضرورة انتهاز الفرصة والاستعداد لاختيار قيادات تمتلك خبرة بمشاكل الصناعة مؤكدا ان موضوع فكرة فصل الغرف عن الحكومة هو مبدأ وتوجه عالمي تطبقه كل الدول المتقدمة واثبتت فاعلية كبيرة في حل مشاكل تلك الغرف وعن أثر ذلك علي قطاع الصناعة والتنمية قال رئيس اتحاد الصناعات ان هناك انعكاسات ايجابية كثيرة علي قطاع الصناعة أهمها وجود مناخ حر للقطاع الخاص يعمل فيه فالقرارات سوف تكون نابعة من الصناع والمشاكل سوف يحلها القطاع بنفسه بدون تدخل الحكومة مشيرا إلي أن القطاع الخاص في ظل الظروف الحالية وباعتباره الشريك الأول للتنمية في مصر كان يحتاج لمثل هذا القرار الذي يعطيه الحرية في اتخاذ القرار وادارة شئونه. التجربة هي التي تحكم شريف عبد الرحيم عضو اتحاد الصناعات عن غرفة مواد البناء يقول ان التجربة هي التي ستحكم علي قرار فصل الغرف الصناعية والتجارية عن الحكومة موضحا انه مع استغلال تلك المنظمات ومع انتخاب وليس تعيين رئيس الاتحاد لكن لابد ان يعمل ذلك تحت اشراف الحكومة فأنا مع الاستقلال بشرط المراقبة والدعم مضيفا ان الفصل هو السياسة الشائعة في العالم كله ولا يوجد أي تخوف من تطبيق ذلك. واضاف شريف يجب علي الصناع النظر في المقام الأول إلي مصالحهم ومصالح المجتمع واختيار القيادة التي ستساعدهم علي حل مشاكلهم وتكون حلقة الوصل بينهم وبين الحكومة والمجتمع لأن اختيار شخصية غير مؤهلة أمر سينعكس بالسلب علي قطاع الصناعة والاقتصاد المصري تحلل. نحن مع الاستقلال ممدوح زهران عضو مجلس ادارة اتحاد الصناعات "من الغرفة الهندسية" يقول نحن مع الاستقلال وهذه فكرتنا منذ فترة طويلة لكن للأسف جميع الوزراء السابقين كانوا يرفضون ذلك ونحن سعداء جدا بمبادرة المهندس رشيد وزير التجارة والصناعة وعن أهمية الفصل للقطاع الخاص قال زهران ان وجود رئيس منتخب وليس معيناً أمر سيتيح لنا حرية اتخاذ القرارات بعيدا عن توجهات الحكومة فمثلا معظم الرؤساء السابقين لاتحاد الصناعات كان ولاؤهم للوزير وليس للصناع باستثناء عدد محدود كان ولاؤهم للقطاع الخاص، مشيرا إلي أن ذلك لا يعني العمل بعيدا عن القوانين والحكومة فالقطاع الخاص يحتاج الحكومة والحكومة تحتاج القطاع الخاص وبالتالي فالعلاقة ستكون علاقة تعاون ومشاركة وليس رئيس ومرؤوس فالاتحاد قادر علي ان يحاسب نفسه ويحاسب الصناع علي مخالفة القوانين وبالتالي فلا يوجد أي تخوف من ذلك إلا في حالة وجود رئيس غير مؤهل وهذا لن يحدث في ظل رغبة الصناع في الاصلاح وتوفيق الأوضاع. المنظمات غير حكومية محمد صالح الشبراوي عضو مجلس اتحاد الصناعات من غرفة الاخشاب يقول ان الفصل كان لابد ان يحدث من زمان فالمفترض ان تلك المنظمات غير حكومية (أهلية) وبالتالي فلا يوجد أي مبرر لتدخل الحكومة في شئونها والرقابة عليها مشيرا إلي أن العديد من المنظمات الدولية كانت ترفض التعاون معنا باعتبارنا منظمات ذات صبغة حكومية حتي المنح كانت لا تمنح لنا بسبب تدخل الحكومة في تعيين وليس الاتحاد و3/1 الأعضاء الأمر الذي أدي إلي وجود العديد من الجمعيات والمنظمات المستقلة للصناع للاستعادة من العمل مع تلك المنظمات موضحا انه مع حرية اتحاد الاتحاد لقرارته وليس مع الوصاية الحكومية التي كانت ومازالت تجبرنا علي اعتماد محضر الاجتماع من الوزير وعن التخوف من مثل هذا القرار علي المجتمع ومحدودي الدخل والعمال قال الشبراوي ان الصناع هم جزء من المجتمع وجميع المصالح تهمنا وتتعلق بنا في المقام الأول فنحن نرفض القرارات الانفرادية ومع العمل تحت مظلة القانون والتخوف الوحيد من ذلك هو أن تكون العضوية غير ملزمة بالقانون وهذا اعتقاد بأنه انه لن يحدث فنح