سعر الذهب اليوم السبت محليا وعالميا في الصاغة.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير (تفاصيل)    الرئيس اللبناني يعلق على إمكانية دخول بلاده الحرب ضد إسرائيل    ترامب يتراجع: سأمهل طهران أسبوعين كحد أقصى حتى يعود الإيرانيون إلى رشدهم    الوداد المغربي يعلن رسميا ضم المهاجم السوري عمر السومة    أردوغان ورئيس وزراء أرمينيا يبحثان تطبيع العلاقات بين بلديهما    تحديد أول الفرق المودعة ل مونديال الأندية 2025    إنقاذ والدة الطالب يوسف والبحث عن طليق اليوتيوبر لولا فاني أسفل أنقاض حدائق القبة (صور)    أصالة عن تحضيرات ألبومها الجديد: بنام في اليوم ساعتين منذ 3 أسابيع (فيديو)    العربي للدراسات: إيران نجحت في زعزعة استقرار إسرائيل والرد كان مفاجئا وموجعا    أحمد سامى ل معكم: مصر من أغنى دول العالم فى تنوع مواقع التصوير    120 عملا فنيا بتقنيات متعددة في معرض لقصور الثقافة بالإسكندرية    «انتوا عايزين إيه؟».. شوبير ينتقد جماهير الأهلي بسبب المدرب واللاعبين    في اليوم العالمي اللاجئين.. تعرف على جهود مصر    سيدة في سوهاج تقفز بطفلتها من الطابق الأول هربًا من اعتداء شقيق زوجها    ماس كهربائي وراء حريق مخزن خردة في البدرشين    العوضي: فهد البطل ينافس ضمن قائمة الأعلى مشاهدة على مستوى العالم    يسري جبر: الابتلاء لا يتنافى مع العبادة بل هو رفعة الدرجات    النائب عماد خليل يكتب: موازنة الدولة الأكبر للحماية الاجتماعية    محافظ كفر الشيخ يوجّه بإصلاح كسر خط المياه المغذي ل معدية رشيد والجنايدة    وفاة رئيسًا للجنة امتحانات ثانوية عامة متأثرًا بإصابته في حادث بأسيوط    محافظة الإسماعيلية تنظم ندوة توعوية حول التأمين الصحي الشامل    بعد صفقة جارسيا.. برشلونة يعيد هيكلة مركز حراسة المرمى    أستون فيلا يلمح لرحيل مارتينيز    طلب مناقشة أمام "الشيوخ" بشأن التنمر والعنف المدرسي الأحد    رئيس وزراء صربيا يشيد بمكانة دير سانت كاترين التاريخية والدينية    العد التنازلي بدأ.. جدول امتحانات الثانوية السودانية 2025    نقابة محامي المنيا تستطلع رأي الجمعية العمومية بشأن الإضراب العام والاعتصام بالمحاكم    56 عامًا على رحيله.. ذكرى وفاة الصوت الباكي الشيخ محمد صديق المنشاوي    كسر مفاجئ يقطع المياه عن معدية رشيد والجنايدة.. ومحافظ كفرالشيخ يوجّه بإصلاحه واستئناف الضخ التدريجي    إيران تعتقل عميلين أجنبيين للموساد فى كرج غربى طهران    مصرع شاب سقطت على رأسه ماسورة ري بالوادي الجديد    مصر تعرض فرص تشغيل مطاراتها على كبرى الشركات العالمية    المشهد الأخير.. هل يُنهي التصعيد بين إسرائيل وإيران الحرب في غزة؟    أزمة نفسية تقود عامل لإنهاء حياته شنقا في الهرم    إدراج جامعة سيناء بتصنيف التايمز 2025..    مكافأة تشجيعية للمتميزين وجزاءات للمقصرين في المنشآت الصحية بالدقهلية    خطيب الجامع الأزهر: الإيمان الصادق والوحدة سبيل عزة الأمة الإسلامية وريادتها    مانشستر يونايتد يراقب نجم بايرن ميونيخ    ضبط 12 طن دقيق مدعم في حملات على المخابز خلال 24 ساعة    مجلس الاتحاد اللوثري: خفض المساعدات يهدد القيم الإنسانية والتنمية العالمية    إزالة 93 حالة تعد بمراكز ومدن أسوان ضمن الموجة ال 26    دون تأثير على حركة الملاحة.. نجاح 3 قاطرات في إصلاح عطل سفينة غطس بقناة السويس    أحمد سعد بعد تعرضه لحادث وتحطم سيارته: "أولادي وزوجتي بخير"    بسبب دعوى خلع.. الداخلية تكشف تفاصيل فيديو اعتداء سيدة على أخرى بالدقهلية    الصحة: فرق الحوكمة والمراجعة تتابع 392 منشأة صحية وترصد تحسنا بمستوى الخدمة    محافظ الإسكندرية يشهد فاعليات الحفل الختامي للمؤتمر الدولي لأمراض القلب    إيران تلقى القبض على 35 جاسوسا لإسرائيل فى همدان ومسجد سليمان    طائرة في مران ريال مدريد استعدادًا لمواجهة باتشوكا    حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن الأقصر    أسرار استجابة دعاء يوم الجمعة وساعة الإجابة.. هذه أفضل السنن    حسن الخاتمه.. مسن يتوفي في صلاة الفجر بالمحلة الكبرى    الإسلام والانتماء.. كيف يجتمع حب الدين والوطن؟    إدراج 20 جامعة مصرية في النسخة العامة لتصنيف QS العالمي لعام 2025    بدءا من أول يوليو| تعديل رسوم استخراج جواز السفر المصري "اعرف السعر الجديد"    بنجاح وبدون معوقات.. ختام موسم الحج البري بميناء نويبع    بعد قرار الحكومة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية 2025 للموظفين    أتلتيكو مدريد يفوز على سياتل ساوندرز في كأس العالم للأندية    الاتحاد الأفريقي يعلن مواعيد دوري الأبطال والكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اقتصاد نفسي
رحلة اكتمال نجيب محفوظ
نشر في العالم اليوم يوم 31 - 08 - 2006

أعلن ذات مرة أنه يحب البهجة ويحب أيضاً الموت، لأنه جزء أساسي من الحياة.
وأعلن أكثر من مرة أن حيرته الأولي والأخيرة تتمثل في أن البشرية لم تستطع التوصل إلي نظام سياسي يجمع بين الحرية والعدل معاً، بين الديمقراطية والوفرة في آن واحد.
وحين بلغ إعجاب أبناء جيلي بالأستاذ حداً يفوق الوصف، كنت أعلم عن نفسي أني كاتب عاطفي لذلك آثرت الابتعاد عن الدوران في فلكه، ولم أنضم أبداً إلي دائرة المريدين، تماماً كما ابتعدت مع كامل الحب والاحترام من دائرة الجميل الرقيق الحاد صاحب البصيرة يوسف إدريس، فلم أكن مستعداً للدوران في فلك أي نجم مهما كبر حجمه، فمسئولية الدوران في فلك أي كائن مسألة حذرنا منها العظيم حقاً وصدقاً إحسان عبد القدوس.
ولكن ظلت قراءة نجيب محفوظ في كل حرف يكتبه هي أمر يقترب من احترام النفس، فقد قرأت أولي رواياته التي وقعت في يدي "زقاق المدق" وأنا في الثانية عشرة، ثم قرأت بعدها كل حرف من حروفه، لأنه كان يهديني عالما أحبه وأجهله هو عالم الحارة المصرية بالقاهرة، فأنا ابن الإسكندرية، وحين كتب "الشحاذ" كنت عاشقا للموقف الذي دار بين البطل وبين تمثال سعد زغلول، وكنت أحب تمثال سعد كقطعة فنية تحمل كل تطور الفن، وتحمل في آن واحد ملامح الفرعونية في هذا الفن الصعب والقاسي، فن النحت.
ولست أنسي ما حييت كيف فضلت قراءة الثلاثية عن المذاكرة لامتحانات الثانوية العامة، لأن الرواية بأجزائها الثلاثة لم تقع في يدي إلا قبل الامتحان بأسبوعين، وقلت لنفسي "إن قراءة هذه الرواية بأجزائها الثلاثة يمكن أن تشرح كل العلوم حتي الكيمياء". وتعجب الأهل من ذلك، لكن أحداً لم يتدخل في أموري، وأخذت أقرأ فصلا في الرواية ثم أجد ما يربطه بعلم من العلوم المقررة، ولكني وقفت أمام الميكانيكا، فلم يستطع مخ السابعة عشرة أن يعثر علي علاقة بين الميكانيكا وبين شخصيات الرواية، وما أنقذني من الحيرة هو وجود كتاب الكيمياء العضوية علي المكتب لحظة غرقي في الحيرة، فقد كان الكتاب يتحدث عن الفارق بين الكيمياء التي تدرس تفاعل المواد داخل الجسم البشري أو داخل أي كائن حي، وبين الكيمياء التي تدرس التفاعل بين المواد المستخرجة ونستعملها في التجارب، الفارق أن كيمياء التفاعل داخل الجسم تتمتع بقوة مجهولة تسمي القوي الحيوية، بينما الكيمياء التي نستخرجها ونستعملها في المعامل لا توجد بها قوي حيوية، ولم يكشف أحد حتي كتابة كلماتي تلك أسرار القوي الحيوية. ولكن نجيب محفوظ نقل تلك القوي الحيوية إلي كلماته.
لعله الآن وهو بين يدي ربه يعلم أن رحلة "عبد ربه التائه" انتهت فقد وصل عبد ربه إلي اليقين.
لقد اكتمل نجيب محفوظ، وأصر علي أن يمهد لموته بمرض طويل كي لا يتركنا بمفاجأة قاسية فهو الرقيق حتي في اكتماله.
اللهم ارحمنا بأن نقدس العمل مثلما قدسه الرجل الجميل الراقي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.