إذا لم تكن لك واسطة في مصر الاَن فلا عمل ولا وظيفة ولا استقرار.. إن المسئولين في كل المواقع يعينون أقاربهم وقليلا ما تتاح فرصة لإنسان لأن يعمل دون سند من أحد.. وهذه رسالة دامية من موظف بإحدي شركات البترول يتحدث عن مظاهر الخلل في التعيينات وهناك طابور من أصحاب العقود المؤقتة ينتظرون قرارا بالتعيين بينما يهبط عليهم العشرات بقرارات تعيين فورية لأنهم أقارب مسئولين كبار.. إنها صرخة من العاملين في الشركة المصرية لتوزيع الغاز الطبيعي أضعها أمام المهندس سامح فهمي وزير البترول. السيد الأستاذ/ فاروق جويدة تحية طيبة وبعد،،، سيدي الفاضل أكتب إليك اليوم لأعبر لك عن مدي الفساد الذي استشري في جسد هذه الأمة حيث طال هذا الفساد قطاعا مهما من قطاعات الدولة كنا نحسبه من أفضل القطاعات لدينا ألا وهو قطاع البترول أمل مصر في السنوات القادمة.. فنحن يا سيدي نعمل في إحدي شركات قطاع البترول وهي الشركة المصرية لتوزيع الغاز الطبيعي إلي المدن "تاون جاس" التحقنا بها بنظام العقود المؤقتة والمحددة بمدة قابلة للتجديد ويوجد بيننا من أمضي نحو خمس سنوات ويزيد قليلا دون تثبيت أو مساواتنا بزملائنا المثبتين سواء في الأجر أو المعاملة حيث نحصل علي راتب أقل مما تتخيله يا سيدي أو يتخيله من يعرف أننا نعمل في هذا القطاع الكبير رغم مسئوليتنا الكبيرة حيث إن الغالبية العظمي منا متزوجون ولديهم أطفال ولا يوجد مصدر اَخر للرزق الذي نسعي إليه.. ولكن يا سيدي في السنة الماضية فقط تم تعيين جزء بنظام العقود مثلنا تماما ولكنهم من أقارب رئيس الشركة وأقارب المدير المالي بالشركة وأقارب مسئولين كبار في وزارة البترول تم تعيينهم بعقود لمدة أربع سنوات مثلنا ولكن بعد مرور عام علي التحاقهم بالعمل تم تثبيتهم ياسيدي بقرار فردي لكل واحد منهم ونحن لأننا بلا واسطة أو أقارب كبار في الدولة لا نملك من أمرنا شيئا وعندما حاولنا أن نطالب بالمساواة بيننا وبينهم هددونا بالطرد من الشركة إذا تكلم أحد في هذا الموضوع وقالوا لنا احمدوا ربنا إننا شغلناكم ممكن نمشيكم ونجيب ألف غيركم!! فهل هذا هو العدل يا سيدي الذي نحلم به في بلد حر نتساوي فيه أمام القانون ظاهريا.. حيث إننا حاولنا جاهدين المساواة بيننا وبين زملائنا المثبتين الذين يقومون بنفس الأعمال التي نقوم بها بل نحن دائما نقوم بأعمالهم أيضا وذلك لأننا مهددون دائما بتقارير عدم الصلاحية إذا لم نعمل كالسخرة التي كنا سمعنا عنها. فهل من مجيب لنا ولشكوي مجموعة من الشباب الذي يسعي جاهدا إلي الكفاح بشرف وأمانة. في النهاية أود أن أشكر لكم سعة صدركم لنا وللشكاوي التي لم نجد من يسمعها أي مسئول في الدولة بداية من الوزير ونهاية برئيس الشركة ولكننا نتمني أن تقف معنا وتساعدنا علي توصيل تلك الشكوي إلي أي رفيق بنا وبعائلاتنا وأطفالنا. نرجو منك سيدي الاهتمام بهذا الخطاب الموجه من مئات العاملين بهذه الشركة لرجل اعتدنا أن نري منه مواقف جادة في وجه الفساد والمفسدين في هذا البلد. ولسيادتكم وافر الشكر والاحترام.