جاء التشكيل الجديد لوزارة التضامن الاجتماعي لتجمع بين هيئات الدعم الذي تقدمه الدولة للمواطنين بنوعيه المادي والنقدي في محاولة لإيجاد شكل جديد للعلاقة بين محدودي الدخل والمواطن بعد ان اتسمت بالخصومة في السنوات الماضية بعد ان شعر الكثير من المحتاجين لهذا الدعم بعدم جدواه وان جزءاً كبيراً منه يذهب لغير المحتاجين له. كان ذلك علي رأس حوار أجراه العالم اليوم "الأسبوعي" مع د.مصيلحي الذي أكد ان الهدف هو وصول الدعم لمستحقيه ومساندة الأسر الأولي بالرعاية موضحا انه يرفض حاليا التحول الي الدعم النقدي مشيرا الي ان العلاقة الجديدة بين الدولة ومحدودي الدخل بدأت تظهر علي أرض الواقع في إطار عقد اجتماعي جديد وقال ان هناك 820 الف اسرة اولي بالرعاية يتم التعامل معها والمستهدف 2 مليون اسرة. ونفي د. المصيلحي أن تكون قرارات توريد القمح قد اضرت بالمزارعين وقال ان ارقام التوريد افضل رد علي مثل هذه الاتهامات كما كشف عن قيام فريق عمل من الوزارة بدراسة تعديلات قانون الجمعيات مؤكدا انه لا تراجع ابدا عن البند الخاص بالحصول علي المعونات والمنح الخارجية بعيدا عن علم الوزارة. * ما الذي قامت به هذه الوزارة بهيكلها الجديد منذ انشائها قبل نحو ثمانية أشهر؟ ** الوزارة عملت علي ان تكون هناك رؤية واضحة لتنمية ودعم والتوجه نحو الأسر الأكثر احتياجًا وأهم محور نعمل علي تحقيقه هو وجود قاعدة بيانات دقيقة ومعرفة للفئات المستحقة له حتي تحقق أحسن استغلال للموارد المتاحة لها وتخرج لنا أفضل النتائج الايجابية. ومنذ عمل الوزارة صممنا نموذجا لقياس ما يسمي احتياجات الأسرة بطريقة غير مباشرة وغير معتمدة علي الدخل والإنفاق بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء ومركز معلومات مجلس الوزراء ومركز البحوث الجنائية واستعنا بدراسات معهد التخطيط والبنك الدولي واظهرت المناطق الجغرافية الأشد فقرا. وتم بعدها عمل نموذج يسمي نموذج استهداف الدعم علي 42 ألف أسرة لمعرفة الأوزان المرجحة ل95 متغيرا وتم من خلال أساتذة متخصصين في مجال ادراسات الاجتماعية والاقتصادية بحيث يمكن القياس بطريقة غير مباشرة للمستوي الذي تقع فيه الأسرة، وهل ضمن ال10% الاكثر فقرا أو الاقل وهكذا وسينتهي العمل في تحديد الأوزان النسبية للعناصر المكونة لنموذج القيس الاجتماعي والاقتصادي وسيبدأ مسح جغرافي فعلي للمناطق الاكثر احتياجا. واؤكد انه سيحدث نقلة كبيرة للوزارة من كونها مجرد جهة للمنح والهبات الي تنمية حقيقية لسد احتياجات هذه الأسرة. المشردون * وكيف سيتحقق ذلك؟ ** بحلول شهر فبراير القادم سيكون قد تم الانتهاء من عمل مسح شامل علي كل محافظات الجمهورية لتحديد كل الأسر المحتاجة علي مستوي الدولة وحتي هذا التاريخ سنبدأ من الآن في عمل حزمة خدمات للمناطق المعروفة سواء كانت لديها بطاقات تموينيه أو تمويل أو مراكز إيواء وسكن أو مراكز طبية. * وهل هناك خطة مستهدفة لاعداد هذه الأسر؟ ** الاعداد المتاحة الآن 820 الف أسرة ولدينا هدف للوصول 2 مليون أسرة هي الأولي بالرعاية. * وماذا عن المشردين الذين كثرت اعدادهم في الفترة الأخيرة؟ ** ظاهرة التواجد في الشوارع موضوع تتولاه أكثر من جهة وزارة التضامن الاجتماعي والمركز القومي للأمومة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية وادعي أن هناك جهداً ليس بالقليل في هذا التوجه لكنها مشكلة مركبة أحد أسبابها التسرب من التعليم ولن ندعم أي أسرة بعد ذلك إلا بشرط الزامها بتعليم أطفالها، أما الأطفال مجهولو النسب باعتبارهم أحد العوامل الرئيسية لهذه الظاهرة فترجع إلي ان كثيراً من الجمعيات ليس لديها مأوي لمن يزيد علي 18 سنة أو انه بحكم القانون عند عدم التوفيق في التعليم عند سن 18 سنة لا يظل في المؤسسة، وحدثت هذه الظاهرة في قرية الأطفال "SOS" المنشأة منذ 30 عاماً ومع الأسف الذين تخرجوا فيها الكثير منهم الآن في الشارع، ويجب علي الأقل ان نتولي هذه الفئات المهمشة برعايتها وتوفير مسكن أو عمل لهم، ولكن تتم هذه الخدمة بناء علي تحديد المستفيد، وقد أجري ولأول مرة هذا العام المركز القومي للطفولة احصائية عن ظاهرة أطفال الشوارع لمعرفة أماكن تواجدهم. وسأعيد تبويب الميزانية الخاصة بالوزارة حتي يكون لكل مصروف هدف معين موجه له. فبناء علي حجم الاحتياج يجب ان توضع الإمكانيات.