اكد بعض رؤساء شركات المقاولات استعدادهم للدخول في مشروعات كبري بالخارج شريطة ان يكون هناك كونسورتيوم بين شركات المقاولات المصرية من اجل تكوين كيان عملاق يستطيع ان ينافس بقوة شركات المقاولات العالمية ويقيم مشروعات كبري في الخارج. اشترط رؤساء الشركات ان تتاح تيسيرات اكبر لشركات المقاولات ونسف الروتين الذي يعرقل نشاطها بالاضافة إلي ايجاد بنية تشريعية وعمالة مدربة كي تستطيع تلك الشركات ان تكون جاهزة للقيام بمشروعات خارجية في أي وقت خاصة في اعادة اعمار لبنان والعراق. بداية يقول المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس ادارة شركة المقاولون العرب ان قطاع المقاولات المصري بشكل عام وشركة المقاولون العرب بشكل خاص جاهزان وبشكل فوري والتدخل السريع للقيام بأعمال المقاولات والانشاءات في أي وقت وأي مكان اذا دعت الضرورة لذلك مشيرا لقيام الشركة ببناء كوبري مؤقت في الصومال عام 1997 اثناء الحرب الاهلية هناك وكذلك بعض المشروعات بالعراق مثل بناء وترميم العديد من الكباري. وعن الدور المصري لاعادة اعمار لبنان يؤكد ابراهيم محلب ان شركة المقاولون العرب لها تجارب سابقة في المنافسة والدخول للأسواق الخارجية سواء مع الدول العربية او الافريقية وكذلك مع لبنان والتي بلغ حجم أعمال شركة المقاولون العرب بها في العام الماضي ما يقرب من 20 مليون دولار وكان آخرها محطة صرف صحي في صيدا منذ شهرين. واضاف محلب ان قرب الموقع الجغرافي بين مصر ولبنان من شأنه تسهيل نقل المعدات عن طريق البحر وسهولة ربط جسر بحري بالاضافة لتوافر الايدي العاملة المصرية المدربة من شأنه يؤدي لنجاح المنافسة ويوضح محلب ان التحالفات بين شركات المقاولات "ان توافرت" قوة مضافة وتؤدي إلي كيان اقتصادي قوي في المشروعات العملاقة سواء في الداخل أو الخارج مثل التحالف مع شركة أوراسكوم في مشاريع داخلية مثل الخط الثالث لمترو الانفاق أو الخارجية مثل بعض المشاريع العملاقة في أفريقيا وخاصة نيجيريا. مشيرا إلي أنه سيزور لبنان خلال هذا الاسبوع للتعرف علي المنشآت التي يمكن لمصر اقامتها. وعلي جانب آخر يؤكد مهندس فتح الله فوزي رئيس مجلس إدارة شركة مينا للتجارة والمقاولات ورئيس رابطة المستثمرين العقاريين أن مصر لها فرص جيدة في المنافسة ولكن في الاسواق الافريقية مثل الجزائر وليبيا والسودان وأثيوبيا أكثر من الاسواق العربية الأخري مشيرا إلي أنه رغم تقدم مصر في هذا القطاع داخليا إلا أنها لا تستطيع حتي الآن المنافسة الخارجية خاصة في الدول الخليجية وبلاد الشام (سوريا ولبنان). ويرجع فتح الله عدم قدرة قطاع المقاولات المصري علي المنافسة الخارجية إلي بطء الاجراءات في التسهيلات وتراخيص البناء وتصاريح المباني وكذلك تباطؤ اتخاذ القرارات لأية مشكلة طارئة وذلك علي العكس من دول أخري تساعد شركاتها للنهوض بالداخل واعطائها الفرصة كاملة لتتمكن من الانطلاق للأسواق الخارجية مشيرا إلي أن أي شركة تنطلق للأسواق الخارجية تبدأ بنجاحات في بلد منشأها تساعدها في تحقيق طفرة في اقتصادياتها. وأوضح فتح الله أن هناك بعض الدول الخليجية سبقتنا في قطاع المقاولات مثل الامارات حيث توافرت لها عدة مقومات منها البيئة التشريعية المناسبة وسهولة الإجراءات بالاضافة إلي توافر الأيدي العاملة الرخيصة نسبيا من الهند وباكستان. وعن إمكانية منافسة الشركات المصرية لإعادة إعمار لبنان أشار فتح الله الي ان لبنان منفتح علي العالم الخارجي بشكل كبير ومن الصعب علي الشركات المصرية الدخول في تلك المنافسات. ويشدد فتح الله علي أهمية السوق الإفريقي الواعد وانه بمثابة نقطة انطلاق شركات المقاولات المصرية. ويضيف فتح الله انه من الصعب عمل تكتلات في قطاع المقاولات المصري للمنافسة الخارجية. ويشاركه في الرأي المهندس هشام السيد منسق المشروعات بشركة أبناء مصر للتعمير "أبناء حسن علام" حيث يقول إن شركات المقاولات المصرية لا تستطيع المنافسة الخارجية في هذا التوقيت لضعف مستوي الإدارة والمعدات علي العكس من الشركات الأجنبية الأخري. ويضيف هشام السيد ان المجلس التصديري السلعي يحاول حل مشاكل صناعة التشييد لتمكينها من المنافسة الخارجية ومن المنتظر ان يكون للمجلس أدوار مهمة لقطاع المقاولات للمنافسة. ويري هشام السيد ان الفرصة الوحيدة لشركات المقاولات المصرية هي تكوين تحالف بين تلك الشركات "كونسورتيوم" يمكنه مواجهة المنافسة الشرسة مع الشركات الأجنبية والخليجية الأخري من أجل إقامة مشروعات خارجية عملاقة خاصة إذا أراد قطاع المقاولات المصري التوغل في إعادة إعمار لبنان.