[email protected] نتفق علي أن شبكة الإنترنت في طريقها لتصبح الوسيلة الأولي للحصول علي المعلومات وأنها الآن تعد أحد أسرع آليات نقل وتداول البيانات - سواء بين الأفراد أو مؤسسات الإعمال - وربما تكون في أحيان كثيرة أسرع من التليفزيون والإذاعة هذا بجانب الزيادة المطردة في إعداد مستخدمي الإنترنت بشكل غير مسبوق ودورها في التعيير عن الآراء ونقل الحقائق. ولعل انتشار الإنترنت اعتمد في بدايته علي ما توفره الشبكة من مزايا يصعب علي اي وسيلة أخري مجاراتها إلا انه يبدو أن لكل وسيلة إيجابيات وسلبيات تكشف عنها التجربة ودورنا نحن أن نحاول تعظيم الإيجابيات وتحجيم السلبيات وإذا كنا نطالب ونشجع زيادة قاعدة مستخدمي الإنترنت فائق السرعة " البرود باند " علي المستوي المحلي فان هذا لا يعني أن يكون هناك نوع من العشوائية في سوق تقديم خدماتها بما يؤثر سلبيا علي حقوق المستخدمين في المقام الأول. واستمرارا لحديثنا عن المشاكل التي يتسبب فيها نظام اعتماد شركات تقديم خدمات الانترنت ISP علي بعض الشركات "الوكيلة" لتوزيع اشتراكات البرود باند نيابة عنها وما ينجم عن ذلك من مشاكل يقع ضحيتها المستخدم النهائي نعتقد أن الأمور تحتاج إلي وضع مجموعة من القواعد المنظمة لهذا السوق حيث إن هناك حاليا 5 شركات لتقديم خدمات الانترنت مصنفة من الفئة A بعد شراء شركة "تي داتا" لشركة "نيل أون لاين" ومن ثمة فانه يمكن أن تتفق هذه الشركات فيما بينها لوضع تسهيلات تسمح بحرية المستخدم في الانتقال من شركة لأخري دون إجراءات معقدة تؤدي في النهاية إلي خروج المستخدم من السوق رغم احتياجه إلي خدمات البرود باند وهو بالتأكيد يعني خسارة لجميع أطراف السوق. كذلك من المهم أن يطلب جهاز تنظيم الاتصالات من اي شركة تعلن توزيعها لخدمات "البرود باند " أن توضح للمشتركين من هي الشركة التي تمثلها وكيلة لها بحيث يكون المستخدم ملما بجميع المعلومات ولا يتعرض لعمليات تضليل من اي نوع مع ضرورة وجود عقد موحد تلتزم به هذه الشركات يحدد بصورة كبيرة التزامات وحقوق جميع الأطراف شركات ISP والمستخدم والشركات صاحب حق التوزيع وبما يضمن حق المستخدم في الحصول علي خدمات البرود باند بصورة دائمة طالما أنه يقوم بسداد قيمة الاشتراك علاوة علي تحديد مسئولية تقديم خدمات الدعم الفني للمستخدمين وتكاليفها عبر شروط واضحة وغير قابلة للالتباس أو التلاعب من اي طرف. في النهاية نتصور أن تنمية سوق خدمات البرود باند في حاجة ملحة إلي بناء تحالفات أو بمعني أصح اندماجات جديدة بين الشركات العاملة في هذا السوق وليس إلي تفتيت هذا السوق بما يحدث من تصرفات وممارسة غير مقبولة من بعض الأطراف تؤدي في النهاية إلي تراجع هذا السوق بدلا من العمل علي دعمه وتطوير خدماته وتعظيم القيمة المضافة كأحد متطلبات بناء المجتمع الرقمي.