[email protected] تشفير البيانات... السداد الالكتروني... أمن المعلومات الخاصة بالمؤسسات... التوقيع الكتروني كلها مصطلحات تكنولوجية يعرفها جيدا الخبراء العاملون في هذا المجال ويثقون في كفاءتها لإتمام المعاملات الالكترونية بصورة جيدة سواء ما يعرف بخدمات الحكومة الالكترونية أو التجارة الالكترونية. إلا أن المواطن العادي مازال يجد في هذه المفاهيم الكثير من الغموض الناجم عن نقص المعرفة مما يولد شعورا داخليا بالخوف والهاجس النفسي الذي يجعله دائما في حالة تشكك وريبة من الاعتماد علي الأدوات التكنولوجية للحصول علي العديد من الخدمات بصورة الكترونية. ومؤخرا استضافني برنامج "شارع الكلام" بقناة النيل الثقافية للحديث حول خدمات مشروع الحكومة الالكترونية بصورة عامة إذ من المؤكد أن أي شخص الآن بإمكانه شراء تليفون ثم توصيله بالموصل الخاص به دون الخوف من عدم تشغيله، وأنت تفترض أنك ستسمع رنين الحرارة عندما ترفع سماعة التليفون، وأنك ستسمع من علي الطرف الأخر بمجرد إتمام الإتصال وأنا أتوقع أن ترسل لي شركة التليفونات فاتورة الاستهلاك كما تعودت واتفقنا إلا أن بعض مستخدمي الكمبيوتر الآن يصدرون أمر القيام بعملية ما وفي داخلهم شك في ألا يمكنه إتمامها إما بالسرعة المفترضة أو بالدقة المطلوبة! وبالطبع فان هذا التخوف وعدم الثقة في جهاز الكمبيوتر ما زال يعبر عن نوع من الاختلال في العلاقة بين الكمبيوتر ومستخدمه ويجعل الكثير من المستخدمين يحجمون علي استخدام الكمبيوتر وبالتالي يكون هناك حاجز نفسي لديهم يجعلهم يعزفون عن استخدام الكمبيوتر بعكس ما يحدث مثلا مع جهاز التليفون المحمول أو التليفزيون. ونتصور أن لب الموضوع يكمن في أن المستخدم المحلي لا يحصل حتي الآن علي خدمة مباشرة من خلال جهاز الكمبيوتر علي غرار ما يحصل عليه من الأجهزة الأخري "التليفون المحمول" أو مقارنة بما يحصل عليه المستخدم في الدول المتقدمة تكنولوجيا إذ أن الكمبيوتر في حد ذاته لا يمثل قيمة مضافة حقيقية للمستخدم وإنما التطبيقات والحلول التي تعمل عليه هي التي تمثل هذه القيمة المضافة للكمبيوتر علاوة علي ندرة الخدمات الجديدة التي يمكن للمستخدم الحصول عليها من شبكة الإنترنت وهنا يجب أن نتحدث عن الدور الحكومي الهام للتوسع في مشروع الحكومة الالكترونية وتنويع خدماته لخلق الطلب الفعال علي جهاز الكمبيوتر وشعور المستخدم بقيمة الخدمات التي يمكن أن يحصل عليها. ومن ثم نؤكد مرة أخري أن اكتساب ثقة المستخدمين في جهاز الكمبيوتر يتوقف بشكل كبير علي حجم وقيمة الخدمات التي من الممكن أن يحصل عليها المستخدم بشكل فوري ومباشر الأمر الذي يتطلب بالضرورة وجود قواعد البيانات وشبكات المعلومات المتنوعة التي تساعد المستخدم علي الوصول إليها عبر جهاز الكمبيوتر الموجود أمامه بدون الاضطرار إلي الانتقال والبحث عن المعلومات وهو بالتأكيد ما يقودنا تدريجيا إلي المجتمع المعلوماتي ويصبح للكمبيوتر قيمة مضافة حقيقية فالمطلوب ليس مجرد توفير جهاز الكمبيوتر وإن كان مهما ولكن المطلوب أن نعظم من قيمة الخدمات التي يؤديها لنا هذا الجهاز. للحديث بقية...