رغم إعلان الحكومة "رسميا" اغلاق ملف شركات توظيف الاموال.. الا ان العملاء كان لهم رأي آخر.. فمنهم من حصل علي "ثلث" المبلغ والذي لا يتعدي فوائد المبلغ الأصلي ومنهم من حصل علي "الفتات".. بل هناك من لم يستطع اثبات حقه حتي الآن. شبابيك بنكي الأهلي ومصر حيث صرف باقي المستحقات شهدت العديد من الحالات الإنسانية "القاسية". "الأسبوعي" سجلت العديد من تلك الحالات في صالتي البنكين، والتي كشفت عن مآس إنسانية.. فهناك من العملاء يشتكون من جراء ضياع أمواله لأنها مودعة في صورة أسهم وهناك من تم حساب رصيده بالدولار لدي تلك الشركات باقل من جنيهين للدولار طبقا للاسعار القديمة أي وقت الايداع وهناك من وجد في يده جنيهات قليلة لا تساوي قيمة انتظاره طيلة اكثر من 18 عاما. ومن بين هؤلاء والذين وقفوا في طوابير طويلة نساء عجائز وشيوخ وورثة بل واحفاد.. وكلهم يحاولون الحصول علي جزء قليل من حقوقهم. ومن بين هؤلاء انتصار محمد عبد النبي وهي سيدة مسنة كانت من مودعي شركة الشريف والتي جاءت لتصرف اليوم مستحقاتها كوريثة لوالدها مع اخواتها كآخر دفعة، ولكن لديها أسهم مودعة لدي شركة الشريف بمقدار الفي جنيه لا تعرف عنها شيئا وتم تحويل مبلغ آخر لها لدي "الشريف" مقداره عشرة آلاف جنيها الي شركة الشروق وحتي الآن لم تعرف عن هذا المبلغ شيئا. وتتجاذب اطراف الحديث اختها "بهية محمد عبد النبي" وتقول هي ايضا أودعت لدي شركة الشريف مبلغ عشرين الف جنيه وتم تحويله كأسهم وحتي الآن لم يتم صرف ارباح هذه الاسهم ولم يتم حتي تداول هذه الاسهم المزعومة بالبورصة وذلك منذ عام 1985 وحتي الآن ولم نعرف شيئا وتماطل الشركة في صرف أموالنا طوال هذه الفترة. وتؤكد انتصار انها لن تسكت عن المطالبة باموالها لدي شركتي الشريف والشروق لأن أموالها حلال وورثها الشرعي ولن تفرط في مليم واحد إلي آخر عمرها. لاسيما ان هذا المبلغ سيعينها علي تكاليف الحياة. الفائدة! ويقول علي عراقي محمد مودع لدي شركة الشريف انه أودع 12 الف جنيه وصرف تسعة آلاف في الفترة الماضية علي مرحلتين وتبقي 3 آلاف جنيه يقوم بصرفها اليوم من بنك مصر المركز الرئيسي ولكن هذا المبلغ له اكثر من عشرين عاما ولم أحصل علي مليم واحد فائدة والمفروض ان نأخذ عنه فائدة لأنه لو تم ادخاره في اي مكان بفائدة 5% فقط لكان لدينا مبلغ يساعدنا في أعباء الحياة.. ضياع الربح وفي احدي صالات البنك الاهلي فرع ثروت يقول محمد سيد مصطفي مودع لدي شركة الريان بمبلغ 50 الف جنيه إن الحكومة قامت بخصم الأرباح التي تم صرفها من شركة الريان من المبلغ الأصلي والباقي تم صرفه علي 3 دفعات ولم يحصل علي أي ربح.. وهذه المرة يصرف آخر دفعة وقيمتها 7 آلاف و950 جنيها. دعوي عاجلة ويشير مصطفي انه كمودع لدي "الريان" سيقوم برفع دعوي عاجلة هو وبعض المودعين لدي الريان ضد الدولة بسبب انه اودع مبلغه بالدولار في الثمانينيات وتم حساب الدولار علي انه بسعر جنيهين فقط في حين ان الدولار اليوم يقدر بمبلغ 5 جنيهات و75 قرشا.. وبالتالي ضاع عليه أولا فرق العملة وثانيا ارباح الايداع طوال أكثر من 20 عاما. ويضيف سيد مصطفي انه تعاقد مع الريان علي ان يأخذ الأرباح ومبلغه الأصلي بالجنيه المصري بسعر الدولار في وقته وصيغة التعاقد معه حتي الآن تؤكد هذا الكلام ولكن من يلتزم بذلك الآن؟ ويطالب سيد مصطفي بالحصول علي فارق السعر بالدولار الذي أودعه منذ الثمانينيات حتي الآن.. جلطة بالقلب ومن جانبه يقول محمود صالح عبد العال مودع لدي شركة الريان لقد ضاع كل شيء ونتيجة ذلك اصيب بعدة جلطات في القلب وقام باجراء جراحتين بالقلب وكان محجوزا بالمستشفي العام الماضي بسبب أمواله التي ضاع أغلبها في الريان. ويشير محمود صالح الي ان امواله ضاعت وأرباحه ضاعت كذلك كما أن صحته "راحت" ايضا بسبب أمواله الضائعة. البنك لا يتدخل ويقول حسن علي محمد وكيل مدير عام البنك الاهلي "فرع ثروت" ان الفرع يصرف لمودعي الريان ضمن اكثر من مائة فرع في الفترة المسائية من الساعة 5 مساء حتي 8 مساء. حتي 14 اغسطس. بالاضافة الي الصرف ايام الجمع والسبت من كل اسبوع ويتم الصرف لحوالي 100 عميل يوميا بمعدل 700 الف جنيه يوميا ويتم الصرف وفقا للحروف الابجدية للعملاء حتي لا تحدث عملية تكدس وحسب موقع العميل الجغرافي ومرات الصرف السابقة وعملاء الاقاليم لهم فروع قريبة منهم يصرفون منها. ويضيف وكيل مدير عام فرع البنك الاهلي (ثروت) ان هذه المرة يتم الصرف الكامل لاي عميل لم يحصل علي مبلغه او القيمة المتبقية له بالكامل. ومن جانيه يقول حازم علي مسئول بالبنك الاهلي "فرع ثروت" اذا كان العميل لديه اعلان وراثة فالبنك يقدم بتوزيع المبلغ طبقا للانصبة الشرعية، وليس شرط ان يتواجد جميع الورثة للصرف ويتم الصرف للوريث المتواجد اما الوريث غير المتواجد فيقوم البنك بفتح حساب له بالمبلغ الذي يستحقه حتي يقوم بصرفه في اي وقت. وفي حالة ما اذا كان الوريث "قاصرا" -والكلام لمسئول البنك الاهلي- فانه يقوم بصرف مبلغه بناء علي قرار المحكمة بقرار وصاية من الاب او الام او الاخ. وحول شكوي العملاء من ايداعهم المبالغ بالدولار وتقييمه باقل من قيمته الحالية يقول حازم علي ان البنك ليس طرفا في ذلك وانما يصرف المبالغ للعملاء بناء علي ما تم تقديره من قبل الحكومة للعميل ولا يتدخل البنك في العملية الحسابية لمبالغ العملاء.