لا أعرف اسم عائلة الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني ولكني أتصور انه من عيلة "الدوغري" سلوكا ومنهجاً. وقليلون في حياتنا المدنية من عيلة الدوغري في الادارة وهؤلاء لا يتمتعون بحب مرؤوسيهم لأنهم كالسيف القاطع ولديهم - أي عيلة الدوغري - كراهية شديدة للكوسة ولكن البعض يحب الكوسة ويهواها خضارا مطبوخا ومنهجا في المصالح! ويصف هؤلاء أحمد شفيق بأنه "ناشف" و"قاسي" و"غير مرن"! والواقع اننا تعودنا علي نوعية من القيادات في حياتنا، مرنة إلي حد الخطأ الفادح بعلم القيادات أو في غفلة عنها! ولا يعيب أحمد شفيق انه كان رجلا عسكريا ثم تحول إلي العمل الميداني المدني. انه يحمل صفات القائد العسكري وانضباطه وحزمه وحسمه، ولكن بعض الناس تصف انضباط قيادة بأنها قسوة وعدم مرونة ونشفان دماغ. ولست أكتب عن أحمد شفيق الدوغري من باب المجاملة ولكن من باب "تقييم" رجل في موقع يقود فيه اسطول مصر المدني الطائر في السماوات المفتوحة، ولا أبغي منه شيئا، فالتخفيضات علي تذاكر الصحفيين تصل إلي 50% وزوج الصحفية يحصل علي تخفيض أيضا قدره 25% وليس أحمد شفيق صاحب هذه التخفيضات بل انه للتاريخ، المهندس فهيم ريان وجاء الفريق إلي موقع وزير للطيران وحافظ عليه، واذا كنت اذكر هذه الملاحظة، فلاننا تعودنا علي أن وراء كلمة حق شبهة ما وايضا وراء القذف في حق مسئول وراءه أيضا شبهة ما، ربما كانت مصلحة أو علي سبيل الضغط عليه! وأصيب الناس بالحيرة من يصدقون؟ من يكتب كلمة انصاف بلا عائد أو من يكتب للابتزاز؟ والناس تصوروا أن أحمد شفيق هو مصر للطيران وهذا غير صحيح ويوجز الرجل في احدي قطاعاته التي يشرف عليها للمهندس عاطف عبد الحميد دينامو مصر للطيران الهادئ العزوف. أحمد شفيق لا يختصر جهده في طائرة مصر التي تأخرت نصف ساعة عن موعدها أو في المضيفة التي نسيت فنجان شاي للراكب، أحمد شفيق هو تجديد وتحديث مطارات مصر التي شرب عليها الدهر وأكل وشبع، وفي نفس الوقت يدون ملاحظات الركاب كما رأيته في برنامج "اتكلم" لأنه ببساطة يعتبر الزبون أي الراكب علي حق دائما، لكننا - ونحن نريد خدمة أكثر - نهوي جلد أنفسنا! اتذكر أني سافرت منذ اسابيع مدعوا علي طائرة الخطوط الجوية البريطانية وتحركت الطائرة في الاقلاع بعد موعدها بنصف ساعة وفي العودة للقاهرة بقيت ساعة وثلثا بسبب كثافة مرور الطائرات في أرض المطار، كان الانجليز الركاب في حالة تسامح مع التأخير لأنه بمبرر ولكن الأهم هو حب الانجليزي لوطنه، أما نحن فلنا ألسنة كالفرئلة تتهم وتتنقد ولا تعرف الحب ودائما ممتعضة ولديها فكرة ثابتة عن مصر للطيران! لقد كنت كلما ركبت طائرة مصر للطيران، ينتحي بي الطيار ليقول لي سطرا واحدا: ارجو المقارنة بين أجور الطيارين المصريين وأجور طياري الشركات الاخري، وذات مرة تصادف ان قابلت الفريق أحمد شفيق في دبي وكان بالقميص والبنطلون الجاكوال ولم يسقط كلام الطيار سهوا، فصارحته به، فقال لي سطرا واحدا: يحصل الطيار علي مرتب سبعين ألف جنيه من مصر للطيران التي لا تأخذ مليما من الدولة ونعتمد علي مواردنا، ومع ذلك اذا كانت هناك شكوي لطيار فأنا علي استعداد لمقابلته ولا تنس - يقول أحمد شفيق - ان طياري مصر للطيران من صفوة طياري العالم، كان أحمد شفيق في دبي يحضر معرض طائرات من طرازات مختلفة عالمية لانه لا يريد ان تتأخر مصر عنه. وأعود لمنهج شفيق في الادارة انه محدد ومباشر ودوغري ولكن الأهم انه لا يسقط في فخ التفصيلات الصغيرة المملة ويعطي جهده للتطوير مطار وراء مطار. هذا جهد ربما كان آنيا ولكنه للاجيال التي ستفخر بمطاراتها مثلما يفخر الألمان بمطار فرانكفورت ويفخر الانجليزي بمطار هثرو ويفخر الفرنسيون بمطار أورلي وشارل ديجول، وقد بدأ أحمد شفيق في اصلاح مطار القاهرة وصالاته وتابع أسلوب المرور حوله وتابع أماكن انتظار الناس. ذلك أن وزير الطيران المدني يعتمد في ادارته لمرافق الوزارة علي مجموعة كفاءات لا يعيب ان بعضهم "لواءات" فالرجل بجهده وعزيمته وعطائه وليس برتبته، هؤلاء يعملون مع أحمد شفيق الدوغري بتناغم، صحيح ان الكمال لله ولكن عند الرجل "نية" صادقة و"رغبة" في حل قضايا مزمنة و"صدر" مفتوح للطيارين والمهم الضيافة وحتي "ثمن" تصوير أفلام السينما في مطار القاهرة وشكوي المنتجين الذي وعد ببحثه وافادتهم! "ملاحظة من الفنان محمد وفيق" مرة أخري، لا تختصروا طاقة الفريق أحمد شفيق في شكوي من مضيفة أو تأخير في اقلاع أو عتاب من طيار، فالرجل مع رجال صامتين يغيرون وجه مطارات مصر. وربما كان الهدف من مقالي أن "نحب مصر" ولا نجلد أنفسنا، ونكتب عن رجال في مواقع لهم بصمات.