قال باسكال لامي مدير عام منظمة التجارة العالمية ان اعادة محادثات جولة الدوحة لتحرير التجارة العالمية الي مسارها لن يحدث بسرعة وقد يتطلب من الدول تغيير مواقفها التفاوضية. وتحدث لامي بعد انهيار المحاولة الاخيرة لانقاذ مفاوضات التجارة العالمية المتعثرة وقال ان الدول الاعضاء في المنظمة يجب ان تترك عروضها مطروحة علي الطاولة وتتجنب تبادل الاتهامات بشأن المسئولية عن تعليق المحادثات. وقال لامي في مؤتمر صحفي: "اوصيت الاعضاء بتعليق جميع المفاوضات للسماح بفترة استراحة لتراجع الحكومات مواقفها وتدرس خياراتها". واكد علي ان المطلوب هو اتخاذ مواقف تفاوضية جديدة لانعاش المحادثات التي استمرت بالفعل نحو خمس سنوات. وقال لامي: "الامر لن يحل بقليل من الوقت او قليل من التنازالات". وفشلت مساعي ست قوي تجارية في الابقاء علي محادثات التجارة علي مسارها الصحيح يوم الاثنين عندما علقت المحادثات واثار ذلك احتمال ان تواجه المحادثات المزيد من التعطيل. وقال لامي ان انهيار المحادثات يلقي بظلاله علي الاسلوب متعدد الاطراف لفتح التدفقات التجارية وقد تكون له عواقب علي المناخ السياسي في وقت حرج بالنسبة للاقتصاد العالمي. وقال: "اضعنا فرصة مهمة للغاية لتحسين الاعمال القائمة علي التعددية". الي ذلك القت اوروبا باللوم علي الولاياتالمتحدةالامريكية في فشل الجولة الاخيرة من محادثات التجارة العالمية. وقال مفوض التجارة الاوروبي بيتر ماندلسون ان الشروط التي اعلنتها الولاياتالمتحدة فيما يخص رفع الدعم عن القطاع الزراعي "غير مقبولة" بالنسبة للدول النامية. وفي المقابل، قالت الولاياتالمتحدة انها "ملتزمة بالكامل" تجاه المحادثات ووجهت اللوم لاوروبا لعدم تطلعها للتوصل لاتفاق فيما يخص تخفيض الرسوم الزراعية. وقررت منظمة التجارة العالمية عدم عقد محادثات جديدة في هذا الشأن.. وعلق المفاوضون آمالا علي التوصل الي اتفاق هذا العام، قبل ان ينتهي اجل لجنة امريكية خاصة مهمتها مناقشة هذه الاتفاقات مما يضعف قدرة الرئيس الامريكي علي الحصول علي موافقة الكونجرس بهذا الخصوص. واعرب ماندلسون عن "عميق خيبة الامل" لتوقف المحادثات بسبب ما اسماه بعدم مرونة الولاياتالمتحدة. وقال: "ان ما يريدونه - اي امريكا - هو فتح اسواق الدول النامية بنفس القدر مقابل كل دولار يخفضونه من قيمة الدعم الزراعي، الذي يعرقل التجارة اساسا". واضاف: "ليس هذا مقبولا للدول النامية وليس بمقدوري ان اوقع علي هذا بالنيابة عن اوروبا"، ولكن مفاوضة التجارة الامريكية سوزان شواب قالت ان بلادها ملتزمة تماما تجاه نظام التجارة الدولي. غير ان بعض الدول المتقدمة والنامية كانت تبحث عن اسباب لتكون اقل طموحا، وبالتالي تتجنب تقديم مساهمات طموحة. وساند السيناتور تشارلز جراسلي وهو رئيس اللجنة المالية لمجلس الشيوخ الامريكي الذي ينبغي ان يقر اي اتفاق تجاري موقف المفاوضين الامريكيين.. "اقول دائما ان عدم التوصل لاتفاق خير من الوصول لاتفاق سيئ واتفاق الدوحة سيكون سيئا". وناقش مفاوضون من الولاياتالمتحدة واوروبا والبرازيل واستراليا والهند واليابان اتفاقا لتنمية التبادل التجاري العالمي في المواد الصناعية والزراعية في جنيف ولكنهم فشلوا في التوصل لاتفاق.