[email protected] لا شك أن زيادة قاعدة الكوادر البشرية المحلية المؤهلة في مجال تكنولوجيا المعلومات تمثل عنصر حافزا قويا التنمية هذه الصناعة وتثبيت أقدمها علي ارض الواقع وفتح قنوات وروافد جديدة لدعمها لعل أهمهما جذب استثمارات مالية " محلية وأجنبية " . وتحدثنا أمس عن بدء تفاقم ظاهرة ارتفاع أجور ورواتب العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات " لاسيما الخريجون الجدد الذين يرفضون فرص العمل المتاحة في هذا المجال بما لا يقل عن 2000 جنيه شهريا ! " وأكدنا أن هذه الظاهرة لها عدة أسباب ومنها شدة المنافسة - المشروعة - بين الشركات لاستكمال كوادرها البشرية الأمر الذي ينعكس في نهاية الأمر بتقليص المزايا التنافسية لشركات المعلومات المحلية في مجال تصدير خدماتها للغير خاصة الأسواق العالمية والتي تعتمد بصورة كبيرة علي عنصر التكلفة وجودة الخدمة . ونتصور أن إدراك الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لخطورة هذه الظاهرة وانعكاساتها السلبية علي قدراتنا التصدير من صناعة " Outsourcing " يدفعنا إلي المطالبة بالعمل علي زيادة قاعدة الكفاءات البشرية التي يتم تأهيلها سنويا عبر برامج التدريب المتخصص في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تشرف عليها الوزارة لاسيما ان ازدهار قطاع المعلومات والاتصالات المحلي والإقليمي والعالمي وتزايد الطلب علي هذه النوعية من الكفاءات يشكل حافز قويا لمضاعفة الجهود التي تبذلها وزارة الاتصالات في مجال تأهيل وإعداد الكوادر البشرية المتخصصة في مجال تقديم خدمات التشغيل للغير " خاصة الكول سنتر - ومراكز الدعم الفني " وبالطبع فان خطة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجال التدريب المتخصص لتأهيل 5 آلاف متدرب متخصص في مجال تكنولوجيا المعلومات سنويا " بجانب تأهيل نفس العدد تقريبا وفقا لبرنامج التدريب الأساسي لإعداد مستخدم ماهر للكمبيوتر وحاصل علي شهادة قيادة الكمبيوترICID الدولية " هو هدف ايجابي كان يتناسب مع محدودية السوق المحلي للتكنولوجيا وغياب إستراتيجية متكاملة لتنمية صادراتنا من خدمات التشغيل الغير وهو ما يختلف الأن بصورة جذرية . وإذا كنا في الماضي طالبنا بضرورة إيجاد وظائف لخريجي هذه البرامج التدريبية المتخصصة مع ضرورة وجود خطة مستقبلية لاستيعاب هذه الكوادر واستغلال الاستثمارات المخصصة للتدريب في إيجاد فرص عمل جديدة لمن تم تدريبهم فإننا في الوقت الحالي نطالب وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بعملية مراجعة لهيكل برامج التدريب التي تنفذها وبما يسمح بإعداد كوادر بشرية متخصصة في مجال تقديم خدمات مراكز الاتصالات ومراكز الدعم الفني لاسيما وان غالبية الشباب "من خريجي الجامعات والمعاهد العليا " لا يجدون حرجا في العمل بهذه الوظيفة وهو عكس ما هو موجود بالدول الأوروبية والولايات المتحدة . ونؤكد أن هذه الخطوة سيكون لها مردود إيجابي علي عملية تطوير الموارد البشرية بشركات المعلومات إذ إننا جميعا نعلم أنه مع تزايد عبء وتكلفة التدريب والتأهيل للموارد البشرية أصبح عنصرا شبه ملغي من خريطة اغلب الشركات لأسباب كثيرة متنوعة أهمها محدودية الموارد المالية المتاحة وعدم توافر الوقت لانتظار عملية تأهيل هذه الموارد علاوة علي عدم وجود اي ضمانات لاستمرار احتفاظ الشركة بهذه الكفاءات بعد تدريبها . للحديث بقية ...